أحزاب وشخصيات دانت الحكم على الشرتوني: المحاكمة تشير إلى عداء النظام اللبناني لنهج المقاومة
دان عدد من الأحزاب والشخصيات الحكم الذي صدر بحق حبيب الشرتوني والقاضي بإعدامه، فشدّدوا على أنّ تبرير التعامل مع العدو لا يبرّر العمالة، وبالتالي لا يبرّئ العميل لأنّ «إسرائيل» عدو، كانت عدوّاً وستبقى في المستقبل عدو، وكلّ من يتعامل معها هو في خانة سلبية يُنعت بشيء من العمالة لهذا العدو، لأنّه لا يمكن أن يكون هناك في أيّة لحظة مشروع تبرير للعلاقة مع هذا العدو. ولفتَ هؤلاء إلى أنّه لولا العمل الذي نفّذه الشرتوني لكانت «إسرائيل» في لبنان، ولما كان لبنان على ما هو عليه. وتساءلوا عن سرّ إنجاز المجلس العدلي للمحاكمة حول مقتل بشير الجميّل، في الوقت الذي تبقى فيه الملفات المتعلّقة باغتيال قادة وطنييّن مهملة، ومن بينها ملفّات اغتيال الرئيس رشيد كرامي، والنائب طوني فرنجية، والشهيد معروف سعد، ومحاولة اغتيال رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد؟ فمحاكمة المقاوم حبيب الشرتوني إنّما تشير مرّة أخرى إلى عداء النظام اللبناني لنهج المقاومة.
فارس
وفي السِّياق، رأى عضو الكتلة القوميّة الاجتماعية النائب مروان فارس، في تصريح، أنّ «الحكم الذي صدر بحق حبيب الشرتوني والقاضي بإعدامه، هو حكم بحقّ رجل مميّز بتاريخ لبنان، لأنّه نفّذ حكم الإعدام الذي أصدره الشعب اللبناني بحقّ متعامل مع العدو «الإسرائيلي» ما زالت صوره مع المجرم آرييل شارون ومجازره في صبرا وشاتيلا ماثلة أمام جميع اللبنانيين».
وقال: «إنّنا في لبنان نحترم القضاء اللبناني، ولكنّ القضاء اللبناني في هذه الحالة يصدر حكماً سياسياً لا يقبل به اللبنانيّون، لأنّ مفهوم العدالة يجب أولاً أن يدين العملاء، وخاصة أنّه في هذه الحالة التعاون مع العدو «الإسرائيلي» يمثّل خيانة وطنية».
أضاف: «إنّ حبيب الشرتوني نفذ حكم الإعدام الذي اتّخذه الشعب اللبناني قبل القضاء اللبناني، لذلك نطالب الدولة بأن تبرّئه وترفع له تمثالاًً مقابل الذين صنعوا الاستقلال. من هنا، نحن نعتبر أنّ حبيب الشرتوني قد نفّذ حكماً عقائدياً يقع في صلب العقيدة القومية الاجتماعية. عمل حبيب الشرتوني عقائديّ يتلاقى مع المفهوم الذي يؤمن به كلّ قومي اجتماعي. وإنّ الضجيج في ساحة الأشرفية يبقى ضجيجاً لا أكثر ولا أقلّ. المطلوب من الدولة اللبنانية بأجهزتها كافّة، أن تبتعد عن المناحي السياسية في القضاء، فمنحى القضاء هو منحى العدل وليس المنحى السياسي».
وتابع: «الحزب السوري القومي الاجتماعي يعتبر أنّ حبيب الشرتوني هو بطل وصانع من صنّاع التاريخ، فلولا العمل الذي نفّذه لكانت «إسرائيل» في لبنان، ولما كان لبنان على ما هو عليه، فلبنان برئاسة بشير الجميّل، كان سيتمّ وضع سياسته في نهاريا وليس في بيروت».
وختم فارس: «لبنان المستقلّ والسيّد، الذي فيه حكومة ومجلس نوّاب، لما كان بقي لولا العمل التاريخي الذي نفّذه حبيب الشرتوني بالتعاون مع نبيل العلم، الذي مات في أفريقيا ولم يستطع أهله أن يقيموا له مراسم عزاء. المراسم الحقيقيّة لنبيل ولحبيب هي مراسم الحريّة والسيادة والاستقلال الحقيقي للبنان وللشعب اللبناني».
