لبنان يحقّق الحلم الآسيوي وسورية تقدّم أداءً مشرّفاً

زياد عسل

كان حلماً وأضحى حقيقة، فالتأهّل إلى كأس آسيا هو حلم كلّ لبناني يريد للكرة اللبنانيّة أن تتطوّر وتزدهر، في الماضي 2000 تحقّق من خلال استضافتنا للبطولة، ولكن هذه المرّة قرّر رجال الأرز وبقوّة وعزم كبيرَين أن يكونوا ضيوفاً أقوياء على البطولة الآسيويّة المُقامة في الإمارات في العام 2019، بعد فوزهم على المنتخب الكوري الشمالي بخمسة أهداف مقابل لا شيء، في مباراة قدّم فيها لاعبو المنتخب الوطني أداءً قتالياً اتّسم بالروح القتاليّة والفنّيات العالية، مع تناسق وتناغم في توزيع المهام والأدوار.

صحيح أنّ المنتخب الكوري الشمالي لم يكن في يومه، ولكن حتى لو كان ذلك اليوم ـ مساء الثلاثاء الماضي ـ يومه، سيفسده رجال الأرز الذين سجّلوا خمسة أهداف في الشباك الكوريّة من العيار النووي في عالم الكرة، ليقولوا لآسيا وللقاصي والداني: لا تستهينوا بنا، فنحن جيل سنترك بصمتنا في عالم الساحرة المستديرة، فمن المعتوق مروراً بالعطايا وغيرهم من نجوم المستطيل الأخضر اللبناني، كانوا على موعد مع الإثارة اللامتناهية ليسحروا الجماهير ويحقّقوا الحلم المنتظر.

من جهةٍ أخرى، كان المنتخب السوري الشقيق على موعد مع تقديم أداء كبير في مدينة سيدني الأسترالية، فهو صمد حتى الدقيقة 109 عندما سجّل اللاعب كاهيل كرة التفوّق، ليتقدّم منتخب الكناغر على نسور قاسيون 2 ـ 1. خسارة مؤلمة حرمته من حلم الوصول إلى المونديال الذي منّ كلّ سوري النفس بتحقيقه، فسورية التي عانت كثيراً كانت على موعد مع حلم عظيم لم يحقّقه القدر، لتغادر مرفوعة الرأس من التصفيات المونديالية.

نعم، لقد خسر نسور قاسيون، لكنّهم أعطوا العالم درساً في المثابرة والتصميم والإصرار للدقائق الأخيرة، وتحدّي الظروف القاسية لتمثيل الوطن أعظم تمثيل. ربما اقنرب الحلم أكثر فأكثر، على أمل أن نراكم في مونديال 2022.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى