العبادي: سنفرض القانون في «كردستان» والبرلمان يفوّضه بنشر قوّات في كركوك

طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي أربيل، بإعادة كلّ المناطق التي استحوذ عليها الإقليم بناءً على قرار البرلمان، مضيفاً أنّ أيّ طيران من مطار السليمانية وأربيل سيكون غير موجود من يوم الجمعة المقبل.

العبادي الذي قال إنّ بغداد لن تسمح بتجاوز الدستور، أكّد أنّ الحكومة العراقيّة لن تتحاور بشأن نتائج الاستفتاء، وأنّها ستفرض سلطة القانون في كلّ مناطق الإقليم بقوّة الدستور، مشيراً إلى أنّه «لا بُدّ من إلغاء الاستفتاء والدخول في حوار تحت سقف الدستور».

كلمة رئيس الحكومة جاءت خلال جلسة البرلمان التي حضرها رئيس هيئة الأركان ووزراء الدفاع والداخلية والنفط بعد وقت قليل من إعلان أربيل رفضها تسليم المطارين، حيث أعلن وزير النقل في إقليم كردستان رفض حكومة الإقليم الإنذار الصادر عن بغداد بتسليم مطارَيْها الدوليَّين لبغداد.

ووصف مولود مراد قرار الحكومة العراقية بأنّه «غير ملائم وغير قانوني»، وأنّ تعليق الرحلات الجويّة «سيعود بتداعيات سلبيّة على المواطنين».

وقال العبادي في كلمته بالبرلمان، إنّ موقف العراق اليوم «قويّ، لأنّنا نجحنا في فرض الاستقرار، والخطاب العنصريّ هو جريمة بحقّ المواطنين»، مشدّداً: «سندافع عن المواطن الكردي داخل الإقليم وخارجه، كما ندافع عن المسيحي والتركماني والعرب، والاعتداء على أيّ فرد كرديّ اعتداء علينا جميعاً».

رئيس الوزراء العراقي الذي أكّد ألّا قتال بين أبناء الوطن الواحد و»لكن سنفرض القانون»، قال إنّ بغداد كانت أبلغت قادة الإقليم بأنّها ستتخذ إجراءات في حال إجراء الاستفتاء.

وتأتي المواقف التي أطلقها العبادي في سياق الردّ على الاستفتاء الذي أجرته أربيل الاثنين حول انفصال إقليم كردستان.

إلى ذلك، أعلن البرلمان العراقي دعمه لمحاكمة جميع المسؤولين عن إجراء الاستفتاء «غير الدستوري» في إقليم كردستان العراق، بمن فيهم رئيس الإقليم، مسعود البرزاني.

واتّخذ البرلمان، خلال جلسة عقدها أمس، قراراً يتضمّن «التأكيد على تنفيذ القرارات المتّخذة من قبل المجلس الوزاري للأمن الوطني في جلسته الأخيرة، لا سيّما قرار المتابعة القضائيّة للمسؤولين عن تنفيذ الاستفتاء، ومن بينهم رئيس سلطة الإقليم المنتهية ولايته يقصد مسعود البرزاني ، وتقديمهم للمحاكمة وفقاً للقوانين العراقيّة النافذة، وكذلك سائر الموظفين الكرد العاملين في مؤسّسات الدولة الاتحاديّة».

كما فوّض البرلمان في جلسة استثنائيّة رئيس الحكومة حيدر العبادي بنشر قوات في كركوك، وألزم القائد العام للقوّات المسلّحة اتّخاذ كلّ الخطوات الدستورية للحفاظ على وحدة العراق، والقائد العام لإصدار أوامر بنشر القوات الأمنيّة في «المناطق المتنازع عليها» وفي كركوك.

واعتبر مجلس النوّاب، أنّ إجراء استفتاء كردستان غير دستوري وباطل، مشيراً إلى وجود متابعة قضائيّة للمسؤولين عن تنفيذ الاستفتاء في كردستان، بينهم رئيس سلطة الإقليم.

ولفت المجلس إلى غلق المنافذ الحدوديّة التي تقع خارج سلطة الحكومة الاتحادية، مضيفاً أنّ على الحكومة إعادة الحقول الشماليّة في كركوك والمناطق المتنازع عليها لسلطة وزارة النفط.

وطالب مجلس النوّاب في جلسته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرارات الخاصة بإقليم كردستان بما فيها إقالة محافظ كركوك، لافةً إلى استدعاء سفراء وممثّلي الدول في كردستان لإبلاغهم بإقفال القنصليات والممثّليات ونقلها.

وأوضح مجلس النوّاب، أنّ على الحكومة عدم قبول الحوار المشروط إلّا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء.

وفي السّياق نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إنّ الأمر المستحبّ هو «دمج الكرد العراقيّين في إعادة بناء العراق، من خلال الحصول على أكبر قدر ممكن من الحكم الذاتي»، مؤكّداً أنّ «الوقت لا يبدو مناسباً اليوم للحصول على الاستقلال».

أمّا الخارجية الروسيّة، فقد دعت لحوار بين بغداد وأربيل «يفضي إلى صيغة مقبولة للتعايش في إطار دولة عراقيّة موحّدة»، في حين حذّر مسؤولون أميركيّون من «مغبّة الانفصال»، مشدّدين على أنّ الاستفتاء «وجّه ضربة لواشنطن التي حاولت على مدى سنوات منع تفكّك العراق».

على صعيدٍ آخر، واستجابة لطلب الحكومة العراقيّة الذي جاء ردّاً على استفتاء الإقليم، أعلن عدد من شركات الطيران الكبرى، من بينها عربية، إيقاف جميع رحلاتها الجويّة من وإلى الإقليم.

وفي آخر تطوّرات هذه القضية، أعلنت الحكومة التركيّة عن وقف حركة الطيران لشركات تابعة لها من وإلى مطارَي إقليم كردستان العراق، الواقعين في أربيل والسليمانية، اعتباراً من يوم الجمعة المقبل.

وقالت القنصليّة العامّة التركية في أربيل، في بيان نشرته على حسابها الرسمي في موقع «تويتر»، أمس، «إنّ المديرية العامّة للطيران المدني في العراق كانت قد طالبت بتعليق الرحلات من وإلى مطاري أربيل والسليمانية اعتباراً من الساعة 18.00 بالتوقيت المحلّي ليوم الجمعة 29 أيلول».

وأضاف البيان، أنّ «هذا الوضع سيؤدّي إلى عدم تمكّن الخطوط الجويّة التركية، وأطلس غلوبال وبيغاسوس، من إجراء رحلاتها إلى أربيل والسليمانية وبالعكس اعتباراً من التاريخ المذكور».

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت شركة «الخطوط الملكية الأردنية» عن تعليق رحلاتها من وإلى كردستان العراق اعتباراً من الساعة ذاتها في يوم الجمعة، «استجابةً لطلب السلطات العراقية».

كما ذكرت شركة «فلاي دبي» الإماراتية للطيران المنخفض التكلفة، التي تتّخذ من دبي مقرّاً لها، أنّها ستعلّق بصفة مؤقتة رحلاتها من وإلى أربيل والسليمانية استجابة لمطلب الحكومة العراقية، لكنّ هذا القرار سيدخل حيّز التنفيذ يوم السبت المقبل.

وجاء ذلك بعد أن أعلنت كلّ من شركتَي «طيران الشرق الأوسط» اللبنانية و»مصر للطيران» عن وقف رحلاتها من وإلى كردستان العراق اعتباراً من الجمعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى