أنزور: نتمنّى أن يشكّل مسلسل «وحدن» تحوّلاً جديداً في الدراما السورية
غسان خيّو
شارف المخرج نجدت إسماعيل أنزور على الانتهاء من تصوير مسلسله الجديد «وحدن» في قرية الغيضة في ريف السويداء، المأخوذ عن نصّ للكاتبة ديانا كمال الدين، ومن إنتاج «سما الفنّ الدولية للإنتاج الفني».
الوكالة السورية للأنباء «سانا» زارت موقع تصوير المسلسل والتقت القائمين عليه، حيث قال المخرج أنزور إنّ العمل يعتمد على العنصر النسائي بشكل أساس، لأن المرأة هي الشجرة والحياة والأمّ والأرض. موضحاً أن الهدف من العمل الولوج إلى عقلية المرأة الشرقية وآلية تفكيرها حسب الموروث الثقافي لديها والبيئة والتربية التي نشأت عليها.
وأكد أنه لا توجد في العمل شخصيات ثانوية بل البطولة جماعية فيه قائلاً: حين تقدم إحدى الشخصيات دورا أساسيا وتلعب حكاية من الحكايات تصبح كل الشخصيات التي حولها كومبارس يخدمون حكايتها وهي أول مرة تحدث على مستوى الدراما السورية والعربية.
ولفت أنزور إلى أن العمل يتميز بالجرأة والموضوعية والشفافية والأفكار الجديدة وكسر القواعد فما كان عبارة عن تابوهات ممنوع الاقتراب للكاتب والفنان تم كسرها وتقديم شيء يحترم عقل المشاهد ويتناسب مع طبيعة الزمن الذي نمر به مشيرا إلى أن المسلسل لا يختلف عن مسلسلات السنوات السابقة لكن طريقة تقديمه تختلف فالعمل لا يطرح الأزمة التي تمر بها سورية بشكل مباشر وإنما هذا العمل يعتمد على الإنسانية الموجودة داخل الفرد مع التركيز فيه على بناء الإنسان أولاً.
وقال أنزور: نتمنّى أن يشكّل مسلسل «وحدن» خطّاً أحمر جديداً في الدراما السورية كما كان مسلسل «نهاية رجل شجاع» تحوّلاً فيها. إن العمل يحمل موروثاً كبيراً عبارة عن سبع سنوات من الأزمة وبالتأكيد علمت الفنان والكاتب وكل الناس وانه لا بد من حركة جديدة وإضافية على الدراما حتى تليق بالمستقبل الذي نريده لسورية.
وحول اختيار موقع العمل لفت أنزور الى ان قرية الغيضة في السويداء التي تضم قرية قديمة مهجورة بمنطقة جميلة تخدم العمل حيث جرت محاولة إعادة الحياة إليها وترميمها وتأهيل معظم منازلها وفرشها حسب طبيعة العائلات والشخصيات الموجودة بالعمل مبينا انه لأول مرة يتم التصوير في مكان واحد دون أخذ لقطات أو مشاهد من مكان آخر.
وأشار أنزور إلى تنوع الازياء المستخدمة في المسلسل الذي يضم نحو 52 شخصية وكل منها لها مساحتها مع الاعتماد على أساتذة كبار يمكن أن يساعدوا في تقديم الأدوار الصعبة مع إعطاء مساحة واسعة للوجوه الشابة الواعدة.
ولفت إلى أنه ليس بالضرورة أن يتم عرض المسلسل في الموسم الرمضاني، إنما له موسم خاص.
كاتبة العمل ديانا كمال الدين بينت أن «وحدن» عبارة عن مجموعة نساء بقين وحدهن في قرية ريفية دون تحديد المكان بعد مغادرة الرجال منها بفعل الظروف المستجدة عليها فتغيرت ظروفهن بغياب الرجل والحماية فاضطررن رغم الحصار وعدم فهم ما يحدث الى لعب دورهن وتحمل مسؤوليتهن وإيجاد حلول بسيطة من الموجود بين أيديهن والاستمرار بالبقاء في القرية دون التخلي عنها.
وتقول كمال الدين: «وحدن» ليس قصة فرد أو بطل بل هو قصة مجتمع بذاكرته الجمعية من غرائز وصراعات بين المؤنث والمذكر من أساطير يمحو حقائقها التكرار فتبقى معلقة بين اليقين والخيال ومن أعراف وتقاليد مكومة كإرث مسحور لا يجرؤ أحد على التخلي عنه وهو قصة مجتمع بحاضره المشوه المعالم باختلاف الأديان والأجيال وجحيم الجيوسياسة والاقتصاد وتنازع الأخلاق والرغبات وتنازع الواقع والحلم وذوبان التفرد في بوتقة الجماعة وتفسخ الجماعة بأنانية الأفراد.
