تجاوزاً للأزمة الكتالونية في العيد الوطني في إسبانيا « نفتخر بأننا إسبان»

أحيت إسبانيا أمس، عيدها الوطني الذي يشكل رمزاً لوحدة البلاد المهدّدة بالأزمة بين كتالونيا ومدريد.

كما تدفق الإسبان على شوارع العاصمة مدريد أمس، وعلقوا الأعلام الوطنية في شرفاتهم في شتى أنحاء العاصمة فيما استغل نقابيون موكباً عسكرياً بمناسبة العيد الوطني لإظهار الوحدة في ظل تحركات إقليم كتالونيا لإعلان الاستقلال.

وشهدت المدينة أمس موكباً عسكرياً لإحياء ذكرى وصول المستكشف كريستوفر كولومبوس إلى الأميركتين بدعم من العرش الإسباني. وحضر الموكب العسكري التقليدي كلّ من رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي والملك فيليبي السادس.

وبسبب رغبة إقليم كتالونيا الغني في الانفصال سقطت إسبانيا في براثن أسوأ أزمة سياسية منذ محاولة انقلاب في عام 1981. وهدّدت حكومة مدريد بإقالة حكومة الإقليم إذا مضت قدماً في خطواتها.

ودعيت الشرطة الو طنية للمشاركة في الاستعراض للمرة الأولى منذ 30 عاماً، بعد أقل من أسبوعين على اتهامها بالتدخل بقسوة خلال استفتاء الاستقلال، لاستعادة دورها بعد اعتداءي كتالونيا في آب.

وبمناسبة العيد الوطني، نشرت وزارة الدفاع مقطع فيديو يظهر خصوصاً طائرات مقاتلة، مستخدمة هاشتاغ مفاده «نفتخر بأننا إسبان».

لكن الأجواء العامة لا تميل إلى الاحتفال في إسبانيا التي تواجه أخطر أزمة سياسية منذ عودة الديمقراطية في 1977 مع رغبة الاستقلاليين الحاكمين في كتالونيا بالانفصال.

وعزّز هذا الشعور الحزن الذي ساد بعد مقتل طيار في حادث تحطم طائرة «يوروفايتر» بعدما شاركت في العرض الجوي بمناسبة العيد الوطني. وتحطّمت الطائرة خلال مناورتها للهبوط في قاعدة لوس يانوس الجوية بالقرب من مدينة البسيط على بعد 300 كلم جنوب شرق العاصمة.

في الوقت نفسه، تظاهر آلاف في شوارع برشلونة وهم يرددون شعارات معادية للقادة الاستقلاليين.

وهتف المتظاهريون «بوتشيمون إلى السجن». وهم يشيرون إلى رئيس المنطقة الذي نظم في الأول من تشرين الأول استفتاء حول الانفصال على الرغم من اعتراض مدريد، وينوي جعل هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 7.5 ملايين نسمة والمنقسمة بشأن الانفصال، مستقلة.

ولا تزال التوترات قائمة بين الحكومة المركزية وحكومة كتالونيا بعد أن وقع زعيم الإقليم على إعلان رمزي للاستقلال يوم الثلاثاء الماضي في أعقاب نتائج الاستفتاء الذي أجري يوم الأول من أكتوبر تشرين الأول وقالت مدريد إنه غير مشروع.

ولم يصل زعيم الإقليم كارلس بوتشيمون إلى حد طرح الاستقلال في تصويت بالبرلمان الإقليمي الأمر الذي خيّب آمال الكثير من أنصاره.

وأمهل رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بوتشيمون ثمانية أيام للتخلي عن مساعي الاستقلال وإلا سيتم تعليق الحكم الذاتي للإقليم.

وإذا لم يرد بوتشيمون خلال هذه المهلة أو يؤكد رغبته في التراجع فسيكون بوسع راخوي تفعيل المادة 155 من دستور عام 1978 التي تتيح له إقالة الحكومة الإقليمية.

وغرد بوتشيمون على تويتر أمس قائلاً «أطلب الحوار وسيجيبونك بوضع المادة 155 على الطاولة. مفهوم».

وليس من الواضح ما الذي يعنيه تطبيق المادة 155 التي لم يسبق تفعيلها من قبل.

ويتوقع محللون سياسيون أن يكون تحرك راخوي المقبل هو الدعوة لانتخابات إقليمية مبكرة للخروج من الأزمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى