لقاء قصير بين وفدَيْ الكوريتين في سان بطرسبرغ واشنطن وسيول وطوكيو مستعدّة لحلّ دبلوماسي مع بيونغ يانغ
أكد نواب وزراء الخارجية الأميركية جون ساليفان والياباني شينسوكي سوجياما والكوري الجنوبي ليم نام سونغ «أنهم اتفقوا على البحث عن طريقة دبلوماسية لحل المشكلة النووية الكورية الشمالية».
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أمس، «أنّ الدبلوماسيين الثلاثة أعلنوا ذلك في ختام مباحثاتهم في سيول». ونوّهت الوكالة بأنّ «ساليفان أشار إلى أنه وعلى الرغم من البحث عن حلّ دبلوماسي لتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية، يجب على واشنطن وسيول وطوكيو أن تكون جاهزة لمواجهة الاحتمالات كلها».
وذكر نائب الوزير الكوري الجنوبي أنّ «الحلفاء اتفقوا على بذل كل الجهود الممكنة بما في ذلك العقوبات والحوار وفي تعاون وثيق بين الدول الثلاث».
فيما أكد أول أمس، ساليفان وسوجياما في ختام لقاء ثنائي في طوكيو، على الاتفاق حول تنسيق الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لحل القضية النووية الكورية الشمالية ولزيادة الضغط على بيونغ يانغ.
في سياق متّصل، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، «أنّ الموقف الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، وتهديدات واشنطن لكوريا الشمالية، يفاقمان من حدة المشاكل الأمنية الحالية».
وقال سيرغي ريابكوف في هذا الصّدد: «بشكل عام، فإنّ الموقف الأميركي من تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكذلك التهديدات المستمرّة من جانب واشنطن باللجوء إلى الحل العسكري للوضع حول كوريا الشمالية، لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشاكل الأمنية القائمة، وإضافة عناصر مثيرة للقلق إلى الصورة العامة وغير المتفائلة جداً في هذا المجال».
تجدر الإشارة إلى أنّ «التوتر في شبه الجزيرة الكورية ازداد حدّة في الأشهر الأخيرة، بعد إجراء بيونغ يانغ تجارب نووية وصاروخية، وكذلك تنفيذ مناورات عسكرية أميركية كورية جنوبية».
وعاد التوتّر من جديد إلى العلاقات الأميركية الإيرانية، بعد اعتماد الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية جديدة حول الصفقة النووية مع طهران.
من جهة أخرى، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو أنّ «لقاءً قصيراً»، حدث بين وفدي الكوريتين على هامش مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حالياً في مدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وقالت ماتفيينكو خلال مؤتمر صحافي في ختام المنتدى البرلماني أمس: إنّ «موافقة وفدَي الكوريتين على الوصول والمشاركة في فعاليات المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني تُعتبر بحدّ ذاتها خطوة هامة. وشاهد بعض الصحافيين في أروقة المؤتمر، أنّ أعضاء الوفدين تواصلوا بينهم، ولو لمدة قصيرة، وهذا أمر جيد أيضاً».
من جانبها، قالت ممثلة كوريا الجنوبية «إنها اقتربت من وفد الشطر الشمالي للتحية، لا أكثر»، ما أكّده الأخير.
وكشفت ماتفيينكو أنّ «برلمانيي كوريا الشمالية أبلغوها عن عدم استعدادهم للمحادثات مع زملائهم من الجنوب، وأن هذا موقف جماعي لقيادة البلاد».
وأضافت، «أنّ الوفد الكوري الشمالي أكد خلال فعاليات المؤتمر في سان بطرسبورغ، أن بلاده لا تنوي استخدام السلاح النووي، إلا أنّ بيونغ يانغ غير مستعدّة لمناقشة وضعها النووي، لأنّها تعتبر هذا السلاح وسيلة وحيدة للدفاع عن النفس».
وجددت المسؤولة الروسية «معارضة موسكو الحاسمة لتوسيع نادي الدول النووية»، مشدّدة على «أهمية بذل أقصى الجهود لإقناع الكوريتين بضرورة الجلوس حول طاولة المفاوضات».
وكانت ماتفيينكو قد أعلنت في وقت سابق «أنّها تعتزم عقد لقاءات ثنائية مع ممثلي الكوريتين على هامش مؤتمر سان بطرسبورغ لمناقشة ملف بيونغ يانغ النووي»، مشيرة إلى أنّ «موافقة وفدَيْ البلدين على المشاركة في المؤتمر جاءت بفضل جهود حثيثة بذلتها موسكو».
على صعيد آخر، تراجع عدد الأنشطة المعلنة للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، هذا العام بمقدار 24 في المئة، عن العام الماضي.
ونقلت وكالة «يونهاب» للأنباء، عن وزارة الوحدة في سيول قولها، إنّ «عدد الأنشطة للرئيس الكوري بلغت 75 نشاطاً، لغاية 17 تشرين الأول الحالي، لتسجّل بذلك تراجعاً بنسبة 24.2 في المئة عن 99 نشاطاً في الفترة ذاتها من العام الماضي».
وأشارت الوزارة إلى أنّ «نسبة كبيرة من أنشطة الزعيم الكوري الشمالي، ارتكزت على القطاع العسكري، حيث بلغت نسبة المعلن منها في هذا القطاع 49.3 في المئة أي 37 نشاطاً، مقابل 22.7 في المئة أي 17 نشاطاً، في القطاع الاقتصادي».
وذكرت الوزارة أنّ «الرئيس كيم، لم يقم بأيّ أنشطة معلنة في القطاع الاقتصادي لمدة وصلت إلى 93 يوماً، في الفترة التي امتدت من 21 حزيران حتى 20 أيلول الماضي.