باسيل: «إسرائيل» و«داعش» يلتقيان بإرهابهما ولا بد من مواجهتهما
رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل «أن إسرائيل وداعش يلتقيان بإرهابهما وبعنصريتهما وبنهجهما التدميري، ويتقاطعان إلى درجة أن داعش هي الأداة «الإسرائيلية» الأكثر مناسبة لها لتقسيم المنطقة وتغيير حدودها وانقسام شعوبها، إلا أن هذا لا يسمح لنا إطلاقاً بأن نبرر تواطؤنا بإنشاء داعش بسبب «إسرائيل» أو أي قوة إقليمية أخرى، ولا أن نبرر تخاذلنا عن مواجهة داعش بسبب عدم حل القضية الفلسطينية».
كلام باسيل جاء خلال إحدى جلسات مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين لإعادة إعمار غزة، والذي شارك فيه في إطار الجهود التي يقوم بها لبنان لدعم غزة، في حضور اكثر من 50 دولة.
وناشد «المجتمع الدولي المساعدة حيث لا نستطيع، ونبه إلى وجوب مساعدته حيث الأخطار نفسها تطاوله، وناشده التدخل حيث منظومة القيم الإنسانية والمنظومة الأممية القانونية مهددة بالسقوط إن نحن سقطنا أمام إرهاب تمارسه دولة أو مجموعة ضد الإنسان والإنسانية، ضد البشر والحجر، ضد الله وخلقه أجمعين». وأكد «أن وجود «إسرائيل»، لا يعفي الفلسطينيين من مسؤولياتهم في إيجاد بيئتهم الحاضنة للتنمية المستدامة والإعمار، ومن مسؤوليتهم وفي الوحدة حول قيام دولتهم على أسس القانون الدولي والسيادة والعدالة، وهو ما بدأوا التعبير عنه من خلال حكومة الوحدة الوطنية الأخيرة، كما أن هذا الأمر لا يعفينا أيضاً، نحن من قيامنا بواجباتنا تجاه فلسطين وتجاه شعوبنا وقضايانا المحقة التي نلقي بلائمة تقصيرنا حيالها على «إسرائيل»، حتى أصبحنا نبرر قيام جماعات التكفير وداعش بسبب الظلم اللاحق بنا من «إسرائيل»».
وسأل باسيل «هل أصبحنا متخلين عن أرضنا؟ ألسنا نحن أصحابها ونحن أصحاب الأفكار التنويرية لنقاوم فكراً ظلامياً كداعش يعتم على حضارتنا ويشوه أدياننا؟ وألسنا نحن أصحاب الأقدام البطولية، لنقطع داعش بسيوفنا بدل أن تقطع هي رؤوسنا ورؤوس أصدقائنا الغربيين؟ أصرنا بحاجة إلى غطاء جوي من الغير فقط؟ أم أن حاجتنا هي إلى غطاء من شعوبنا وأبطالنا؟ أصرنا في حاجة إلى غيرنا للتدخل على أرضنا وقيام أشرطة عزل بدل أن نكون نحن من يعزل هؤلاء التكفيريين؟ أهكذا أصبحت حالتنا؟ لا! هل سنضطر يوماً إلى عقد مؤتمر دولي لإعمار الشرق الأوسط بأكمله بفضل داعش وأخواته»؟
وأشار وزير الخارجية الى أن الجيش اللبناني يمنع تقدم داعش باتجاه بلداتنا من دون امتلاك طائرات، وقال: «نحن أصحاب قضية فلسطين والانسان العربي، الذي يجب أن يبقى حياً في مواجهة داعش، لكي يدافع عن فلسطين ويدافع عن أرضه وعن وجوده وإرثه وحضارته وقيمه وأديانه».
لقاءات
وكانت لباسيل لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر، استهلها بلقاء وزير خارجية بريطانيا للشؤون الشرق أوسطية توبياس الدود، وعرض معه مسألة مساعدة بريطانيا الجيش اللبناني وتزويده بالسلاح لمكافحة الارهاب.
وبحث مع وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب افريقيا مايتي انكوانا ماشاباني، سبل التعاون بين البلدين على اكثر من صعيد.
وعرض مع وزير خارجية الأرجنتين هكتور تيمرمان مسألة الإرهاب وتداعياته على المنطقة ولا سيما على لبنان. كما تناولا موضوع تدفق النازحين السوريين خصوصاً أن عددهم أصبح يشكل عبئاً على لبنان، إضافة إلى استعراض وضع المغتربين اللبنانيين في الأرجنتين.
وتلقى وزير الخارجية رسالة خطية من نظيره الأميركي جون كيري، أعرب له فيها عن تقديره لما يقوم به لبنان في حربه ضد الإرهاب. كما أعلن وقوف أميركا إلى جانب لبنان في حربه على «داعش»، على طول وداخل الحدود اللبنانية، واستمرار أميركا في تعاونها ودعمها العسكري في هذا المجال.
كذلك عبر كيري في رسالته عن «إلتزام الولايات المتحدة بملاحقة الارهابيين ومعاقبتهم، من «داعش» ومثيلاته»، وعدد الخطوات التي تقوم بها في هذا الخصوص في إشارة جوابية على الجهود التي تبذلها الخارجية اللبنانية على هذا الصعيد.
كما شرح كيري المراحل والخطوات التي تقوم بها بلاده لتشكيل تحالف دولي واسع لمحاربة «داعش» ومثيلاته. وأكد على «تفهم المخاوف التي يشعر بها الوزير باسيل من خطر «داعش» والمنظمات الإرهابية التي تهدد الأقليات في الشرق من ضمن شعوب المنطقة.