قاسم
وأكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من جهته، أنّ «من كان يتعامل مع العدو «الإسرائيلي» له توبة في النهاية، إذا ما اعتذر واعترف بخطئه على قاعدة أنّ الإنسان يمكن أن يمرّ بلحظات انحراف ثمّ يتوب ويعود إلى رَبعه وجماعته، لكن أن يبرّر الإنسان التعامل مع العدو «الإسرائيلي» في حقبة زمنيّة معيّنة ويرى أنّ ذلك أمرٌ طبيعي، فهذا يعني أنّ التخلّص من هذه الرؤية لم يحصل بعد».
وشدّد قاسم في كلمة ألقاها في احتفال تأبينيّ، على أنّ «تبرير التعامل مع العدو لا يبرّر العمالة، وبالتالي لا يبرّئ العميل، لأنّ «إسرائيل» عدو، كانت عدواً وستبقى في المستقبل عدوّ، وكلّ من يتعامل معها هو في خانة سلبية يُنعت بشيء من العمالة لهذا العدو، لأنّه لا يمكن أن يكون هناك في أيّة لحظة مشروع تبرير للعلاقة مع هذا العدو». وتابع بالقول: «عادةً، من يعطي شهادات وطنية هو من قاوم ومن حرّر الأرض، ومن كان في الميدان يعطي التضحيات المختلفة، ومن توفّق أن يطرد العدو بشكل مباشر، الحمدلله المقاومة الإسلامية ومحور المقاومة طردوا «إسرائيل» والتكفيرين، وحقّقوا إنجازات لا بأس فيها، وكلّ العالم يشهد أنّه لولا المقاومة لما خرجت «إسرائيل» ولما استقلّ لبنان ولما أصبح قوياً منيعاً، ولولا المقاومة لما هُزم الإرهاب التكفيري بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة. إذاً، من يريد شهادات وطنيّة عليه أن يأخذها من هؤلاء الذي ضحّوا وأعطوا، لا من الذين تلوّثوا بشكل أو آخر وبدأوا يعطون شهادات وطنية، نحن لا نحتاج إلى شهادات وطنية، فنحن نعطيها ولا نأخذها».
حمود
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، في بيان، أنّ حمود استقبل في مكتبه في صيدا، وفداً موسّعاً من حركة الأمّة برئاسة الشيخ عبد الله جبري، وتمّ الحديث عن الأوضاع الراهنة وأهمية المقاومة في إصلاح الخلل السياسي، وخاصة عندما يقدّم العملاء في السياسة وكأنّهم وطنيون أو رؤساء جمهوريات وما إلى ذلك، وعن أهمية الحوار بين المذاهب الإسلامية لتأكيد أهمية القضية الفلسطينية وأولوية المقاومة».
الشعبي الناصري
وأدان التنظيم الشعبي الناصري بأشدّ عبارات الإدانة، محاكمة المقاوم حبيب الشرتوني والحكم عليه بالإعدام. واعتبر المحاكمة والحكم وصمة عار على جبين القضاء اللبناني والنظام اللبناني كلّه. فما قام به حبيب الشرتوني ليس أكثر من تنفيذ حكم الشعب اللبناني بحق خائن وعميل للعدو الصهيوني، هو بشير الجميّل الذي تعاون مع الاجتياح «الإسرائيلي» سنة 1982، ولم يصل إلى كرسي الرئاسة الأولى إلّا على دبابات الجيش «الإسرائيلي».
