روحاني: تخلّي واشنطن عن الاتفاق النووي يوضح مَن تكون «الدولة المارقة»
هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني، الولايات المتحدة، مؤكداً أنّ «القرار الأميركي المرتقب لن يحدث زلزالاً داخل الشعب الإيراني»، في إشارة إلى إمكانية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وقال روحاني خلال اجتماع مجلس الوزراء، أمس، إنه «في حال انتهكت الولايات المتحدة المعاهدات الدولية فسيتضح حينها مَن هي الدولة المارقة»، مضيفاً: «بأنها لا تواجه إيران وحدها بل تواجه العالم أجمع».
وتابع «في حال ارتكبوا خطأ الخروج من الاتفاق النووي، فإن الأميركيين وحدهم سيدفعون ثمن ذلك. وعندها سنكون أمام احتمالات عدة وسنختار الطريق الذي يخدم مصالح أمتنا».
وأضاف الرئيس روحاني «أن دول الاتحاد الأوروبي الـ28 ودولاً أخرى في العالم تقف اليوم إلى جانب إيران، وفي حال ارتكب الأميركيون هذا الخطأ، فإنهم يكونون قد تحركوا ضدّ المصالح الوطنية للولايات المتحدة، وعندها سنعرف بشكل واضح أية هي الدولة الخارجة عن القانون».
في السياق نفسه، أضاف روحاني «أن الاتفاق النووي أثبت كذب الادعاءات الأميركية ضدّ طهران ولذلك أميركا غاضبة»، مشيراً إلى أنّ «واشنطن لم تفِ بالتزاماتها مطلقاً في الاتفاق النووي».
كذلك اتهم روحاني واشنطن بأنها «زعزعت أمن أفغانستان لسبعة عشر عاماً، وسلطت تنظيم داعش على الشعب العراقي وتدخّلت في شؤون دول المنطقة لأجل بيع السلاح».
كذلك تطرّق الرئيس الإيراني إلى «تلويح واشنطن بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية»، قائلاً: «إنه يتمتع بشعبية بين العراقيين لأنه أنقذ بغداد من داعش وهو محبوب بين الأكراد لأنه أنقذ أربيل».
وأشار روحاني إلى أنّ «الحرس الثوري يتمتع بمحبة الشعب السوري، لأنه دافع عن دمشق، ويحبّه اللبنانيون لأنه صان كرامة بلدهم واستقلاله إلى جانب الشعب اللبناني».
وأوضح روحاني، «أنه يحق للولايات المتحدة أن تغضب من الحرس الثوري لأنه حارب داعش، بينما أرادت واشنطن أن يبقى التنظيم أداة بيدها ضد المنطقة لعشرين عاماً».
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، «إنّ طهران ترفض التفاوض مجدداً بشأن الاتفاق النووي».
وأكد ظريف، خلال جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني، على «وجود قرار قاطع بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية»، مشيراً إلى أنّ «بلاده مستعدة للردّ على أي قرار تتخذه واشنطن بشأن الاتفاق النووي، وقادرة على الصمود أمام أي تهديد».
وقال: «في حال اتخذت أميركا أي قرار ضد الاتفاق النووي فردّ إيران سيكون ساحقاً».
من جهتها، اعتبرت الخارجية الروسية أنّ «خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، يزعزع الوضع في الشرق الأوسط»، مؤكدة أنه «لا يوجد هناك حتى الآن أي بديل لهذا الاتفاق».
وقال مدير قسم أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية، غيورغي بوريسينكو، أمس، «إنّ موسكو لا تفهم ما هي مصلحة واشنطن في خروجها من الاتفاق النووي حول إيران»، مشيراً إلى أنّ «هذه الخطوة المحتملة ستزعزع الوضع في الشرق الأوسط بشكل أكبر وستؤثر على الاستقرار العالمي».
وأكد بوريسينكو أنّ «الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في العام 2015 عكس في ذلك الحين الرؤية المشتركة لتسوية الوضع»، قائلاً إنه «لم تطرح حتى الآن أي خيارات مثلى أخرى».
وتساءل الدبلوماسي الروسي: «هل هناك مَن يستفيد مِن ألا يكون برنامج إيران النووي سلمياً بحتاً؟ ما هو سبب دفعها لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها؟ لا نفهم ذلك».
وقال بوريسينكو: «في حال خروج الولايات المتحدة بالفعل من خطة العمل المشتركة، فإنّ ذلك سيضع تنفيذ الاتفاق موضع شك. وقد يؤدي ذلك إلى تخلّي إيران، هي الأخرى، عن تنفيذ التزاماتها، خاصة إذا بدأت الولايات المتحدة إعادة فرض عقوباتها ضدّ طهران. وستتمتع إيران في هذه الحالة بكامل الحق في وقف تنفيذ الاتفاق».
وأكد الدبلوماسي الروسي «أن موسكو تعتبر الاتفاق المذكور اتفاقاً نافذاً وفعّالاً يصبّ في مصلحة الأطراف كافة»، مضيفاً أنه «يجب على الجميع الالتزام به».
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، ذكرت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيعلن هذا الأسبوع استراتيجية عامة بشأن إيران، تشمل ما إذا كان سيقرّ بعدم التزام طهران بالاتفاق الدولي، الذي يحدّ من أنشطة برنامجها النووي.
وفي حال حصل ذلك سيُفتح نقاش داخل الكونغرس الأميركي الذي سيكون أمامه مهلة ستين يوماً ليقرّر ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات الأميركية على إيران».
وفي سياق متصل، اتصل وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، هاتفياً مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، مؤكداً «دعم لندن من جديد للاتفاق النووي». وقال جونسون: «نعتقد بأن الاتفاق النووي جعل العالم أكثر أمناً».
وكان قد أعلن في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بأنه اتصل هاتفياً مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. وكتب: «تحدثت مع ظريف. المملكة المتحدة ملتزمة بالاتفاق النووي مع إيران..».