إبراهيم: لبنان انتقل من التصدّي للإرهاب إلى مكافحته
أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أنّ لبنان «انتقل اليوم من موقع التصدّي للإرهاب إلى مكافحته»، غير أنّه أشار إلى أنّ «الخطر الإرهابي ما يزال قائماً بسبب تكوين لبنان الثقافي والحضاري وانفتاح جماعاته بعضها على بعض».
وتناول إبراهيم في افتتاحيّته للعدد التاسع والأربعين من مجلة الأمن العام، وهي المحاضرة التي ألقاها في معهد Middle East Institute في واشنطن في 22 أيلول الماضي، إبّان زيارته العاصمة الأميركيّة بناءً على دعوة رسمية، التحدّيات الأمنيّة في ضوء المستجدّات في المنطقة، فاعتبر أنّ «مع طرد تنظيمَي «داعش» و«النصرة» الإرهابيَّين من الحدود مع سورية، يدخل لبنان طوراً جديداً من التحدّيات الأمنيّة، بعضها امتداد لما كان سابقاً، والبعض الآخر مستجدّ وناتج عن التغييرات المتسارعة، خصوصاً في العراق والداخل السوري، حيث تجري معارك وحروب في المناطق التي سبق أن سيطر عليها التنظيمان، فضلاً عن تحدٍّ عمره من عمر القضية الفلسطينية، عَنيت «إسرائيل» التي تطلق بين الفينة والأخرى تهديدات ضدّ لبنان أو ادّعاءات تشكّل قاعدة تهديدات مستقبليّة، وصولاً إلى مناورتها الأضخم عند الحدود مع فلسطين المحتلّة تمهيداً وتدريباً على حرب ثالثة ضدّ لبنان كما تسمّيها هي».
وأعلن أنّ «لبنان انتقل الآن من موقع التصدّي للإرهاب إلى مكافحته. لم يعد الاشتباك والتماس اليومي قائماً مع التنظيمَين الإرهابيّين، ومكافحة الإرهاب ليست مقتصرة أساساً على هذين التنظيمين، بل كانت تشمل شبكات التجسّس «الإسرائيليّة» وأجهزة البثّ التي تنشرها في الوديان وعلى التلال والجبال». مشدّداً على أنّ «المعركة الأمنيّة الآن صارت صراع عقول أكثر منها ميدانيّة، وهي باتت تستلزم آليّة أكثر تطوّراً من ذي قبل، لأنّ ابتعاد الخطر لا يعني زواله على الإطلاق، خصوصاً وأنّ حربنا مع تنظيمَين عنيفين ولجوؤهما إلى الانتقام يبقى أمراً قائماً متى تسنّى لهما أيّ ثغرة للنفاذ منها»، منبّهاً إلى أنّ «التهديدات الإرهابيّة يمكن أن تحصل في أيّ مكان في العالم، وهي تحصل، لكن في لبنان يستلزم الأمر تنبّهاً أعلى لسبَبين الأول: طول الحدود بين لبنان وسورية، وبين الأخيرة والعراق، واللذين لم تنتهِ الحرب فيهما بعد، حيث يسجّل حضور مسلّح وبيئات حاضنة، عدا عن إمكان استغلال الإرهابيّين، من تنظيمَيْ «داعش» و«النصرة» وغيرهما، هذه الحدود الواسعة والتضاريس الطبيعيّة للوصول إلى الأراضي اللبنانيّة بطرق غير شرعيّة والتخفّي فيها. أمّا الثاني، فيكمن في وجود ما يقارب المليونَي نازحٍ ولاجئ جلّهم من السوريّين والفلسطينيّين».
وأعلن ابراهيم، أنّ «لبنان يبقى هدفاً أساسياً لـ«داعش» و«النصرة» بسبب تكوينه الثقافي والحضاري وانفتاح جماعاته بعضها على بعض، وما يزيد من احتمال استهدافه أنّه لم يوفّر أيّ بيئة حاضنة لهذين التنظيمين، خلافاً لكثير من الدول العربية والإسلامية».
وتابع: «صحيح أنّ هاتين العصابتين تواجهان هزائم عسكريّة على أكثر من جبهة، لا سيّما في سورية والعراق. لكنّ هذه الهزائم لا تشكّل نصراً نهائيّاً وفقاً للمعادلات الأمنيّة، لأنّ جدول أعمالهما العنفيّ والهمجيّ يقوم على ضرب العالم الحرّ والمتحضّر».