الارتجال وفقدان الصبر علّة ملاعبنا
إبراهيم وزنه
خلال المباراة التي جمعت بين فريقَي النبي شيت وطرابلس على ملعب الأول في البقاع، وفي ضوء تأخّر أصحاب الأرض بنتيجة 0 ـ 1، عمل جمهور الفريق البقاعي على رمي المفرقعات والأسهم الناريّة باتجاه طاقم الحكّام. وفي ضوء الدخان الكثيف الذي أحاط بأجواء المباراة على أرض الملعب وتعرّض حكم الراية إلى إصابة طفيفة، سارع الحكم الرئيسي سامر السيد قاسم إلى إيقاف المباراة ريثما تعود الأجواء إلى طبيعتها، وحسناً فعل رئيس نادي النبي شيت السيد أحمد الموسوي بتدارك الموقف والتدخّل الحاسم لوقف التصرّفات الخارجة عن إطار الروح الرياضية.
وفي مشهدٍ آخر، على ملعب الصفاء في وطى المصيطبة، وقبل انتهاء المباراة التي جمعت بين فريقَي الحكمة والشباب مجدل عنجر ضمن منافسات بطولة لبنان لأندية الدرجة الثانية، وفي ضوء تقدّم الأول بنتيجة 2 ـ 1، اجتاح بعض إداريّي ومشجّعي الفريق البقاعي الملعب، وعمدوا إلى ضرب الحكم الرئيسي محمد عيسى ومساعديه علي برّي وعلي بركات، ولم تنفع محاولات لاعبي الفريقين من ردع المعتدين.
ويضاف إلى معارك الحكّام، ما صدر من هتافات من جمهور أحد فرق الدرجة الثانية بحقّ فريق منافس له من نفس المنطقة ويلعبان معاً ضمن نفس البطولة، وصولاً إلى التضارب الذي اندلع في مدرّجات الفريق الواحد بين المطالبين بالاستغناء عن المدرّب والمحاربين لأجل بقائه على رأس الجهاز الفني، ومنذ فترة اشتعل الخلاف في أحد الأندية الطليعيّة بين أعضاء الإدارة الواحدة على خلفية التعاطي مع الجهاز الفني. وفوق هذه «الخبريات»، تتزايد أعداد اللاعبين المبتعدين عن فرقهم لاعتبارات مادّية، أو لعدم التزام الإدارة بتنفيذ أحد البنود المتّفق عليها مسبقاً.
في ظلّ هذه الصورة المحلّية السوداويّة التي لا تبشّر بالتطوّر ولا بالارتقاء، يطلّ علينا من نافذة الضوء والأمل … اللاعبون المحترفون الذين لبّوا بالأمس نداء المنتخب ففازوا على منتخب كوريا الشمالية «بالخمسة»، وهنا يفرض التمنّي نفسه على أولئك المغرّدون خارج السرب، وهم من المتهوّرين والمعتدين والفوضويّين، لماذا لا نترفّع بتعاطينا الرياضي في الملعب وخارجه تحت سقف الاحترام والاجتهاد والتعاون والصبر؟ أفلا تحثّكم إنجازات العرب وآخرها سورية على الاقتداء والسير في طريق الاتزان وصولاً إلى الأفضل؟ نأمل ذلك … ولو بعد حين.