الراعي: تجب عودة النازحين إلى الأماكن الآمنة في سورية
أعلن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، أنّنا «نشعر في لبنان بمسؤولية كبيرة مُلقاة على عاتقنا. فبفضل الثقافة المسيحية تميّز لبنان عن جميع بلدان «الشرق الأوسط»، بالتعدّدية الدينية والمذهبيّة والثقافية، وبفصل الدين عن الدولة، مع احترام الهويّة الدينية لكلّ جماعة وباعتماد النظام الديمقراطي، وقبول الآخر المختلف، والعيش معاً، والمشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والإدارة بين المسيحيّين والمسلمين»، معتبراً أنّ «من واجبنا كلبنانيّين المحافظة على لبنان في ميّزاته وخصوصياته هذه من أجل خيرهم جميعاً، ومن أجل أن يؤدّي لبنان رسالته في محيطه العربي».
ولفت الراعي في كلمة له خلال ترؤّسه الذبيحة الإلهية في كنيسة مار مارون في لوس أنجلس، إلى أنّه «فيما تعاني بلدان الشرق من ويلات الحروب المذهبية والقتل والخراب والتهجير على أيدي منظّمات إرهابية، مدعومة بالمال والسلاح والتغطية السياسية، نشعر بالحاجة إلى بقاء المسيحيّين في أرضهم وأوطانهم، للشهادة على القِيم الإنجيليّة: قِيم الأخوّة والسلام وقدسيّة الحياة البشرية، وكرامة الشخص البشري. وهذا مطلوب من المواطنين المسلمين المعتدلين وذوي الإرادات الحسنة، والمتمسّكين بالقيم الإسلامية. لذا، يجب أن يعود جميع النازحين واللاجئين والمهجّرين إلى أرضهم وأوطانهم، بحكم المواطنة».
وأضاف: «أمّا بالنسبة إلى الذين لجأوا إلى لبنان من سورية، وهم أكثر من مليون ونصف مليون نسمة، ومع الفلسطينيين أصبحوا نصف الشعب اللبناني، فقد باتوا عبئاً كبيراً على لبنان، بل خطراً ديموغرافياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً وأمنيّاً. وأصبحت عودتهم واجبة إلى الأماكن الآمنة في سورية، من دون أن نتخلّى نحن عن تضامننا الإنساني معهم، والاجتماعي مع قضيّتهم».