المعلم محذّراً الكرد: سورية لن تسمح بالاعتداء على سيادتها ولافروف يؤكّد عدم السماح باتّهام دمشق باستخدام الكيميائي
قال وزير الخارجية السوريّ وليد المعلّم، إنّ الكرد باعتمادهم على الدعم الأميركي يتسابقون مع الجيش السوري من أجل السيطرة على منابع النفط في سورية.
وخلال كلمة له من مدينة سوتشي، خلال أعمال الدورة العاشرة للّجنة الحكومية السوريّة الروسيّة المشتركة للتعاون الاقتصادي التجاري والعلمي الفني، شدّد المعلّم «على أنّ الكرد يعرفون جيّداً بأنّ سورية لن تسمح بالاعتداء على سيادتها».
من جهةٍ أخرى، طالب المعلّم بفكّ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، متّهماً الأخيرة بأنّها «تلجأ إلى ضرب البُنى التحتيّة في سورية بشكل ممنهج من أجل إطالة أمد الحرب».
وأكّد المعلم، أنّ «التحالف بقيادة واشنطن يدمّر كلّ شيء في سورية باستثناء داعش»، مشيراً إلى أنّ آلاف الضحايا من المدنيّين، أطفالاً ونساءً، قُتلوا في دير الزور والرقة نتيجة الغارات الأميركيّة.
وحول فتح باب الحوار مع الأكراد، أكّد المعلم أنّ «الحكومة السوريّة جاهزة للحوار معهم عندما يرغبون بذلك، هم ما زالوا منخدعين بالدعم الأميركي لهم».
وبخصوص انتشار قوّات تركية في إدلب، قال المعلم إنّ «الوجود التركي على الأراضي السورية، هو وجود غير شرعي»، لكنّه أشار في معرض ردّه على سؤال بشأن مواجهة محتملة مع القوات التركية هناك، أنّ حكومة بلاده «تنسّق مع الجانب الروسي، وملتزمة بما صدر عن مؤتمر أستانة بشأن إدلب».
ووفقاً للمعلم، تركيا ومنذ اللحظة الأولى للأزمة «على علاقة وثيقة بالجماعات المسلّحة، إنْ كان في إدلب أو غيرها من مناطق تواجدها».
وأعرب عن أمله في أن تبتعد القوى الغربيّة عن التدخّل بمؤتمرات جنيف، لأنّ تدخّلاتها أدّت إلى إحباطها، بينما كشفت المفاوضات في أستانة عن نتائج ملموسة.
وزير الخارجية السوري لفتَ أيضاً إلى أنّ الانتصارات العسكرية التي يحقّقها الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة على الأرض، يجب أن يرافقها انتصار اقتصادي.
من جهته، أكّد وزير الخارجيّة الروسيّة سيرغي لافروف، أنّ «انتصارات الجيش السوري بدعم من سلاح الجوّ الروسي جعلت حلّ الأزمة في سورية أكثر نجاحاً».
وخلال لقائه المعلّم على هامش أعمال الدورة، شدّد لافروف على أنّ بلاده «ستتصدّى بحزم لمحاولات اتّهام سورية باستخدام الكيميائي من دون تقديم أدلّة، ولمحاولات تسييس حلّ الأزمة في سورية ضمن الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان».
وفي السياق، أكّد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أمس، أنّ عسكريّين روس وسوريّين وأتراكاً وإيرانيّين يجرون مشاورات يوميّة في إطار عملية التسوية في سورية.
وقال الدبلوماسي ردّاً على سؤال وكالة «إنترفاكس»، عمّا إذا كان نشر قوّات تركية في ريف إدلب تمّ بالتنسيق مع روسيا أم لا: «أنا أنطلق من أنّ ثمّة مشاورات يوميّة بين ممثّلينا العسكريّين، وهي مشاورات ثنائيّة وثلاثيّة. وبالطبع هناك مشاورات مع السلطات السوريّة، ولكنّها تجري أيضاً مع شركاء آخرين ضامنين لمناطق خفض التوتّر في سورية ، وأنا أقصد تركيا وإيران، وسائر المشاركين في عملية أستانة».
ونفى بوغدانوف إمكانيّة أن يكون نشر قوّات تركية في محافظة إدلب خطوة غير متّفق عليها، قائلاً: «لا.. أنا أعتقد أنّ كلّ ما يجري يتمّ التوافق عليه عبر اتصالات، تجنّباً لحدوث مفاجآت لأحد ما».
كما نصح الدبلوماسي التوجّه إلى وزارة الدفاع الروسية لتسليط مزيد من الأضواء على مسألة نشر القوّات التركيّة شمال سورية.