واستهجن التنظيم في بيان أصدره، كيف يمكن للنظام اللبناني الذي يعتبر رسمياً «إسرائيل» عدوّاً، أن يحاكم من نفّذ حكم الإعدام بعميل لـ»إسرائيل»؟ وكيف يمكن لهذا النظام أيضاً أن يتساهل كلّ التساهل في محاكمة عملاء «إسرائيل» من اللحديّين وسواهم؟ وتساءل التنظيم عن سر إنجاز المجلس العدلي للمحاكمة حول مقتل بشير الجميّل، في الوقت الذي تبقى فيه الملفات المتعلّقة باغتيال قادة وطنيّين مهملة، ومن بينها: ملفات اغتيال الرئيس رشيد كرامي، والنائب طوني فرنجية، والشهيد معروف سعد، ومحاولة اغتيال رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد؟ وكيف يمكن للقضاء اللبناني أن يهمل أيضاً ملف المئات من المخطوفين الذين اختطفتهم ميليشيات بشير الجميّل قبل مقتله وبعده؟ وكيف له ألّا يحاكم مرتكبي مجزرة العصر في صبرا وشاتيلا، وهي المجزرة التي تُعتبر جريمة ضدّ الإنسانية، وقد اضطر العدو الصهيوني نفسه إلى فتح تحقيق، ولو محدود، حولها.
ورأى التنظيم الشعبي الناصري، أنّ محاكمة المقاوم حبيب الشرتوني إنّما تشير مرة أخرى إلى عداء النظام اللبناني لنهج المقاومة، كما تشير إلى أنّ النظام اللبناني هو نظام التفريط بالسيادة الوطنية والاستقلال الوطني والكرامة الوطنية، فضلاً عن كونه نظام التبعية والفساد والاستغلال. كما شدّد التنظيم على أنّ الانتقال بلبنان إلى وطن السيادة والكرامة والاستقلال لن يكون إلّا بالتخلّص من هذا النظام الطائفي العفن، وإلّا ببناء الدولة المدنيّة الوطنية الديمقراطية… دولة السيادة والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
البعث
واستنكرت قيادة فرع البقاع الشمالي في حزب البعث العربي الاشتراكي، في بيان أصدرته بعد اجتماع ناقشت خلاله الوضعَين السياسي والتنظيمي، الحكم القضائي على حبيب الشرتوني الذي نفّذ حكم الشعب بحق بشير الجميّل، فأنقذ بعمله البطولي لبنان من مرحلة كان سيكون فيها الصوت والقرار الصهيوني هو الأعلى. وتساءلت عن «الأسباب التي تمنع إعادة فتح ملفَّي اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، والوزير الشهيد طوني فرنجية وعائلته».
الأسعد
وأكّد الأمين العام للتيّار الأسعدي المحامي معن الأسعد، في تصريح، أنّ الحكم القضائي الصادر بحق حبيب الشرتوني هو في غير مكانه القانوني بعد 35 عاماً من عدم وجود محاكمات وصدور أحكام سريعة، بالتالي عدم السماح بمرور الزمن على أيّ حكم صادر هو بحدّ ذاته فضيحة، محذّراً بعض الأفرقاء السياسيين من نبش ملفات الحرب الأهلية على أبواب الانتخابات وتداعياتها الخطيرة، والعودة إلى الاصطفاف الطائفي والمذهبي، ولأنّها تشكّل مشاريع فتنة وإعادة لبنان إلى مرحلة 1975، مؤكّداً أنّه بالنسبة إلى حبيب الشرتوني ومؤيّديه فإنّ هذا الحكم لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه. ولام الأسعد فريق 8 آذار الذي اعتاد على تمرير الصفقات التي تمسّ بحلفائه لمصلحة الفريق الآخر، بذريعة الخوف من الفتنة، أو يدعم بعض الحلفاء على حساب الآخرين، معتبراً أنّ حبيب الشرتوني بالنسبة إلى كثير من اللبنانيين كان ولا يزال رمزاً للّذين يؤمنون بمحور المقاومة والعروبة. وقال: «إنّ استمرار قضية عالقة 35 سنة وإيقاظها واستثمارها من أجل فريق سياسي يثير التساؤلات، ويؤكّد أنّ هدفها في هذا التوقيت شحن نفوس البيئة الحاضنة وإظهاره أنّه القادر على استعادة حقوق المسيحيين».
