فوزي عليوي مكرّماً في سويداء قلبه!
مجدولين الجرماني
مساءٌ عمّ بكلّ ذكريات النغم والطرب الشرقيّ الأصيل.
مساء السبت الماضي، أطبقت الأزاهير على تويجاتها، ودمعت قطرة ندى من هنا، من قلب السويداء الأبية، سويداء الروح والفوح، ففتحنا دفاتر الذكريات.
نقابة الفنانين ومديرية الثقافة في محافظة السويداء، احتفت بِمُكرَّمها المرحوم الفنان الملحن فوزي عليوي في ذكراه السنوية.
كان الحضور دافئاً بحجم المناسبة الطيّبة، من حيث النوع والكمّ، وهو ما يثري كلّ فعاليات المحافظة.
حضر عضو مجلس الشعب نشأت الاطرش وممثل عن المحافظ بشار نصر، وكذلك كان لحضور الفنان ممدوح الأطرش هالة مميزة وكذلك التلفزيون السوري الذي غطّى الفعالية من خلال الإعلامية فاديا الحلبي، وعن وكالة «سانا» حضر الزميل عمر الطويل، وعن إذاعة «الريان» المذيعة إنعام شرف.
قدّم الحفل وأداره الفنان المشهور والمسرحي المميز مشهور خيزران الذي استعاد معنا حياة الفنان المكرّم من خلال الصوت والصورة والغناء.
وتضمّنت الأمسية عرضاً توثيقياً لبعض أعمال الفنان الراحل وعرضاً تسجيلياً لمجموعة شهادات فيه، أبرزها للدكتور صابر فلحوط الرئيس الفخري لاتحاد الصحافيين، وأسعد عيد نقيب الفنانين سابقاً.
وأشار مدير ثقافة السويداء منصور حرب هنيدي خلال كلمة له إلى أن القراءة في سيرة عليوي تؤكّد علوّ قامته الإبداعية. فهو المطرب والملحّن المبدع والفنان المجتهد الذي نذر عمره لفنّه الراقي الجميل. مبيّناً أن الأمسية محاولة لإلقاء الضوء على تجربته الغنية إيماناً بأهمية تكريم المبدعين وتكريس القيم الجمالية.
ولفتت ابنة الراحل همسة عليوي في كلمة آل الفقيد إلى القيم والسلوكيات الحميدة التي زرعها والدها في أسرته، ومدى حبّه للأهل والأصدقاء والتزامه بالأدب والفنّ الأصيل وتمسّكه بالعادات والتقاليد الاجتماعية والقيم الإنسانية النبيلة، وافتخاره بانتصارات الوطن والتعبير عنها في أعماله ومواقفه.
من ناحيته، تطرّق الفنان يحيى رجب إلى حبّ الفنان الراحل للوطن وغنائه الطرب الأصيل ومحافظته على كلاسيكية آلة العود بشرقيتها وأوتارها الخمسة إيماناً منه بأن الموسيقى إحساس. منوّهاً في الوقت نفسه بحُسن أدائه رسالة التعليم والعزف والغناء من خلال المعاهد الموسيقية التي عمل لها.
فوزي عليوي، فنان تغلغل الفنّ في دمه فاتحد النغم والشدو والوتر في معطيات وطن. ولد الفنان الراحل عام 1944 في قرية الصورة الكبيرة في محافظة السويداء ورحل عام 2011 بعدما أثرى الفنّ والموسيقى مع كوكبة العظماء، ومنهم: فريد الأطرش، أسمهان، وفهد بلّان.
انتسب إلى المعهد الموسيقي الشرقي حيث درس النوتة والصولفيج والعزف على آلة العود وتخرج عام 1968. واعتُمد كملحّن في الإذاعة والتلفزيون عام 1978. وأسّس معهد الشبيبة للموسيقى عام 1978، الذي أصبح معهداً معروفاً يخرّج الآلاف من الطلاب محبّي الموسيقى.
ألّف منهاجاً أكاديمياً ومدروساً لتعليم أصول العزف والصولفيج على آلة العود من ستّ مراحل، وما زال يُدرّس إلى يومنا هذا. كما شارك الراحل في مهرجانات قطرية ودولية، وحصل على جوائز وشهادات تقدير وميداليات كثيرة من جهات رسميّة عدّة.
مُنح شكراً وتقديراً لعدم قبوله المشاركة في مهرجان «سانتا كلوز» العالمي بسبب مشاركة الكيان الصهيوني فيه. ومن أهم أعماله: صوت المهابيج، خاتم حبيبي، يا روابينا الشامية، يا موطن الفدا، أحبّ بلادي، طوّلت الغيبة علينا، والكثير غيرها.