وأضافت كمال الدين: «وحدن»، قصة أرض حملت في بطنها كنزها ولعنتها وسلامها ودمارها وحملت من عليها من بشر ووزر الآثام وحلم الخلاص كلهم على حق وجميعهم على خطأ وهو حلقات من أسئلة من دون إجابة وباب لعالم من تلك الواقعية السحرية التي تشعرها بعواطفك وحواسك جميعها ولكنها تبقى عصية على الخضوع لقوانين العقل فتبقى يدك معلقة أمام إغواء طرق الباب أو أمان الانسحاب.
وقالت كمال الدين إنها حاولت من خلال العمل تقديم جديد لم يقدّم من قبل مع احترام عقل المشاهد. وجرّبت شدّه باتجاه شيء يثير انتباهه وفضوله بشيء من الواقعية السحرية، بحيث يكون هناك شيء مرتبط بالواقع وآخر ليس له علاقة به إطلاقاً، بما يجعله في تساؤل دائم خلال متابعته له من خلال تنوّع الأفكار والشخصيات، بحيث لا توجد إلى ضيوف العمل الليث مفتي ومعن عبد الحق وناصر مرقبي وريام كفارنة وزيد الظريف وعفراء زينو ومحمد رعد بطولة لشخص وفرد، بل كل ممثلة وممثل كان لهم دور بطولة وحيز درامي قادر من خلاله على تقديم شخصية مختلفة عن البقية ففيه جزء كبير من المغامرة لأنه يحمل شيئاً جديداً متوقعة أن يحقق العمل نقلة نوعية في الدراما السورية.
والتقت «سانا» في كواليس العمل مع الفنان سليم صبري الذي تحدث عن دوره في المسلسل المتمثل بإمام الجامع الذي آثر البقاء في القرية فساهم مع راعي الكنيسة فيها بالتدخل لحل مشاكل النساء والحفاظ على حالة الهدوء والسلام والتآخي في القرية بينما يشير الفنان جهاد الزغبي الذي أخذ دور قسيس الى ان المسلسل يحكي عن الزمن الحالي من خلال قصة قرية تعكس سورية كلها وأحداثه تدور بين عائلات ونساء هذه القرية المتكاتفة في كل شيء ولا فرق فيها بين اهلها وتجسد حقيقة السوريين وحالة الناس في هذه الظروف.
ولفتت الفنانة تماضر غانم التي تأخذ دور شابة في المسلسل الى انها تحمل بداخلها المحبة والطيبة والخير للناس مع الكثير من الألم والتحدي ما جعلها تظهر من شخصيتها من الخارج على انها قاسية وتحمل قوة وجبروتاً فتساهم في حماية هذه القرية بعد اختفاء الرجال منها.
مدير التصوير والإضاءة محمد حبيب أشار الى ان العمل معاصر يعكس الواقع الذي نعيشه منوها بجمالية العمل لوجود عدة أجواء تمكن مدير التصوير من اثبات مقدرته في التعامل معها وخاصة ان العمل فيه الواقعي والفانتازيا والاسطوري مع وجود اختلاف في كل ناحية فيه من حيث استخدام الإضاءة والكاميرا والمعدات الفنية حيث سيرى المشاهد شيئاً مختلفاً بحاجة الى تركيز ومتابعة منه.
وفي ما يتعلق بالصعوبات التي رافقت التحضير للعمل لجهة ترميم القرية والديكور أوضح عصام الداهوك المسؤول عن ذلك ان موقع العمل كان عبارة عن قرية قديمة مهجورة ومهملة حيث جرى ترميمها من مواد من الطبيعة نفسها من دون استخدام مواد دخيلة بالاتفاق مع دائرة الآثار فجرى اصلاح بعض البيوت المهدمة مع وضع أسقف كاملة لبعضها وإنشاء شبكة طرق وأدراج حجرية لدمج القرية ببعضها وخاصة أنها تقع على جانب واد في منحدر ومدرجات.
يذكر ان المخرج المنفذ للعمل ديانا كمال الدين وهو من تمثيل: نادين خوري، مروان فرحات، مجد فضة، لمى الحكيم، سحر فوزي، نهاد ابراهيم، تماضر غانم، لوريس قزق، توليب حمود، مروان أبو شاهين، آلاء عفاش، مجد مشرف، سليم صبري، حسام سكاف، تسنيم باشا، جهاد الزغبي، هشام كفارنة، رامي أحمر، سوسن ميخائيل، محسن عباس، كنان العشعوش، ورنا العظم.
ومن الممثلين أيضاً: مرح جبر، يوسف مقبل، ياسر سلمون، هبة زهرة، عامر علي، رباب مرهج، هناء نصور، أنس الحاج، رشا بلال، ربى السعدي، سيوار داود، إيناس زريق، لجين اسماعيل، نهاد عاصي، عدنان عبد الجليل، رشا رستم، راما عيسى، أمانة والي، علي إبراهيم، فايز قزق، فرح الدبيات، طارق نخلة، نادين الشعار، وبلال مارتيني.