بدء نشر القوات الاستراتيجية الأميركية حول الجزيرة الكورية
أعلنت سيول أمس، عن «بدء نشر القوات الاستراتيجية الأميركية حول شبه الجزيرة الكورية على أساس تناوبي في وقت لاحق من العام الحالي».
وذكر المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الحاكم في كوريا الجنوبية بارك وان جو أثناء مؤتمر صحافي «أن رئيس مكتب الأمن الوطني تشونغ يوي يونغ أكد هذه الخطة أثناء اجتماع عقده رئيس البلاد مون جاي إن مع زعماء أكبر الأحزاب».
وأوضح المسؤول الأمني أن «الولايات المتحدة تعهّدت بتوسيع وجودها على أساس تناوبي قرب شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً أن «ذلك سيتيح لسيول توطيد قدراتها الدفاعية، وذلك في وقت تشهد فيه الأوضاع في المنطقة تدهوراً ملموساً في ظل تصعيد الخلافات بين الكوريتين وتبادل بيونغ يانغ وواشنطن تهديدات نارية باستخدام القوة».
ولم يكشف المسؤول عن ماهية هذه الأسلحة الاستراتيجية الأميركية، وترجّح وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية أن «الحديث يدور عن طائرات الشبح وقاذفات القنابل النووية بعيدة المدى والغواصات النووية».
في غضون ذلك، انطلق في سيول الاجتماع الدفاعي الثنائي الـ12 بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، في ظل تطورات الوضع في المنطقة.
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن «أجندة الاجتماع تضمّ تنسيق الجهود في وجه التحديات النووية والصاروخية التي تشكلها بيونغ يانغ، والتزام واشنطن بالردع الموسّع»، فضلاً عن «تسليم السيطرة على القوات الكورية الجنوبية إلى الولايات المتحدة في حال اندلاع الحرب بالمنطقة».
كما أعلنت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية أول أمس، أن «حاملة الطائرات الأميركية رونالد ريغان تصاحبها قطع حربية أخرى، ستجري في نهاية تشرين الأول المقبل مناورات قرب سواحل شبه الجزيرة الكورية».
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر عسكرية، أن «هذه المجموعة البحرية الأميركية الضاربة يمكن أن تدخل المياه الإقليمية لكوريا الشمالية بهدف تخويف بيونغ يانغ».
في سياق متصل، أعلن المتحدّث باسم الحزب الديمقراطي الحاكم في كوريا الجنوبية، يو سان هو، «أنّ التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بلغ أعلى مستوى له منذ انتهاء الحرب الكورية 1950 1953».
وقال هذا المسؤول الكوري الجنوبي، الذي كان يتولى زعامة كتلة الحزب الديمقراطي الحاكم في البرلمان: «التوتر في المنطقة بلغ أعلى نقطة، واحتمالات النزاع الآن عالية كما لم تكن على الإطلاق»، مشدّداً في الوقت ذاته على «ضرورة تفادي استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد كوريا الشمالية».
وأكد المتحدث باسم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية على أنه «إذا وجّهت واشنطن ضربة استباقية للشطر الشمالي، فسيؤدي ذلك إلى حرب شاملة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. هذا النزاع يمكن أن لا يطال القسم القاري للولايات المتحدة، لكنه سيجلب الدمار إلى شبه الجزيرة الكورية».
ووجّه البرلماني الكوري الجنوبي نداء إلى الزعماء السياسيين في بلاده، دعاهم فيه إلى «الوقوف في جبهة واحدة، وإقناع واشنطن بعدم النظر في الخيار العسكري لحل المشكلة النووية الكورية الشمالية، وعدم مفاقمة التوتر في المنطقة».
وتخشى أوساط في كوريا الجنوبية من أن تدفع التحرّكات العسكرية الأميركية الأخيرة بيونغ يانغ إلى «الردّ بصورة لا يمكن توقعها»، خاصة بعد أن حلقت قاذفات استراتيجية أميركية مؤخراً قرب السواحل الشرقية لكوريا الشمالية عقب إقلاعها من قاعدتها في جزيرة غوام.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية أمس، «إنه يجب حلّ المسألة النووية الكورية الشمالية عبر الحوار، وإن الوسائل العسكرية ليست خياراً».
جاء تعليق المتحدث باسم الوزارة لو كانغ، خلال إفادة صحافية عند سؤاله عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن الخيار العسكري الأميركي سيكون «مدمراً» لبيونغ يانغ، لكنه ليس خيار واشنطن الأول في التعامل مع البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
وفي وقت سابق، أعلن لوكانغ، «أن الحرب المحتملة على شبه الجزيرة الكورية، لن تجلب النصر لأي طرف مشارك فيها، وستصبح مأساة لدول المنطقة».