الجعفري يتّهم واشنطن بدعم داعش.. والمندوب الروسي دعاها إلى عدم مغازلة الإرهابيين
تحوّلت جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك، والمتعلّقة بالوضعين الإنساني والسياسي في سورية إلى مكاشفة صريحة بين سورية وروسيا من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، وفيها شدّد المبعوث الدَّولي ستيفان دي ميستورا على أهمية العودة إلى جنيف وعلى إضافة منطقتي تهدئة أخريين إلى المناطق الأربع التي حددت في أستانة.
وأكّد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الحكومة السورية حرصت منذ بداية الحرب الإرهابية المفروضة على سورية على إيصال المساعدات إلى مستحقيها بالتعاون مع الأمم المتحدة والوكالات المختلفة التابعة لها.
وقال الجعفري في جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سورية «إن الاستماع إلى بعض الإحاطات التي قدمها البعض وبمجرد المقارنة بينها يشير بشكل واضح إلى أن البعض يعرف عما يتحدّث وعما يجري في سورية بحكم وجوده على الأرض وانخراطه السياسي في متابعة الأوضاع في سورية في حين أن البعض الآخر الذي تحدّث ليس موجوداً على الأرض ولا يعرف ماذا يجري في سورية. وهو يستند بشكل رئيسي إلى أقوال وادعاءات ومهاترات إعلامية واستخبارية تعطي الانطباع بأن ما يجري في سورية لا علاقة له بمكافحة الإرهاب، وأن هناك أزمة إنسانية سببها فقط الحكومة السورية».
ولفت في حديثه إلى أن «هذه المقارنة مهمة جداً كي يدرك بعض الزملاء أنه بعد سبع سنوات من بداية الحرب الإرهابية المفروضة على بلادي آن الأوان للتوقف عن المزايدات والكذب والتضليل».
وأكد الجعفري أنه في 21 أيلول/ سبتمبر الحالي أعلنت الدفاع السورية والروسية أن تحرير دير الزور بات وشيكاً، وقتل الجيش السوري 850 إرهابياً، مضيفاً «بعد ذلك أوقف التحالف الدولي عملياته في الرقة وزجّ «قوات سوريا الديموقراطية» في دير الزور، وكأن الأميركيين يسابقون الجيش السوري للوصول إلى دير الزور بدلاً من محاربة داعش في الرقة!».
وفي السياق، أكد المبعوث الدوليّ إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عزمه على عقد جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف نهاية تشرين الاول/ أكتوبر بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وقال دي ميستورا إنّ على الحكومة السورية والمعارضة التحضير لمفاوضات جنيف خلال شهر من دون شروط مسبّقة.
ودعا دي ميستورا إلى عدم تقسيم سورية من خلال مناطق التهدئة بشكل ناعم، قائلاً «الكل يرفض التقسيم كما أبلغوني»، وأضاف «عملية أستانة ومباحثات عمان يجب أن يكونا الأساس للتسوية السياسية في سورية».
إلى ذلك، رفض مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الزعم أن عملية إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية تهدف إلى تقسيم سورية مناطق نفوذ، مؤكداً أن أحاديث كهذه غير مقبولة.
وقال نيبينزيا في كلمة ألقاها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، جرت أول أمس الأربعاء: «خلال الاجتماعات في أستانا حول سورية تم تحديد بارامترات جميع المناطق الأربع، وفي جنوب غرب سورية يتم الحفاظ على الهدوء بفضل التعاون البناء مع الولايات المتحدة والأردن، حيث يستمر مستوى العنف بالانخفاض هناك».
وأكد المندوب الروسي في الأمم المتحدة مرة أخرى أن «عمل نظام مناطق تخفيف التوتر يحمل طابعاً مؤقتاً». وأضاف مشدداً: «من غير المقبول الادعاءات التي تزعم أن إقامة نظام مناطق تخفيف التوتر وراءها خطط لتقسيم سورية»، مشيراً إلى أن «روسيا تعتبر أن تلك الأحاديث تهدف إلى المساس بمصداقية عملية أستانا للتفاوض».
وأفاد المندوب الروسي في الأمم المتحدة بوجود محاولات عرقلة الجهود الرامية إلى مطاردة ودحر الإرهابيين من محيط مدينة دير الزور التي فك الجيش السوري الحصار المفروض عليها من تنظيم «داعش»، مؤخراً، ودعا في هذا السياق إلى «عدم مغازلة الإرهابيين».
على صعيد آخر، رحبت موسكو باستعداد دمشق للحوار مع الأكراد السوريين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، إن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول استعداد دمشق للحوار مع أكراد سورية بعد القضاء على إرهابيي «داعش» بشكل كامل، لفتت انتباه موسكو.
وأكدت زاخاروفا: «نرحّب بموقف الحكومة السورية وندعم جهودها الرامية إلى تحقيق الوفاق الوطني وتهيئة الظروف الملائمة لتعايش مختلف مكونات المجتمع السوري وطوائفه في إطار دولة سورية موحدة».
من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية أن تنظيم «داعش» أصبح على وشك الانهيار كمشروع «دولة» تسيطر على مناطق واسعة، بفضل القوات السورية والروسية، وأن التنظيم يتحوّل «شبكة» تشبه «القاعدة».
وقال مدير قسم الخارجية الروسية لشؤون التحديات والتهديدات الجديدة إيليا روغاتشوف في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية، «بفضل الخطوات العسكرية الفعالة، وقبل كل شيء من قبل الجيش السوري والقوات الجوية الفضائية الروسية، أصبح «مشروع دولة داعش» في المرحلة الأخيرة من وجوده، والمناطق الخاضعة لسيطرته تتقلّص».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية السورية مطالبتها مجلس الأمن مجدداً، بالعمل الفوري لوقف «الجرائم الوحشية والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي يرتكبها التحالف الدولي».
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن وزارة الخارجية قولها إن رسالتين وجّهتا إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول مواصلة «التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة جرائمه واعتداءاته على سيادة الأراضي السورية والمدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري».
وكانت دمشق اتهمت التحالف الدولي بتنفيذ غارة أول أمس الأربعاء، على مدينة الرقة وريف دير الزور الشمالي استشهد جراءها 22 مدنياً.