وسأل الأسعد: «لماذا لم يصدر الحكم على الشرتوني في عهد شقيق بشير الجميّل الرئيس أمين الجميّل في رئاسة الجمهورية، وكان فيها الشرتوني في السجن ومن دون محاكمة، ولماذا لم يشمل قانون العفو العام الذي صدر في العام 1991، والذي ينصّ بشكل واضح وصريح على العفو العام عن جميع الجرائم السياسية خلال الحرب الأهلية؟ ولماذا إعادة إحياء ملفات الحرب الأهلية البغيضة؟ وماذا سيفعل القضاء إذا ما تمّت المطالبة بمحاسبة مرتكبي جرائم بوسطة عين الرمانة والنبعة وتلّ الزعتر والسبت الأسود ومخيمات صبرا وشاتيلا وغيرها الكثير؟ وماذا سيفعل القضاء لمحاسبة من قتل وعذّب عائلة الشرتوني بعد اغتيال بشير الجميّل، مؤكّداً أنّ استعمال القضاء لغايات سياسية ومصالح انتخابية، ولإعادة استنهاض البيئات الحاضنة أمر غير مسموح به وسينهي عمل القضاء.
أصدقاء يحيى سكاف
ودانت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائلية» يحيى سكاف، في بيان، حكم الإعدام الصادر على المناضل حبيب الشرتوني من قِبل القضاء اللبناني، لأنّه يحاكم المقاومين لـ»إسرائيل» وعملائها على أعمالهم البطولية التي يعتز بها كل حر وشريف.
وإعتبرت اللجنة، أنّ هذا الحكم هو تشريع للتعامل مع العدو الصهيوني، لأنّ ما قام به المناضل الشرتوني اتجاه بشير الجميّل هو فعل مقاوم اتجاه عميل لبناني موثّقة صوره أمام الرأي العام مع كبار رجال الأمن العسكريين «الإسرائليين»، الذين نفّذوا مجازر بربرية ضدّ الشعبين اللبناني والفلسطيني، وفي مقدّمتهم المجرم آرييل شارون.
وأكّدت اللجنة، «أنّنا والقوى الوطنية كافة وأحرار العالم، سنبقى رافعين لواء المقاومة ضدّ العدو الصهيوني وعملائه، لأنّه الخيار الصحيح لتحقيق الانتصارات ولتحرير الأرض المحتلّة من قبل العدو الصهيوني والمقدّسات وآلاف الأسرى».
حبلي
ودان الشيخ صهيب حبلي الحكم الصادر بحق المقاوم البطل حبيب الشرتوني، سائلاً: «هل هكذا يُكافَأ الأبطال في وطننا؟، مشيراً إلى أنّ المقاومين الذين بفضلهم لا زلنا نحيا اليوم في لبنان، دولة المقاومة والانتصار على العدو الصهيوني، يستحقون أن نمنحهم أرفع أوسمة الشرف، اعترافاً ببطولاتهم التي أنقذت الوطن من براثن المخطّط «الإسرائيلي»، الذي كان مُعدّاً للبنان بالتعاون مع بشير الجميّل الذي تمّ تنصيبه رئيساً على فوّهة دبابات العدو «الإسرائيلي» الذي اجتاح لبنان بالتواطؤ مع بشير الجميّل وأعوانه آنذاك»، وللأسف، ها نحن اليوم نرى قاتل رئيس حكومة لبنان الشهيد رشيد كرامي، وقتل المدنيّين وفجّر الكنائس يسرح ويمرح بعدما أُخرج بعفوٍ عام، وبات يلقّب بـ»سمير المؤمنين»، بينما نرى الأحكام تصدر بحقّ الأبطال الذين حفظوا وجود لبنان وشعبه على اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم».
وأضاف الشيخ حبلي: «لولا الفعل البطولي الذي أقدم عليه الشرتوني، لكنّا اليوم نقبع تحت نير سلطة العدو وأعوانه في الداخل، وهذا ما يدفعنا إلى رفع الصوت عالياً للتنديد بما صدر من حكم جائر بحقّ البطل الشرتوني، وهو ابن مدرسة الفداء والمقاومة، فالحزب السوري القومي الاجتماعي في طليعة الأحزاب التي أسّست لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية، ونفّذ مقاوموها العشرات من العمليات الاستشهادية، فكانت سناء محيدلي عروس الجنوب ووجدي الصايغ وابتسام حرب، إلى ما هنالك من قوافل الاستشهاديّين والشهداء، فهل يحاكَم من أسّس وساهم بتحرير لبنان وقدّم الشهداء بوجه الأعداء زوراً وبهتاناً؟».
