المقداد: أردوغان لم يتوقّع انعكاس نتائج أفعاله في سورية على تركيا
قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أمس الجمعة، إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤول عن كلّ الدماء التي سالت في تركيا وسورية.
وأوضح فيصل المقداد، خلال مشاركته بفعاليات الدورة التنظيميّة المركزيّة للاتحاد الوطني لطلبة سورية في جامعة دمشق، أنّ أردوغان لم يتوقّع أن تكون لما فعله في سورية والعراق بدعمه الإرهاب انعكاسات على الوضع التركي.
وفي ما يتعلّق بالاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، أكّد المقداد وقوف سورية إلى جانب وحدة أرض وشعب العراق، مفيداً بأنّ دمشق تتعامل مع مسألة السوريّين الأكراد على أنّها مسألة داخلية تتعلّق بمكوّن من مكوّنات الشعب السوري.
وأشار المقداد إلى اعتداءات التحالف الدولي على المدنيّين السوريّين وعلى البُنى التحتية بشكلٍ متكرّر يومياً، وهو الأمر الذي لم يلقَ أيّ ردّ فعل دولي، مبيّناً أنّ التحالف اعترف بقتله نحو 735 مواطناً سوريّاً.
وأفاد بأنّ الجيش السوري يتقدّم في البادية السورية رغم التعاون الواضح للولايات المتحدة مع تنظيم «داعش»، بحسب ما جاء على لسانه.
وشدّد نائب وزير الخارجية السوري على أنّ سورية واحدة ولا تقبل التقسيم، مضيفاً أنّ من يذهب بهذا المنحى يجب عليه أن يعي مخاطر سفك الدماء في سورية والخدمة التي يقدّمها لـ»إسرائيل».
وأكّد المقداد، أنّ الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد في تقرير مستقبله، مجدّداً ترحيب سورية بعودة المهجّرين السوريّين نتيجة إرهاب التنظيمات المسلّحة.
وبخصوص الخلاف في مجلس التعاون الخليجي، قال الدبلوماسي السوري إنّ الخلاف كشف كلّ ما كان أعضاؤه يتستّرون عليه من عورات.
إلى ذلك، شدّد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، على وجوب تفعيل الجهود الرامية إلى التسوية السياسيّة للأزمة السوريّة في أقرب وقت، عبر إقامة حوار سوري داخلي موسّع ومفاوضات جنيف.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان، أنّ بوغدانوف التقى رندا قسيس، رئيسة حركة المجتمع التعدّدي السوري المعارض، بموسكو أمس الجمعة.
وبحث الطرفان «تطوّر الوضع في سورية وحولها، لا سيّما في ظلّ الإنجازات المحقّقة بدعم من القوّات الجويّة الفضائيّة الروسية، في محاربة الإرهاب الدولي، ونتيجة تقدّم عملية أستانة لضمان نظام وقف إطلاق النار وتسيير عمل مناطق خفض التصعيد».
وشدّد بوغدانوف خلال اللقاء، على «ضرورة تنشيط الجهود الهادفة للتوصّل إلى التسوية السياسيّة للأزمة السوريّة في أقرب وقت، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وعبر تنظيم حوار سوري – سوري على أوسع نطاق ممكن، والمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف».
ميدانيّاً، أكّد مراسل الميادين أنّ الجيش السوري دخل مدينة الميادين وسيطر على المخبز الآلي وصوامع الحبوب في الجهة الغربيّة للمدينة.
وأوضح، أنّ الجيش السوري التفّ عبر طريق صحراوي انطلاقاً من تلال الثردة وطريق الميادين القديم ووصل للمدينة.
وكان المرصد السوريّ المعارض ذكر في وقت سابق، أنّ قوّات من الجيش السوري تمكّنت أمس الجمعة من الوصول إلى مدينة الميادين، حيث سيطرت على أولى المواقع في القسم الغربي من مدينة الميادين، التي اتّخذها التنظيم عاصمة لـ «ولاية الخير»، وأبرزها قلعة الرحبة ومنطقتَيْ الصوامع وسوق الغنم، ودخلت تلك القوّات بذلك إلى المدينة، التي شهدت خلال الأيام الفائتة مئات القذائف المدفعيّة والصاروخيّة والقنابل والغارات من الطائرات السوريّة والروسيّة، حيث تمكّنت قوّات الجيش السوري من تحقيق هذه السيطرة عبر التقدّم من شرق مدينة دير الزور، بمحاذاة القرى والبلدات الممتدّة من مدينة دير الزور إلى مدينة الميادين عند الضفاف الغربيّة لنهر الفرات بالريف الشرقي لدير الزور.
وبحسب المرصد، فإنّه في حال تمكّنت قوّات الجيش السوري من تحقيق مزيد من التقدّم والسيطرة على مدينة الميادين، فإنّها تكون قد حاصرت تنظيم «داعش» عند الضفاف الغربيّة لنهر الفرات، ولن يبقى للتنظيم سوى النهر للعبور إلى الضفاف الشرقيّة منه، حيث تشتعل جبهات القتال بين قوّات سورية الديمقراطية وتنظيم «داعش».
وقد أكّدت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، مختصّة بنقل أخبار منطقة دير الزور، سيطرة الجيش السوري بالفعل على مناطق في مدينة الميادين.
من ناحيته، ذكر الإعلام الحربي أمس، أنّ الجيش السوري وحلفاءه تمكّنوا من السيطرة على عدد من النقاط والمرتفعات بمحاذاة طريق عام «دير الزور – الميادين» بريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وبحسب وكالة «سانا» السوريّة، فإنّ وحدات من الجيش السوري تواصل عمليّاتها ضدّ تنظيم «داعش» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، لتصبح على أطراف مدينة الميادين التي تُعدّ أحد أخطر معاقل تنظيم «داعش» في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة دير الزور.
وذكرت الوكالة، أنّ الجيش نفّذ خلال الساعات الماضية عمليات مكثّفة على تجمّعات عناصر «داعش» على طريق دير الزور – الميادين وفي محيطه، أسفرت عن تكبيد التنظيم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وأفادت «سانا» أيضاً، بأن وحدات من الجيش دمّرت مستودعاً للأسلحة ومقرّ اتصالات وقيادة وعدّة عربات تحمل رشاشات ثقيلة خلال ضربات مركّزة بالمدفعية على مواقع التنظيم في مدينة الميادين. كما قالت، إنّ وحدات الجيش العاملة بالريف الجنوبي الغربي قضت على المجموعات الإرهابيّة التي تسلّلت في وقت سابق إلى محور الشولا.
وفي السياق الميداني، قام وزير الدفاع السوري، العماد فهد جاسم الفريج، أمس، بزيارة إلى أحد تشكيلات الجيش السوري المقاتلة في ريف محافظة القنيطرة جنوب البلاد.
وقالت وزارة الدفاع السوريّة، في بيان مقتضب نشرته على صفحتها في موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي، إنّ العماد الفريج قام بـ»جولة ميدانية» إلى مواقع للجيش في ريف القنيطرة استجابة لتوجيه من قبل الرئيس السوري، القائد العام للقوات المسلّحة في البلاد، بشار الأسد.
يُذكر أنّ محافظة القنيطرة تُعتبر جزءاً من منطقة خفض التوتّر جنوب سورية، التي تمّ إنشاؤها وفقاً لاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة والأردن في تموز الماضي، وتشمل أيضاً أراضي محافظة درعا.