«أنطولوجيا القصة القصيرة في المغرب» من جيل التأسيس إلى جيل الإنترنت
«أنطولوجيا القصة القصيرة بالمغرب، من جيل التأسيس إلى جيل الإنترنت» عنوان الكتاب الرقمي الذي أصدرته مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربية، محتفية بالذكرى السادسة لإطلاقها، وتكريماً لروح فقيد القصة القصيرة وأحد أصواتها المتميزة إبداعاً ونقداً ودراسة أكاديمية الباحث عبدالرحيم المؤدن.
تضمّ هذه الأنطولوجيا الرقمية المغربية الأولى على الصعيد العربي أكثر من أربعين قاصاً وقاصة من مختلف الأجيال، بدءاً بجيل السبعينات مثل مبارك ربيع ومصطفى يعلى وعلي القاسمي والعربي بن جلون ومحمد أنقار ومحمد صوف، إلى جيل التسعينات من القرن الماضي مثل عبدالعالي بركات ومحمد العتروس وهشام حراك وعبده حقي ومحمد شويكة وعبدالمجيد الهوس، وأخيرا جيل الشبكة العنكبوتية مثل إدريس عبدالنور وعبدالعزيز الراشدي ومصطفى لغتيري و محمد سعيد الريحاني والمهدي لعرج ووئام المددي وأمينة الشرادي.
نقرأ في الكلمة التقديمية لهذا الإصدار الرقمي التي أعدها الكاتب عبده حقي مدير ومنسق المجلة الرقمية ومصمم غلاف الكتاب: «إن قراءة هذه النصوص هنا والآن يجعل منها نصوصاً تتفاعل فيما بينها، أي بين السابق منها واللاحق وتتجاور تجاربها جنباً إلى جنب، الآباء مع الأبناء، بل حتى الأجداد مع الأحفاد وتخلق كيمياءها الانصهاري وتصغي نصوصها بعضها لبعض. فكيف ينظر إذن كاتب سبعونيّ مثل الأديب مبارك ربيع إلى تجارب القصاصين الشباب اليوم الذين ولدت تجاربهم في قماط الإنترنت وسهولة النشر ويسر البحث ومرونة التمرس، ومن جانب آخر كيف ينظر من جهتهم هؤلاء الشباب إلى تجارب جيل الرواد «المؤسسين» السبعينيين الذين كدوا وتعبوا وعانوا الكثير وسهروا الليالي وقطعوا المئات من الأميال السردية في رحلاتهم الإبداعية القصصية لأجل انتزاع الاعتراف بهم في ستينات القرن الماضي وسبعيناته ككتاب قصة قصيرة بهوية مغربية وبروح إبداعية ونضالية في الوقت نفسه».
لعل انتشار الأدب الرقمي، بهذه الكيفية الكبيرة، حصل نتيجة هذه الثورة المعلوماتية التي نعيشها اليوم، إذ أصبحت القصص القصيرة، مثلا، تنشر على مختلف المواقع بطريقة سهلة، ما شجع العديد من الكتاب على نشر أعمالهم بجيّدها ورديئها من دون تعب. إلا أن ذلك لم يمنع ظهور العديد من الأسماء التي ما زالت تحافظ على نشر الإبداعات ورقياً، وهي طريقة ذهب الكثير من النقاد إلى القول بأنّها مهددة بالفعل أمام هذا المدّ الكبير لوسائل الاتصال الحديثة. فالفيسبوك يلعب اليوم دوراً كبيراً في التقريب بين الحضارات وهذا يشمل بطبيعة الحال معظم الانتاجات الأدبية والثقافية عامة، إذ بتنا نطّلع على أعمال الكثير من المبدعين من محتلف أقطار العالم. إنّها إذن بعض الأسئلة الشائكة والمرامي الأدبية والجمالية التي تحاول أن تجيب عنها هذه الأنطولوجيا القصصية الرقمية الأولى في المغرب والعالم العربي.