التحالف الأميركي يُغطّي تعزيزات «داعش» في دير الزور
معن حمية
رصدت وزارة الدفاع الروسية انخفاضاً حاداً في الغارات الجوية التي ينفذها «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على مناطق سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أنّ تخفيف عدد غارات التحالف الدولي في العراق تزامن مع نقل «داعش» وحداته من المناطق العراقية الحدودية إلى دير الزور لتعزيز مواقعه على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
الإعلان الروسي يؤكد مجدّداً، أنّ «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا، ينأى بنفسه عن توجيه ضربات حاسمة تضعف المجموعات الإرهابية، لا بل إنّ الطلعات الجوية التي ينفذها التحالف الأميركي توفّر لهذه المجموعات، غطاء يمكّنها من الانتقال بين منطقة وأخرى، كما هو حاصل في انتقال العناصر الإرهابية من بعض المناطق العراقية إلى منطقة دير الزور السورية لمواجهة تقدّم الجيش السوري وحلفائه.
لقد سبق أن نفّذت طائرات «التحالف الدولي» الأميركية غارات جوية استهدفت مواقع للجيش السوري في دير الزور، وغير منطقة سورية، وتزامنت تلك الغارات مع قيام تنظيم «داعش» بشنّ هجمات على المواقع المستهدَفة بالغارات، ولا تحدث أمور كهذه عن طريق الصدفة، بل هي عن سبق تنسيق بين القوة التي تهاجم جواً والمجموعات التي تهاجم على الأرض، إلا أنّ الولايات المتحدة كانت تسارع الى التعمية على هذا التنسيق مع الإرهابيين، بالقول إنّ غاراتها ضدّ مواقع الجيش السوري وحلفائه تحدث عن طريق الخطأ، في حين أنّ هامش حصول خطأ حيال التنظيمات الإرهابية كان ولا يزال صفراً.
لقد بات واضحاً أنّ أهداف «التحالف الدولي» ليست محاربة الإرهاب، بل ترمي إلى إطالة عمر هذا الإرهاب، لأنه لا يزال يخدم المصالح والمشاريع الأميركية والغربية، والخطير في هذا السياق، أن تكون الولايات المتحدة الأميركية، قد تمكّنت من الحفاظ على بنية «داعش» في العراق، من خلال تأمين خط انسحاب لعناصر التنظيم الإرهابي من المناطق العراقية التي جرى تحريرها، باتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم مسعود البرزاني، وقد تحدّثت تقارير استخبارية عديدة عن انتقال آلاف العناصر الداعشية إلى شمال العراق بالتنسيق مع البرزاني والأميركيين، وأنّ هذه العناصر هي التي يتمّ الدفع بها باتجاه دير الزور في محاولة لوقف تقدّم الجيش السوري.
وعليه، عندما يتحدث الروس عن تعزيزات داعشية من العراق إلى دير الزور بغطاء أميركي ويقدّمون أدلة بهذا الخصوص، معنى ذلك أنّ لدى الروس والجيش السوري والحلفاء خططاً وإجراءات مقرّرة، تحول دون السماح لأميركا وحلفائها بتحقيق نتائج على الأرض بواسطة الإرهاب.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي