الصباغ: على القوّات التركية الانسحاب بلا شروط… اجتياح إدلب يهدّد الدولة السورية
طالب البرلمان السوري أمس، القوّات التركية بالانسحاب من أراضي البلاد بعد أيام من إعلان أنقرة توغّل قوّاتها في إدلب.
وقال رئيس البرلمان حمودة الصباغ، في كلمة أمام البرلمان، إنّ «البرلمان السوري يطالب بانسحاب القوّات التركية من دون أيّة شروط مسبقة»، وأكّد على أنّ «اجتياح تركيا لإدلب يهدّد الدولة السوريّة».
وقال الصباغ، إنّ «الجيش التركي غزا الأراضي السوريّة في محافظة إدلب، ويتعدّى على وحدة أراضينا وسيادتنا، وإنّ البرلمان السوري يدين هذا الغزو التركي الذي لا علاقة له بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في محادثات أستانة».
وأضاف رئيس البرلمان السوري، أنّ «البرلمان اعتبر أيضاً أنشطة أنقرة في إدلب تهديداً لأمن المواطنين السوريّين، وانتهاكاً للقانون الدولي».
وكان مصدر في وزارة الخارجية السورية قال أول أمس السبت، إنّ توّغل الجيش التركي في محافظة إدلب هو عدوان سافر على سيادة سورية وانتهاك للقوانين الدوليّة، وأضاف أنّ دمشق تطالب بخروج القوّات التركية من الأراضي السورية فوراً، ومن دون أيّة شروط.
وفي 8 تشرين الأول الحالي، أشارت مصادر في محافظة إدلب للـ»ميادين نت»، إلى أن ّمجموعة استطلاع تركيّة عبرت معبر أطمة شمال إدلب، يرافقها رتل عسكري لـ»هيئة تحرير الشام». وأشارت المصادر إلى أنّ المجموعة دخلت بعد اجتماع جرى بين وفد تركيّ وقيادات الهيئة في معبر باب الهوى شمال إدلب.
إلى ذلك، طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المجتمع الدولي التفكير في عمليّة إعادة بناء سورية في حقبة ما بعد الحرب.
وقال الرئيس بوتين أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في مدينة بطرسبورغ الروسيّة، أول أمس: «أعتقد أنّه أصبح من الواجب على المجتمع الدولي أن يفكّر في إعادة إعمار الدولة السوريّة بعد الحرب، والتفكير في ماهية أشكال وأحجام المساعدات من قِبل بلدان المنطقة وبلدان أخرى، وما هي الطرق الأفضل في تطوير التنمية الاجتماعيّة الاقتصاديّة، وتمتين مؤسّسات الدولة بما فيها مؤسسات السلطة التشريعية.
هذا، وينعقد مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي هذا العام، تحت شعار «تعزيز التعدّدية الثقافية والسلام من خلال الأديان والحوار بين الأديان والأعراق».
وسيناقش المؤتمر بالإضافة إلى مسألة تطوير الحوار بين الحضارات، عدداً كبيراً من القضايا المتعلّقة بدور البرلمانيّين في إيجاد التوازن بين الحفاظ على الأمن القومي والأمن العالمي والحريات الفرديّة والديمقراطيّة، وكذلك قضايا التنمية المستدامة وتحدّيات العصر الإلكتروني وغيرها.
من جهته، صرّح النائب الأول لوزير الخارجية الروسي، فلاديمير تيتوف، بأنّ بريطانيا ما زالت لا تدرك طبيعة الدور الروسي في محاربة الإرهاب بسورية.
وقال الدبلوماسي الروسي للصحافيّين، معلّقاً على التحضيرات الجارية في موسكو لزيارة وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون: «استناداً إلى الخلافات العميقة بين بلدينا، لا سيّما في سورية، التي تعكس للأسف سوء فهم جوهريّ لمهام عملية مكافحة الإرهاب التي تقوم بها روسيا في ذلك البلد».
وحول زيارة جونسون المرتقبة للعاصمة الروسية، قالت وزارة الخارجية البريطانية أمس في بيان: «سيزور موسكو في نهاية العام بدعوة من وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف»، مشيرةً إلى أنّ بريطانيا تواصل التعاون مع روسيا في بعض الملفّات الدولية.
وكان لافروف قد التقى مؤخّراً نظيره البريطاني، على هامش أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة في نيويورك. ووصف الوزير البريطاني اللقاء بالجيد.
ميدانياً، استعاد الجيش السوري مدينة الميادين بدير الزور، والتي تُعدّ معقل تنظيم «داعش» في المنطقة الشرقيّة لسورية.