ودعا الشيخ حبلي قوى المقاومة إلى إعلان موقفها الرافض للحكم الصادر بحقّ البطل حبيب الشرتوني، لأنّ هذا الحكم لا يستهدف شخصاً أو حزباً، بل مشروع وثقافة المقاومة، وما يسمّى بمحاكمة الشرتوني، ما هو الّا سيناريو جديد للإقتصاص من المقاومة على غرار اتّهام الشهيدين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتابع الشيخ حبلي: «إنّ العقوبات الأميركيّة، والحملة التي تستهدف المقاومة وتفرض عليها العقوبات، تأتي في نفس سياق محاكمة الشرتوني، ما يتطلّب التنبّه من المؤامرة التي تُحاك للمقاومة تحت عناوين وذرائع مختلفة ومختَلَقة، هدفها الأساسي النَّيل من عزيمة وصمود المقاومة بعد الإنجاز الذي تحقّقه في سورية، إلى جانب الجيش السوري في دحر الإرهاب التكفيري والقضاء عليه.
الكبش
واستهجن الشيخ خضر الكبش صمت العديد من القوى السياسيّة الوطنية والإسلامية حيال القرار الصادر بحقّ البطل المقاوم حبيب الشرتوني، لافتاً إلى متى سيبقى البعض من حلفائنا وآخرين عانوا من انتهاكات بشير وجرائمه يقدّمون مصلحتهم الخاصة على المصلحة الوطنية».
وقال: «لقد أقدمت الكتائب والقوّات اللبنانية على قتل المئات من المدنيّين العُزَّل انتقاماً لمقتله، ولن ننسى نحن في صيدا كيف دخل عناصر ميلشيا القوّات اللبنانية إلى أحياء صيدا القديمة مدجّجين بأسلحتهم، حيث قضى البطلين الشهيدين سليم حجازي وبلال عزام الذين رفضاً تدنيس القوّات لمنطقة الأحرار والشرفاء، وها نحن نشهد صمت الجماعة الإسلامية التي تبحث عن موقع لها في ساحة السياسة الكاذبة، متجاهلةً أنّ الشهيدين حجازي وعزام كانا يشكّلان انطلاقة شرارة المقاومة ضدّ المحتل «الإسرائيلي» في صيدا، في الوقت الذي نراها بشخص نائب رئيس مكتبها السياسي لا توفّر جهداً للتشكيك في القضاء العسكري في قضية موقوفي عبرا».
الشباب القومي العربي
واعتبرت منسقية الإعلام في الشباب القومي العربي أنّ الحكم هو وسام يناله الأمين حبيب الشرتوني، لأنّنا جميعاً نعلم أنّ القضاء اللبناني يخضع لضغوطات سياسية، ولم يحاكم السياسيين الفاسدين، وأمراء الحرب الأهلية وفي طليعتهم مجرمي القوى الانعزالية الفاشية الذين ارتكبوا مجازر حرب يُحاكِم عليها القانون الدولي والقانون اللبناني، ها هو اليوم يثبت لنا مجدداً انحيازه السياسي بعد المحاكمات المخففة للخونة والذين ثبت تورّطهم المباشر بالتعامل مع الكيان الصهيوني.
إنّ الرفيق الأمين حبيب الشرتوني قام بعملي بطولي وهو تنفيذ حكم الاعدام بالعميل بشير الجميّل، في ظلّ غياب الدولة ومؤسساتها، وحيث أن الجميّل كان يجب أن يحاكم وفق الدستور اللبناني لتعامله مع العدو الصهيوني ومساعدة قواته في أعمال عدائية ضد لبنان، وفي ظلّ العفو الذي طال المشاركين في الحرب الأهلية وعلى رأسهم سمير جعجع قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي، فإنّ العفو استثنى حبيب الشرتوني ظلماً وبهتاناً.
اننا في الشباب القومي العربي، نعتبر أنّ هذا الحكم يطال كلّ الشرفاء والمقاومين في هذا الوطن، وأن البطل حبيب الشرتوني يمثّل كلّ هؤلاء. لكلّ خائن حبيب.. ولكلّ حبيب أوفياء.