ميدانياً، طلب المتحدّث بِاسم وزارة الدفاع الروسيّة إيغور كوناشنكوف من الولايات المتحدة تقديم إيضاحات «للعمى الانتقائي» حيال المسلّحين الناشطين أمامها في سورية، مشيراً إلى أنّ «موسكو تمتلك صوراً تؤكّد تمركز تعزيزات عسكريّة للمسلّحين قرب قاعدة التنف الأميركية في سورية».
وقال كوناشنكوف في بيان أمس، إنّ «حوالى 600 مسلّح خرجوا يومي 2 و3 تشرين الأول الحالي من المنطقة الخاضعة للتحالف الأميركي في منطقة خفض التصعيد الجنوبيّة» مشيراً إلى أنّ «هؤلاء حصلوا على مساعدات في ظروف غريبة».
المتحدّث بِاسم وزارة الدفاع الروسيّة حمّل التحالف الأميركي مسؤوليّة «تخريب العملية السلميّة في سورية»، متوقّعاً «محاولة إفشال الهدنة في منطقة خفض التصعيد الجنوبيّة في سورية».
وكانت وزارة الدفاع الروسيّة تحدّثت أوّل أمس الثلاثاء، في بيان لها، عن عملية عسكريّة تجري حالياً لتحرير بؤرة كبرى لـ«داعش» في منطقة الميادين السوريّة، كما اعتبرت أنّ «التدفّق المتواصل للإرهابيّين من العراق إلى سورية يطرح أسئلة مهمّة حول أهداف عمليّات التحالف الأميركي». وأشارت أيضاً إلى أنّ «التحالف الدولي ضدّ «داعش» بقيادة واشنطن، يتظاهر فقط بمحاربة «داعش» في العراق ولا يحاربه».
وفي وقت لاحق، نفى البنتاغون الاتّهامات الروسية، و قال إنّ الهدف من عمليات التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة في سورية هو دحر تنظيم «داعش».
وفي حديث مع وكالة «تاس»، نفى أدريان رانكين – غالوي، من البنتاغون، تصريحات وزارة الدفاع الروسيّة، حول إمكانية أن تسعى واشنطن لإفشال عمليّة السلام في منطقة خفض التصعيد الجنوبيّة في سورية.
وردّاً على هذه التصريحات، أعلن الضابط الأميركي أنّ «الهدف الوحيد للتحالف هو دحر «داعش» من الناحية العسكرية، وأيّة تصريحات منافية لذلك لا أساس لها».
وأضاف رانكين غالوي، أنّ الولايات المتحدة شنّت عشرات الضربات ضدّ إرهابيّي «داعش» خلال الأسبوع الماضي وحده، كما أنّها ساعدت القوّات العراقية في معارك تحرير مدينة الحويجة، أحد آخر معاقل التنظيم في العراق، إضافةً إلى دخولها المرحلة الختاميّة لمعركة تحرير مدينة الرقة، «عاصمة داعش» في سورية.
وبحسب الضابط، فإنّ العسكريّين الأميركييّن وشركاءهم «يقومون بتصفية مسلّحي «داعش» أينما تواجدوا»، في الوقت الذي توجّه فيه القوّات الروسية، وفقاً له، ضرباتها ضدّ مجموعات لا علاقة لها بالتنظيم.
وفي سياقٍ ميدانيّ آخر، أعلن الجيش السوري استعادة عدد من المواقع الاستراتيجية شرق نهر الفرات ومحيط مدينة الميادين، خلال عمليّاته المتواصلة ضدّ تنظيم «داعش»، وذلك تزامناً مع تقدّمه في محور قرية حطلة وحويجة الصكر
إلى ذلك، تبنّى تنظيم «داعش» في بيان له الهجمات الانتحارية الثلاث التي استهدفت مقرّ قيادة الشرطة في دمشق، وأسفرت عن استشهاد عسكريّين اثنين وإصابة عدد آخر بجروح، بينهم مدنيّون.
وقالت وزارة الداخليّة السوريّة، إنّ إرهابيَّين حاولا اقتحام قيادة الشرطة في شارع خالد بن الوليد في العاصمة، واشتبكا مع الحرس، ما اضطرهما إلى تفجير نفسيهما. وأوضحت الوزارة، أنّ انتحاريّاً ثالثاً تمّت محاصرته خلف مبنى قيادة الشرطة، ما اضطرّه أيضاً إلى تفجير نفسه.
القوى الأمنيّة أغلقت المنافذ المؤدّية إلى مكان العملية الإرهابيّة، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.
وقال قائد شرطة دمشق اللواء محمد خير إسماعيل، إنّ عناصر الحراسة قاموا بالتصدّي للإرهابيّين، حيث تمّ الاشتباك معهما، حينها قاما بتفجير نفسيهما.
وأشار إسماعيل إلى أنّ مجموعة من عناصر الحراسة قامت بملاحقة الانتحاري الثالث، الذي تمكّن من الدخول إلى أحد الأزقّة المقابلة لمركز الشرطة.