وقال المصدر، إنّ «الجيش السوري استعاد مدينة الميادين بالتعاون مع القوّات الرديفة والحليفة، وقضى على أعداد كبيرة من مسلّحي «داعش»، ودمّر أسلحتهم وعتادهم».
وإذ أوضح أنّ مجموعات من الجيش تقوم حالياً بملاحقة فلول «داعش» الهاربة من المدينة وسط انهيار في صفوف التنظيم، أشار المصدر نفسه إلى أنّ وحدات الهندسة في الجيش السوري تقوم حالياً بإزالة الألغام والمفخّخات التي زرعها مسلّحو «داعش» في شوارع وساحات المدينة.
من جهتها، أكّدت وكالة «سانا» أنّ وحدات من القوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة استعادت السيطرة على مدينة الميادين في دير الزور، وقضت على أعداد كبيرة من مسلّحي «داعش» وتدمّر أسلحتهم وعتادهم.
وبدأ الجيش السوري وحلفاؤه عمليّة عسكرية واسعة في 2 تشرين الأول الحالي بريف دير الزور الشرقي، هدفها السيطرة على مدينتَي الميادين والبوكمال، أكبر معاقل «داعش» في الشرق السوري، بعد عمليات تمهيد ناريّ للطائرات السوريّة والروسيّة استهدفت مواقع تنظيم «داعش» على مختلف جبهات الميادين وريفها، ومن أكثر من محور.
وما أعطى الأفضليّة للجيش السوري هو التفافه على قرية الموحسن من البوعمر وتطويق المدينة، إضافةً إلى اتّخاذه لجبال الثردة والكرّوم كمركز مرتفع أعطى الجيش السوري وحلفاءه طابع السيطرة الناريّة على قرية المو حسن، وحافزاً مهمّاً لتقدّمه باتجاه الميادين.
وفي السياق، قال المتحدّث بِاسم «قوات سورية الديمقراطية» مصطفى بالي، إنّ عملية إجلاء مسلّحي «داعش» من الرقة شرق سورية انتهت، وإنّ القتال سيستمرّ ضدّ من تبقّى منهم في المدينة.
وأوضح بالي في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، أنّ مسلّحي «داعش» الأجانب بقوا في الرقة، فيما اتّخذ المغادرون منهم مدنيّين دروعاً بشرية.
وأضاف المتحدث، أنّ المسلّحين رفضوا إخلاء سبيل المدنيّين بعد مغادرة المدينة، كما كان متفقاً عليه، بل رغبوا في أن يصطحبهم المدنيّون كضمانة أمنيّة حتى الوصول إلى وجهتهم النهائيّة.
هذا، وقال عمر علوش عضو المجلس المدني بالرقة لوكالة رويترز، إنّ بعض مسلّحي «داعش» الأجانب، غادروا المدينة بموجب اتفاق الإخلاء، لكن ليس جميعهم.
وكانت قسد والتحالف الدولي من جانب، وقيادات «داعش» من جانب آخر، قد توصّلوا إلى اتفاق في الأيام الأخيرة الماضية، بشأن إجلاء المسلّحين من ذوي الجنسية السورية من المدينة إلى مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم، وبصحبتهم نحو 400 مدنيّ كدروع بشرية.
وأصرّ التحالف على استثناء الـ»دواعش» الأجانب من نصّ هذا الاتفاق.
على صعيدٍ آخر، استشهد 4 أشخاص وأصيب 5 آخرون في قصف للمسلّحين على دمشق القديمة. وقال مصدر، إنّ القصف استهدف أيضاً طريق الطبالة جرمانا.
من جهته، أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق، باستشهاد شخصين وإصابة اثنين آخرين بسقوط قذيفتَي هاون، خلال قصف قامت به جماعات مسلّحة على الحيّ، لافتاً إلى أنّ القذيفة الأولى سقطت على مبنى جمعية الإحسان الخيرية في حي باب شرقي بدمشق، ما أدّى إلى مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين.
بالتزامن، أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن سقوط قذائف هاون على ساحة العباسيّين في دمشق.
وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق في تصريح لوكالة الأنباء السورية «سانا»، أنّ المجموعات المسلّحة المنتشرة في الغوطة الشرقية استهدفت بعد ظهر أوّل أمس السبت، ساحة العباسيّين ومحيطها بقذيفتَي هاون، ما تسبّب بإصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة، ووقوع أضرار مادية. وقال إنّ ذلك يُعتبر خرقاً جديداً لاتفاق منطقة تخفيف التوتّر في الغوطة الشرقيّة.