انطلاق أعمال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الـ 19
انطلقت أمس، في بكين أعمال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الـ19، الذي من المتوقع أن يتم خلاله انتخاب كوادر قيادية جديدة تحدد مساراً سياسياً للبلاد للسنوات الخمس المقبلة.
وسينتخب المندوبون، الذين يبلغ عددهم حوالي 2300 عضو، اللجنة المركزية للحزب التي تضم حوالي 370 شخصاً كامل العضوية أو مناوباً لتقوم اللجنة بعد ذلك بانتخاب الأمين العام للحزب. وهو المنصب الذي يتقلده حالياً الرئيس الصيني شي جين بينغ، إضافة إلى انتخاب المكتب السياسي للحزب يضم المكتب حالياً 24 عضواً ، والذي سيتم اختيار سبعة من أعضائه ليشكلوا اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والتي تعد قمة سلسلة القيادة في الحزب.
وخلال المؤتمر الذي يدوم أسبوعاً سيتم اختيار أعضاء جدد باللجنة المركزية لمكافحة الفساد التابعة للحزب الشيوعي الصيني والتي تُعَد أعلى هيئة لمكافحة الفساد.
ومن بين أهم التحديات للحزب الشيوعي الحالي التحولات الجذرية في مجال الاقتصاد، إذ يُعقد المؤتمر الحالي على خلفية تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين الذي يعتبر الأكبر خلال ربع القرن الأخير.
وكان مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الـسابق قد عقد في تشرين الثاني عام 2012، عندما تولى «الجيل الخامس» من القادة برئاسة الزعيم شي جين بينغ مقاليد السلطة.
في هذا الشأن، ذكر ألكسندر لارين، الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأقصى، «أنه من المستبعد أن يُقدم الحزب الشيوعي الصيني في هذه المرّة على تغيير زعيمه»، مشيراً إلى «الموقع الثابت لشي جين بينغ في السلطة وعزمه على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للبلاد».
وأضاف الخبير «أن هذا القرار يطلب من شي جين بينغ التغلب على مقاومة النخبة القديمة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حملة تطهير واسعة في الكوادر الإدارية وتجديد قيادة البلاد».
ويشير بعض المحللين إلى أن «شي جين بينغ يخطط لتعزيز سلطته المستحكمة أصلاً بعد حملة واسعة النطاق لتطهير السلطة من الفساد التي بدأها منذ 5 أعوام بعد توليه مقاليد الأمانة العامة للحزب الشيوعي الصيني».
وأدت حملة التطهير هذه إلى إسقاط عدد من كبار المسؤولين البارزين والذين يطلق عليهم اسم «النمور» علاوة على الإيقاع بالكثير من «الذباب». وهو اللقب الذي يُطلق على الفاسدين من صغار المسؤولين. كما تمّ إلقاء القبض على رئيس لجنة بلدية تشونغتشينغ وعضو المكتب السياسي سون تشنغ تساي الذي يُنظر إليه باعتباره خلفاً للزعيم الصيني الحالي.
وتشير وكالة «ستراتفور» الأميركية الخاصة للاستخبارات والتحليل الاستراتيجي إلى أن «حملة مكافحة الفساد التي شنها الرئيس الصيني الحالي جعلته أحد أقوى الزعماء السياسيين في الصين منذ عهد ماو تسي تونغ ودنغ شياو بينغ»، مشيرة إلى أن «نظام توافق الآراء بين النخبة الذي كان سائداً في الحزب الشيوعي الصيني خلال ثلاثة عقود انتهى عصره».
وأكد الخبير بالشؤون الآسيوية، ألكسي ماسلوف، «أن تعزيز موقع شي جين بينغ يعني ترسيخ الجيش الصيني ومواصلة تواجد الصين في المناطق ذات الأهمية الخاصة لبكين وتحديد دورها كمنافس رئيسي للولايات المتحدة في العالم».
كما ذكر ألكسندر لارين «أن الصين غيّرت استراتيجيتها الخارجية جذرياً خلال الأعوام الأخيرة»، مضيفاً «أن سياستها الخارجية السابقة كانت عبارة عن عدم إظهار قوتها وعدم الخروج من الظل، إلا أن بكين الآن تسعى إلى توسيع مناطق نفوذها في جميع أنحاء العالم، في محاولة منها لمواجهة الولايات المتحدة».