تكريم الأديب محسن الجمّال والتشكيليّة خولة الطفيلي في بعلبك
أقامت جمعية «سلامة البيئة والتراث» بالتعاون مع الجامعة العالمية المفتوحة و«التجمّع الوطني للثقافة»، مهرجاناً ثقافياً في صالة مطعم «الروابي» في بعلبك، تحت عنوان «بعلبك مدينة الثقافة وملتقى الحضارات»، بحضور الوزير السابق الدكتور علي عبد الله، رؤساء بلديات وفاعليات ثقافية وتربوية واجتماعية.
وألقى الشعراء والأدباء: إيليا حنا، إبراهيم صلح، أنطوان أبو جودة، ريمون قسيس، علي عبيد، طوني سعادة، سلوى الأمين، ميشال جحا، علي الحاج حسن، ميشال كعدي، والدكتور مخلص الجدة، باقة من قصائدهم ومقطوعات أدبية من وحي المناسبة.
وألقى رئيس المجلس الملي لطائفة السريان الأرثوذوكس الدكتور رائد نجيب توذة، كلمة مطران جبيل وطرابلس للسريان الأرثوذوكس جورج صليبا، فقال: لفتني أن نلحق بمدينة بعلبك لقب قوس قزح. فهي والشمس صنوان متلازمان ولا يفترقان، والبشر لم يصنفوا بعلبك ضمن عجائب الدنيا السبع، لكن الحقيقة ان بنيانها في هذا السهل الجميل من بلاد الشام، يعطيها الجمال والمكانة التي لا تليق إلا بها وبمثيلاتها من مدن الأرض.
وتحدّث رئيس بلدية بعلبك الأسبق رئيس جمعية «سلامة البيئة والتراث» محسن الجمّال، فقال: لا يمكن لأيّ شعب أن يتطوّر من دون أن يستثمر في الثقافة، وينشئ المؤسسات الثقافية القادرة على تحقيق التنمية الثقافية جنباً إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ورأى أنّ الاستثمار في الثقافة يعني الاستثمار عن طريق الإنسان المتعلم والمثقف، الذي تفجرت مواهبه وأطلق إبداعاته. وهذا ما يحفزنا الى الرجوع إلى المدرسة للبحث عن أصحاب المواهب وتوجيههم الوجهة الصحيحة واحتضانهم من قبل الدولة. والعالم اليوم ينظر بتقدير إلى العطاءات الابداعية في كل المجالات، وهذا ما يجعلنا ننبهر بما أنجزه المبدع. وإذا كان الإنسان هو أغلى الثروات، فما علينا إلا أن نولي هذا الإنسان اهتماما بالغاً بثقافته ويكون لنا بذلك فخر واعتزاز.
وأكد أن ثقافة السلام والتعايش السائدة بين أبناء بعلبك هي ركيزة أساسية من ركائز عمقها الحضاري والإنساني. فالمسيحية والإسلام عاشا في وئام بين ربوعها، وكذلك لنا تراث فني غني يهز العالم.
وختم: لقد وضعت حتى الآن ثلاثة كتب تكشف عن تراث بعلبك الحضاري وقيمها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ثقافة مجابهة الظلم والعدوان ومقاومة الغزاة والمحتلين والطامعين بوطننا وأرضنا. فتاريخنا حافل بافتداء الأرض والكرامة برجولة وعنفوان منذ العهد التركي والفرنسي، وصولاً إلى مقاومة كل أشكال الإرهاب بالتطوّع في صفوف المقاومين لصدّ العدوان على لبنان في كل مراحل الصراع العربي ـ «الإسرائيلي»، ولا تزال منطقتنا تدفع بأبنائها للالتحاق في صفوف الجيش اللبناني، حامي أرض كل الوطن وللذود عن حياضه وعزة أبنائه بمواكب من الشهداء في كل حين.
وقدّم مؤسّس الجامعة العالمية المفتوحة الدكتور مخلص الجدة، الدكتوراه الفخرية لكل من محسّن الجمال والفنانة خولة الطفيلي، التي قالت: يا له من فخر أن يكون تكريمي من رئيس الجامعة العالمية المفتوحة السيناتور مخلص الجدة في هذا الحفل الرائع، وفي حضور هذه النخبة المثقفة، إلى جانب تكريم أستاذي الأديب محسن الجمال، فهذا يحمّلني مسؤولية أكبر.
بدورها قدّمت الطفيلي لوحة زيتية لكل من الجمال والجدة، كما تسلّم الجمال درعاً تقديرية من الأديب أنطوان أبو جودة، ومن منشئ يوم البيئة العالمي الدكتور بديع أبو جودة.