كيجيان: أظهرت أهمية التعاون الدولي في تجاوز مشكلات الاقتصاد العالمي
ألقى سفير الصين في لبنان وانغ كيجيان في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU – كلية عدنان القصار لإدارة الأعمال، محاضرة عن «مبادرة الحزام والطريق مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين » وما يتصل بها، بحضور رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا ورئيس مجموعة فرنسبنك الوزير السابق عدنان القصار، بالإضافة إلى حشد من أساتذة الجامعة والطلاب والمهتمين.
وبعد مقدمة ألقاها مستشار رئيس الجامعة للشؤون الإعلامية الدكتور كريستيان أوسي، تحدث الرئيس جوزف جبرا مرحباً بالسفير الصيني، مشيداً بخبرته في شؤون شمال أفريقيا، ومسيرته الديبلوماسية من وزارة الخارجية الصينية، إلى توليه سفارات الصين في القاهرة ودمشق ومنها إلى بيروت، والدور الذي يضطلع به في دعم مبادرة الحزام والطريق.
ورأى جبرا «أنّ المبادرة مفيدة للعالم ولا تقتصر على الصين فحسب»، ودعا الحضور إلى التفكير في الأبعاد الاستراتيجية لربط الصين بالبحر الأبيض المتوسط وأوروبا مروراً بدول الخليج وآسيا.
واعتبر «أنّ ثمة الكثير من الطاقات والإمكانات في الطاقة والنفط والاتصالات وغيرها من القطاعات وهذا ما يجب استثماره في شكل صحيح لتأمين المردود الإيجابي على مجتمعاتنا».
وتوجه السفير كيجيان إلى الحضور شاكراً الجامعة اللبنانية الأميركية LAU الرائدة في لبنان على استضافته، وكذلك الوزير القصار، واصفاً إياه «بأحد أعمدة العلاقات اللبنانية الصينية».
وشرح السفير على مدى ساعة مبادرة الحزام والطريق، معتبراً «أنّ البعض لم يسمعوا بها لكنهم سيسمعون بها كثيراً خلال السنوات الخمس المقبلة». وأوضح أنها مبادرة أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل أربع سنوات لتصبح أحد عناوين التعاون الدولي والسياسة الخارجية الصينية مع اوروبا وغرب آسيا ولبنان.
وقال: «إنّ مبادرة الحزام والطريق وشبكة المواصلات المزمع بناؤها «ستربطنا جميعاً من خلال شبكة طرق تتماهى مع طريق الحرير الذي كان قائماً قبل 2000 سنة، وكان يربط أوروبا مع الصين مروراً بآسيا الوسطى والشرق الأوسط حيث كانت تسير عليها قوافل المنتجات الصينية والأوروبية من التوابل والحرير وغيرها من المنتجات».
ورأى السفير كيجيان «أنّ الخطوط التجارية التي يجري العمل على إقامتها ما بين 70 دولة تؤمن جملة أمور من بينها: تعزيز التواصل والسياسات بين الصين والدول الواقعة على خط الحزام، إضافة إلى تنسيق التجارة الدولية وتسهيل حركة الاستثمارات والتمويل بين الدول وصولاً إلى تطوير التبادل الإنساني على الصعد كافة. وشدّد على أن الحزام غير مرتبط بمفهوم جغرافي أو سياسي محدد، بل هو مجرد فكرة ومبادرة مفتوحة ويمكن لأي بلد أن ينضم إليه بإرادته».
وفي تحليله لأبعاد المبادرة، رأى السفير الصيني «أنّ الاقتصاد العالمي لن يستطيع الاستمرار من دون التعاون بين الجميع»، وأوضح «أنّ الاقتصاد الصيني لديه مشكلاته نتيجة عدم التوازن في مستويات التنمية ما بين المناطق الصينية الساحلية والداخلية والغربية وهذا ما أدى إلى فجوة في سياسة التنمية الصينية، الأمر الذي يحتاج إلى المعالجة عن طريق التعاون مع الدول الواقعة غرب الصين في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، وسيساهم هذا التعاون في تحقيق مصلحة الصين والدول المذكورة ويحقق التنمية ويساهم في تطوير الاقتصادات المختلفة».
واعتبر «أنّ النتائج التي حققتها المبادرة ومنذ إطلاقها قبل أربع سنوات أظهرت أهمية التعاون الدولي في تجاوز المشكلات الكثيرة والكبيرة التي تواجه الاقتصاد العالمي. كما قدم عرضاً لحركة التبادل التجاري بين الصين وللدول الواقعة عليه والتي بلغت حوالى 3 تريليون دولار بين عام 2012 وعام 2016».
وذكر «أنّ من المتوقع أن تبلغ حجم الاستثمارات الصينية في الدول والمناطق المعنية 150 مليار دولار أميركي خلال السنوات الخمس المقبلة».
ورأى «أنّ من أهم آليات المبادرة كان إنشاء صندوق طريق الحرير العام 2014 الذي يضم 77 دولة بأصول ورأسمال قدره 40 مليار دولار أميركي لتمويل المشاريع المدرجة تحت عنوان الحزام والطريق، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي قدم لبنان طلبا رسمياً للانضمام إليه».
وبعد تعداد أرقام الاستثمارات الصينية في طريق الحرير، خلص السفير الصيني «إلى أنّ المبادرة منصة تعاون دولي تقوم على الإفادة المتبادلة بين مختلف الدول في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وشرق أفريقيا وهي مفتوحة أمام الجميع للانضمام إليها، لتحقيق التنمية الاقتصادية المشتركة وخير شعوب هذه الدول»، مؤكداً «أن لا نية لدى الحكومة الصينية إلى تشكيل حلف سياسي ـ اقتصادي بأي شكل كان»، معتبراً «أنّ التنمية مفيدة للجميع من دون استثناء».
وختم كيجيان محاضرته بأنّ لبنان «حلقة مهمة جداً في طريق الحرير ويلعب دوراً مهماً في التواصل بين آسيا وأوروبا بالنظر إلى موقعه الجغرافي وقطاعه المصرفي والطاقات الثقافية والإنسانية التي يتمتع بها»، وجدّد تأكيد السعي إلى «تعزيز التعاون بين الصين ولبنان في كل المجالات».