حماس وفتح.. المصالحة الفلسطينيّة التاريخيّة
بعد أيام من المفاوضات بين حركتَيْ «فتح» و»حماس»، التي انطلقت الثلاثاء الماضي في مقرّ جهاز المخابرات العامّة المصريّة، وقّع وفدا الحركتَين اتفاق المصالحة الفلسطينيّة رسمياً في القاهرة أمس، بعد نحو 10 سنوات من الانقسام والمواجهات السياسية.
وفي مؤتمر صحافي لكلّ من عضو المجلس الثوري في حركة فتح عزام الأحمد، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس صالح العروري، تمّ الإعلان عن البيان الرسمي لاتّفاق المصالحة، الذي نصّ على أنّ «الحركتان اتّفقتا على إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامّها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون قطاع غزة كما في الضفة الغربية، بحدّ أقصى يوم 1/12/2017، مع العمل على إزالة كافّة المشاكل الناجمة عن ذلك».
عضو المجلس الثوري في حركة فتح، من جهته، قال: «نحن في حركة حماس عازمون وجادّون على العمل لإنهاء الانقسام»، مضيفاً أنّ الحوار الذي حصل تركّز على تمكين حكومة الوفاق على العمل بكامل صلاحيّاتها في غزه والضفة.
كما وجّهت مصر الدعوة لعقد اجتماع في القاهرة يوم 21 تشرين الثاني المقبل، لكافّة الفصائل الفلسطينية الموقّعة على اتّفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني.
كما أفاد بوجود أنباء تشير بأنّ اتفاق المصالحة الوطنيّة بين الحركتَين يقضي بنشر ثلاثة آلاف عنصر من السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وتسلّم حكومة الوفاق الوطني المعابر في القطاع بعد أقلّ من 3 أسابيع.
وأضاف، أنّ الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة ستزور غزة قريباً، كما سيتمّ عقد اجتماعات تقييميّة فلسطينيّة في القاهرة لمتابعة تنفيذ الاتفاق.
ونُقل عن مصادر معنيّة، أنّ اتفاق المصالحة يتعلّق بثلاثة ملفّات رئيسيّة هي الموظفين وتسليم المعابر للحرس الرئاسي، وتأليف لجان لمتابعة ملفّات عديدة أخرى.
وأكّدت المصادر، أنّه تمّ تشكيل لجان لكلّ ملف لم تتمّ تسويته، كما أنّه في الأسبوع المقبل ستدعو مصر الفصائل الفلسطينيّة جميعها لتأييد الاتفاق.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، قد أعلن فجر أمس، أنّ فتح وحماس توصّلتا إلى اتفاق برعاية مصريّة.
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لهنية، خلال مؤتمر صحافي، إنّ «هنيّة يعلن الآن أنّه تمّ التوصل إلى اتفاق بين حركتَي فتح وحماس برعاية مصريّة كريمة».
من جهته، أبدى رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس ترحيبه باتفاق القاهرة، مفوّضاً عزام الأحمد التوقيع عنه على الاتفاق.
وكان رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس أصدر توجيهاته لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في القاهرة بين فتح وحماس، كما أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لمصر، الاستعداد التامّ لتنفيذ الاتفاق بين الحركتين.
وفي أول ردّ فعل صهيوني على توقيع الاتفاق، قال عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني إيال بن رؤوفين، إنّ «المصالحة بين فتح وحماس يمكن أن تفتح أمام «إسرائيل» احتمالات جديدة للمفاوضات في موضوع الجنود والمواطنين المفقودين».
وفي ردود الفعل أيضاً، رحّبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بما تمّ التوصّل إليه بين حركتَي فتح وحماس في القاهرة، مؤكّدةً على ضرورة اتّخاذ كافّة الإجراءات اللازمة لتخفيف معاناة المواطنين في الضفة وغزة.
ودعت الحركة لاستكمال الحوارات حول باقي الملفّات، وبناء استراتيجية وطنيّة شاملة لمواجهة الاحتلال، وأيضاً إلى تحقيق الأهداف الوطنيّة المتمثّلة بالعودة والتحرير والاستقلال.
فصائل المقاومة الفلسطينية باركت التوافق بين حماس وفتح وإتمام المصالحة بالرعاية المصريّة، مشدّدةً على أهميّة إشراك كافّة الفصائل الفلسطينيّة في كافّة تفاصيل المصالحة.
وفي بيان لها، دعت الفصائل للتنفيذ الفوري لما تمّ الاتفاق عليه، «ليلمس شعبنا نتائج إيجابية لذلك والإسراع في إنهاء معاناته، إن كان في غزة برفع كلّ العقوبات المفروضة عليه وفتح المعابر والعمل على إنهاء الحصار، وإن كان في الضفة بفتح صفحة جديدة في تعامل السلطة وأجهزتها الأمنيّة مع شعبنا».
بدوره، رحّب كايد الغول، عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باتفاق حماس وفتح، داعياً إلى تحصينه.
كما دعا الغول إلى متابعة أعمال المجلس الوطني لإعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينية بمشاركة الجميع، وقال: «سنطرح في حوارات القاهرة موضوع وظائف حكومة الوحدة التي جرى تقييدها من قِبل الاحتلال».
القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، رحّب باتفاق القاهرة بين حماس وفتح، معتبراً أنّ «العبرة في كيفيّة تطبيق الاتفاق على أرض الواقع».
من جهتها، أعلنت القوى الوطنيّة والإسلاميّة في قطاع غزة عن ترحيبها بالاتفاق، وحيّت في بيان لها القاهرة التي كان لها الدور الحاسم في الوصول إليه، وأضافت: «ما أفضت له جلسات الحوار بين فتح وحماس يبشّر بقرب طيّ صفحة الانقسام».
وفي السّياق، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، إنّ «اتفاق المصالحة خطوة في الاتّجاه الصحيح» مشيراً إلى أنّ الاتفاق يجب أن يُشرك كلّ المكوّنات الفلسطينية بما ينهي الانقسام ويكرّس الوحدة.
وأضاف أبو ظريفة: «مستعدّون للمشاركة في حكومة وحدة فلسطينيّة لمعالجة كلّ إفرازات الانقسام والتحضير للانتخابات»، مشيراً إلى أنّ هناك إجماع على عدم المسّ بسلاح المقاومة، وهو غير خاضع لأيّ تجاذبات وهو حقّ مكفول.
ونوّه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إلى أنّ التطبيقات العمليّة هي التي ستحكم على جدّية اتفاق المصالحة، وهناك رهان على الدور المصري.
يشار إلى أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني منعت وفد حركة حماس من مغادرة الضفة الغربية للمشاركة في حوارات المصالحة الفلسطينية في القاهرة، المقرّرة الاثنين.
القيادي في حماس حسن يوسف من جهته، قال إنّه على الرغم من الوساطة المصرية، إلّا أنّ الكيان الصهيوني أصرّ على منع وفد حماس من التوجّه إلى القاهرة.
وكانت حماس أعلنت في 17 أيلول الماضي، عن حلّ اللجنة الإداريّة في غزة استجابة للجهود المصرية، داعيةً حكومة الوفاق لممارسة مهمّاتها في القطاع.