نتاج النهضة الكرويّة المحلّية
زياد عسل
تشهد الساحة الكرويّة في لبنان نقلة نوعيّة في الآونة الأخيرة، وتحديداً مع تقدّم الكرة اللبنانية على مستوى المنتخب الوطني والأندية والأداء الكبير الذي يقدّمه منتخب الإناث، وآخر تجلّيات هذا التقدّم تمثّلت في حصده للقب غرب آسيا، بالإضافة إلى إحراز النادي الرياضي لبطولة أندية آسيا في كرة السلّة.
هذه الانطلاقة القويّة أثّرت كثيراً على المناطق اللبنانية، وتحديداً تلك التي كانت متعطّشة لهكذا إنجازات نوعيّة، وتحديداً الفتيات اللواتي يندفعن بشغف إلى ملاعب كرة القدم لممارسة هذه الهواية المفضّلة بالنسبة لهنّ، ومن أبرز هذه المناطق كانت راشيا الوادي، التي انطلق فيها منذ فترة نادٍ للفتيات تحت مسمّى «نادي جبل الشيخ للفتيات». وفي حديث خاص إلى البناء، أكّد مدرّب الفريق سلطان منذر، أنّ الفكرة بدأت متواضعة في بادئ الأمر، ثم ما لبثت أن أصبحت حقيقة واقعية ملموسة، ويضيف منذر: «كان الأمر في بدايته صعباً جداً، نظراً لعدم تقبّل المجتمع لهذه الفكرة الجديدة عليه، والتي تتمثّل بممارسة الفتيات لكرة القدم بشكلٍ يومي، وأن تشغل هذه اللعبة حيّزاًً كبيراً من وقتهم، ولكنّ الإصرار على المتابعة أدّى إلى وجود مجموعة لا يُستهان بها من الفتيات، وهذه كانت الخطوة الأولى للتواصل مع الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي أبدى تعاوناً كبيراً، وخصوصاً أنّ هذا النادي ليس فقط الأول من نوعه في راشيا، بل في البقاع بمجمله».
ويؤكّد مدرّب النادي، أنّ المسألة مسألة وقت، وسيجتهد النادي لتقديم مستويات تليق بإرادة اللاعبات والجهد المبذول، ولا يمكن الحكم على نادٍ جديد في الوقت الذي ينافس أندية لها باع طويل في اللعبة وقديمة التأسيس، ويؤكّد أنّ الأهم في هذه المرحلة هو المزيد من الاحتضان الشعبي للنادي، الذي لا بدّ سيرفع المعنويات ويمنح الثقة إلى اللاعبات، بالإضافة إلى الدّعم المالي الذي ينعكس إيجاباً على كلّ التفاصيل المتعلّقة بالنادي ويسهّل الكثير من الأمور العالقة، ولا يستبعد وصول النادي إلى أماكن بعيدة بعد فترة من التدريب والعمل المتواصل مع الاتحاد والقيّمين على اللعبة في لبنان.