كوريا الشمالية: الحرب النووية يمكن أن تبدأ وأميركا لا تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، أول أمس، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى معاقبة بيونغ يانغ، بسبب برامجها النووية والصاروخية.
ووقع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أثناء اجتماعهم في لوكسمبورغ على حزمة جديدة من الإجراءات تتضمّن حظر الاستثمارات في كوريا الشمالية، ووقف تصدير النفط إليها.
كما شدّد الوزراء القيود على «العمالة الكورية الشمالية في الاتحاد الأوروبي، في مسعى لوقف إرسال الأموال إلى بلدهم واستخدامها لتمويل برامج التسلح».
وأكد الاتحاد الأوروبي على «اتخاذ الإجراءات الجديدة نظراً لما يشكّله نظام كيم جونغ أون من تهديد للسلام والاستقرار الدوليين».
وتمت إضافة أسماء جديدة للعقوبات وبعض الهيئات المتصلة بالنظام الكوري الشمالي، بالإضافة إلى تخفيض سقف المبالغ التي يمكن تحويلها إلى كوريا الشمالية من 15000 إلى 5000 يورو.
ولضمان فعالية العقوبات ستأمر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سفاراتها بـ «تعميم التحذيرات الرسمية للدول التي قد تحاول الالتفاف على عقوبات بيونغ يانغ».
فيما أعلن نائب مندوب كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، أنّ «بلاده تساند فكرة الحظر الكامل للأسلحة النووية، لكنها تنوي الاحتفاظ بترسانتها ما دام بقي لدى واشنطن هذا النوع من السلاح».
وشدّد الدبلوماسي الكوري الشمالي كيم يينغ رن، على أنّ «الوضع في شبه الجزيرة الكورية الذي خطف اهتمام العالم بأسره، بلغ نقطة حرجة، والحرب النووية يمكن أن تبدأ في أي لحظة».
وأضاف في هذا السياق قائلاً: «طالما ظلت الولايات المتحدة، التي تواصل تهديد كوريا الشمالية بأسلحة نووية وابتزازها، ترفض اتفاقية حظر الأسلحة النووية، فإنّ كوريا الشمالية لن تنضم إلى الاتفاقية».
وأكد نائب المندوب الكوري الشمالي في الأمم المتحدة، أنّ وجود سلاح نووي وصواريخ باليستية لدى بيونغ يانغ، «يعد إجراء شرعياً للدفاع عن النفس»، مشيراً إلى أنه «لم يتعرض أي بلد في العالم لمثل هذا التهديد النووي المباشر والمفرط من قبل الولايات المتحدة لفترة بمثل هذا الطول».
من جهته، اعتبر عضو مجلس «الدوما» أنطون موروزوف، «أنّ بيونغ يانغ قد تكون فعلاً قريبة من حل مهمة زيادة مدى صواريخها الباليستية بشكل كبير، مما يجعلها قادرة على ضرب الولايات المتحدة».
وذكر موروزوف «أنه لا يجوز بتاتاً استبعاد أن يكون نائب المندوب الكوري الشمالي الدائم لدى الأمم المتحدة كيم إين رين، يقول الحقيقة، وأن بلاده قريبة من امتلاك تصاميم تسمح لها بضرب الجزء القاري الأميركي». وقال موروزوف: «لا يجوز استبعاد أي شيء بتاتاً».
وتجدر الإشارة إلى أنّ موروزوف كان قبل فترة قصيرة في زيارة لكوريا الشمالية، ضمن مجموعة من البرلمانيين الروس، وتم استقبالهم على مستوى عال هناك.
وأضاف البرلماني الروسي القول في تصريح له أمس: «بالفعل قد تكون لديهم تصاميم تسمح لهم بزيادة مدى صواريخهم الباليستية 3 4 مرات أي لمسافة 9 آلاف أو 12 ألف كلم، وهو أبعد من الساحل الغربي للولايات المتحدة».
ونوه عضو البرلمان الروسي «الدوما» بأنّ «رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية ،كيم يون نام، أعلن بصراحة ووضوح أن هذه المسألة ستحل في القريب العاجل».
على صعيد آخر، صرّح نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان بأنّ «الولايات المتحدة لا تستعبد إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع بيونغ يانغ في نهاية المطاف».
وقال سوليفان عقب اجتماع مقتضب مع نظيره الياباني شينسوكي سوغياما أمس «لا نستبعد إمكانية المحادثات المباشرة في نهاية الأمر».
وأوضح الدبلوماسي الأميركي «أنّ الولايات المتحدة تركّز على الدبلوماسية مع بيونغ يانغ، ولكن يجب أن تكون متأهبة أيضاً للأسوأ».
وسيتوجه سوليفان إلى كوريا الجنوبية بعد انتهاء زيارته لليابان. وتأتي الزيارة قبل جولة متوقعة يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة الشهر المقبل، كما تأتي في ظل تنامي التوتر وسط مخاوف بشأن التجارب النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.