الجبوري يشدّد على وحدة البلاد.. والبرزاني على الحوار
شدّد رئيس مجلس النوّاب سليم الجبوري، أمس، على ضرورة الالتزام بالدستور العراقي والحفاظ على وحدة البلاد، مشيراً إلى أهميّة الحوار «مع أبناء الوطن الواحد» وحلّ الخلاف بين بغداد وأربيل بـ»الحوار»، فيما لفت إلى أنّ زيارته إلى أربيل ولقاءه رئيس الإقليم مسعود البرزاني أمس، كشفت عن «فرصة مهمّة للحلّ والاستعداد للتفاهم».
وقال الجبوري في كلمة ألقاها بمستهلّ جلسة البرلمان أمس، إنّ «العراق يمرّ في هذا الوقت بهذا المنعطف الخطير»، مبيّناً أنّ «الحراك الدائم المجرّد من الأغراض والاهداف الضيّقة يجب أن يكون منهجاً جمعيّاً وواجباً عامّاً على صنّاع القرار وأهل الرأي ونخبة الأمّة، قبل أن تتعقّد الأمور وتمضي باتجاه الطريق الواحد الذي لن يخدم مصلحة البلد العليا».
وفي السِّياق، أعرب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني أمس، عن جاهزيّة أربيل لإطلاق حوار مع بغداد بأجندات مفتوحة ومِن دون شروط مسبقة، وأشار إلى ضرورة منح الوقت الكافي لذلك.
وذكر البرزاني أثناء استقباله وفداً من الاتحاد الأوروبي برئاسة سفيره الجديد لدى العراق رامون بليكو، أنّ الحوار وحده قد يحلّ المشاكل القائمة بين أربيل وبغداد، مشدّداً على أنّ الاستفتاء على استقلال الإقليم جاء تعبيراً عن إرادة الشعب.
وأعلن رئيس إقليم كردستان، أنّ أربيل تدرك تماماً ضرورة أن تتبع الاستفتاء المفاوضات مع حكومة بغداد، قائلاً إنّه يثق، من خلال الحوار والمفاوضات مع الطرف العراقي، بإمكانيّة توصّل الجانبَين إلى تفاهمات بشأن جميع القضايا المعلّقة بينهما.
من جانبه، أعرب سفير الاتحاد الأوروبي الجديد عن استعداده للتوسّط بين الحكومتَين في إطار الجهود الدوليّة، مؤكّداً أمله في معالجة جميع الخلافات بالحوار، حسب ما ذكره بيان صدر عن رئاسة إقليم كردستان.
ميدانياً، بدأت القوّات العراقية الأحد، عملية نزع الألغام من مدينة الحويجة والمناطق المحيطة بها بعد طرد مقاتلي تنظيم «داعش» في 5 تشرين الأول.
وقال ضابط في الشرطة الاتحادية، طلب عدم ذكر اسمه: «بعد إنجاز القطاعات لمهمّتها في تحرير الحويجة ومحيطها والقرى التابعة لقضاء الحويجة، تقوم قطاعات الهندسة العسكريّة التابعة للشرطة الاتحادية بتطهير المنطقة من الألغام والعبوات».
وكانت قوّات الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة، انتزعت السيطرة على المدينة بدعم من الحشد الشعبي.
وشنّ العراق في 21 أيلول، هجوماً لطرد التنظيم من الحويجة التي كان نحو 78 ألفاً محاصرين داخلها، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وبسقوط الحويجة، التي تقع قرب مدينة كركوك النفطيّة، لم يبقَ تحت سيطرة «داعش» سوى شريط من الأراضي على امتداد الحدود الغربيّة مع سورية، حيث يتقهقر التنظيم هناك أيضاً.
وبعد استعادة الحويجة من طرف القوّات العراقيّة، تجد هذه القوّات نفسها في مواجهة مباشرة مع مقاتلي البشمركة الأكراد الذين يسيطرون على كركوك، وهي منطقة متعدّدة الأعراق تطالب كلّ من بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق بالسيادة عليها.
إلى ذلك، دمّرت القوّات العراقية معسكراً كبيراً لتنظيم «داعش» في صحراء محافظة الأنبار، غرب العراق، وفقاً لبيان خليّة الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات العراقيّة المشتركة.
وأوضحت الخلية في بيانها، أنّه تمّ رصد معسكر كبير لعناصر «داعش»، مموّهاً وعلى شكل شقوق تمّ حفره في الصحراء غرب محافظة الأنبار.
وأضافت أنّ طيران الجيش العراقي قصف المعسكر، ممّا أسفر عن تدمير 15 عربة و3 مولّدات كهرباء كبيرة، وحرق خيام و10 براميل وقود.
وأشارت الخلية إلى وجود شقوق بأعماق كبيرة في التلال المجاورة تضمّ حاويات ضخمة، مؤكّدةً أنّه تمّ توجيه قوات أمنيّة للسيطرة على المعسكر الذي يقع في منطقة تبعد عن الطريق الدولي بـ40 كلم غرباً في عمق الصحراء التابعة لمحافظة الأنبار.