الأسد لوفد روسي: الدول التي دعمتنا ستشارك في إعادة الإعمار
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ «الانتصارات التي يحقّقها الجيش السوري بمساعدة الدول الصديقة، وفي مقدّمتها روسيا، وما نتج عنها من عودة الأمن والاستقرار إلى العديد من المناطق السوريّة، مهّدت الطريق لإعادة دوران العجلة الاقتصادية والبدء فعلياً في مجال إعادة الإعمار»، لافتاً إلى أنّه «من الطبيعي أن تكون المشاركة في عملية إعادة إعمار سورية للدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في حربه ضدّ الإرهاب».
جاء هذا الكلام خلال لقاء الأسد مع وفد روسيّ اقتصادي يزور دمشق حالياً، وبحضور عدد من المسؤولين السوريّين والسفير الروسيّ في دمشق.
الوفد الذي يضمّ مسؤولين اقتصاديين في الحكومة الروسية، وعدداً من مديري وممثّلي الشركات الروسيّة الكبرى برئاسة كيريل مولودتسوف نائب وزير الطاقة، بحث مع الأسد تطوير التعاون التجاري والاقتصادي لتدعيم العلاقات الاستراتيجيّة بين سورية وروسيا.
كما ناقش الوفد تعزيز الاستثمارات بين البلدين، ولا سيّما في مجالات النفط والغاز والفوسفات والنقل والصناعات الدوائيّة وتطوير الموارد المائية، متطرّقاً إلى ضرورة وضع آليّات عمليّة لتسريع عملية إعادة إعمار ما دمّره المسلّحون في سورية.
وأوضح مولودتسوف، رئيس الوفد الروسي، أنّ «المساهمة في إعادة إعمار سورية تمثّل إحدى أولويّات الكثير من الشركات الروسيّة»، مشيراً إلى «ضرورة الاستفادة من الفرص الكبيرة في هذا المجال بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين».
وأكّد مولودتسوف، أنّ «روسيا شعباً وقيادة وحكومة، مصمّمة على مواصلة تقديم مختلف أشكال الدعم للشعب السوريّ في مواجهة الحرب الإرهابية، التي يتعرّض لها حتى تحقيق الهدف النهائي المتمثل بالقضاء على الإرهاب بشكل نهائي في كلّ المناطق السوريّة».
ميدانياً، استشهد 10 من رجال الشرطة ومدنيّين، وأُصيب ما يزيد عن 20 آخرين، خلال هجوم انتحاريّ إرهابيّ نفّذه أربعة مسلّحين على قسم شرطة الميدان في دمشق.
وذكرت وزارة الداخلية السورية، أنّ إرهابيَّين فجّرا نفسيهما أمام قسم الشرطة، ما أدّى إلى استشهاد عدد من المدنيّين وعدد من عناصر الشرطة.
وتحدّثت معلومات صحافيّة عن أنّ انتحارياً فجّر سيارة أمام قسم شرطة الميدان، تلاه تفجير انتحاريّين آخرين نفسيهما في المكان، أحدهما داخل القسم، أعقب ذلك أصوات اشتباكات تحت جسر الميدان في حين أغلقت الجهات الأمنيّة المنطقة بالكامل.
وقد سُمعت أصوات سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى المنطقة المذكورة.
وأعلنت صفحة الدفاع الوطني في سورية عن استشهاد قائد قطاع منطقة الجزماتية وعدد من عناصره، خلال الاشتباكات التي تلت دخول انتحاريّين إلى قسم الشرطة.
وزير الداخلية السوري محمد الشعار قال في تصريحات صحافيّة لدى تفقّده مكان الهجوم، إنّه «ونتيجة للانتصارات المستمرّة للقوّات السوريّة المسلّحة، سوف يلجأ الإرهابيّون بالتأكيد لمحاولة العرقلة من خلال عمليات أمنيّة معيّنة».
وأضاف الشعار: «كلّ شعبنا يقف خلف قيادته والقوات المسلّحة، للمضيّ قُدماً باتجاه إنهاء الإرهاب على كلّ الأراضي السورية».
وردّاً على استهداف مقرّ قسم الشرطة في حيّ الميدان أكثر من مرة، ردّ وزير الداخلية السوريّ: «الإرهابيون يستهدفون كلّ مكوّنات شعبنا.. وهذا القسم يكافح الإرهاب ويلبّي حاجات شعبنا اليومية، فهم يستهدفون المدنيّين وقوى الأمن الداخلي».
وفي هذا الإطار، لفتَ إلى أنّ العمليات الإرهابيّة «لا تقدّم ولا تؤخّر سوى أنّها تدفعنا أكثر إلى البحث عن أماكن وجود الإرهابيين». وتابع أنّ التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة هويّة مرتكبي العمل الإرهابي.
يُذكر أنّه تمّ استهداف المخفر نفسه في كانون الأول 2016 بتفجير انتحاري نفّذته طفلتان، إحداهما الطفلة فاطمة التي تبلغ من العمر 9 سنوات، حيث أرسلها والدها المدعوّ عبد الرحمن شداد والملقب بأبي نمر لتفجير نفسها بحزام ناسف داخل مركز الشرطة في منطقة الميدان.
وحينها نشر والد الطفلة مقطعاً مصوّراً يوضح كيفيّة تجهيزها لتنفيذ العملية، الأمر الذي أثار ضجّة في وسائل التواصل الاجتماعي.
ولاحقاً، تمّ قتل المدعوّ عبد الرحمن بعد أيام من تنفيذ تلك العملية على يد «جبهة فتح الشام» التي يعمل تحت حمايتها.
وبالتزامن مع هذا العمل الإرهابي في العاصمة السوريّة، استمرّت مجازر طيران التحالف بحقّ شعبنا في محافظة دير الزور، حيث ارتقى أول أمس 12 شهيداً مدنياً أغلبهم أطفال ونساء، نتيجة قصف طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، في قرية بقرص فوقاني ومدينة البوكمال بريف دير الزور.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلّية في ريف دير الزور الشرقي، أنّ طيران «التحالف» استهدف بعدّة غارات «شارع الكتف، وصوامع الحبوب ومحيط مسجد الشافعي ودوار المصرية في مدينة البوكمال»، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى مدنيين.
كما أسفر استهداف «التحالف» بلدة بقرص فوقاني بريف دير الزور الشرقيّ عن مقتل 7 مدنيّين.