المولى: لتضافر جهود المجتمع الأهلي بالتعاون مع القوى الأمنية
النبطية ـ مصطفى الحمود
أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بمحافظ النبطية محمود المولى، فعاليات «الحملة الأهلية للحدّ من حوادث السير لعام 2017» التي تنظّمها «جمعية الهلال الأحمر الإيراني»، بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وبلدية النبطية، والدفاع المدني اللبناني، والصليب الأحمر اللبناني، وكشّافة الرسالة الاسلامية، وإسعاف النبطية، والهيئة الصحية الإسلامية، و«مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب»، وجهاز التطوّع في «الهلال الاحمر الإيراني».
وأقيم في المناسبة احتفال في قاعة «ثانوية العالم حسن كامل الصباح» في النبطية، حضره إلى ممثّل رئيس الجمهورية، علي قانصو ممثّلاً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، المحامي جهاد جابر ممثلاً النائب ياسين جابر، محمد المعلم ممثلاً النائب هاني قبيسي، النقيب بلال الحاج ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ممثل «جمعية الهلال الأحمر الإيراني» في لبنان، مدير عام «مستشفى الشيخ راغب حرب» في تول الدكتور جواد فلاح، المسؤول السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب فضل الله قانصو، مسؤول مخابرات الجيش في النبطية المقدّم علي إسماعيل، مدير مكتب أمن الدولة في النبطية الملازم أول حسين علي أحمد، المدير الإقليمي للدفاع المدني في محافظة النبطية حسين فقيه، وفد من ضبّاط سرّية درك النبطية، رئيس جمعية العمل البلدي في لبنان الدكتور مصطفى بدر الدين، وشخصيات.
فلاح
بعد النشيدين اللبناني والإيراني، وكلمة ترحيب من مسؤول العلاقات العامة في «مستشفى الشيخ راغب حرب» رائف ضيا، ألقى فلاح كلمة باسم الجمعيات والأندية المنظمة والهلال الاحمر الإيراني، قال فيها : هل يجوز أن يموت أحبائنا وأهلنا وأولادنا يومياً على الطرقات في حوادث مأسوية، ولا نحول دون وقوعها بكل الوسائل الممكنة؟ لا يجوز أيضاً أن يخسر الآلاف من المواطنين سنوياً صحتهم وسلامتهم بسبب قلّة الوعي المتفشّي ووضع البنى التحتية، من دون أن نحرّك ساكناً.
من المؤسف أن يخسر البلد مئات الملايين من الدولارات سنوياً، فيما هو بأمس الحاجة غلى مصادر التمويل لتحسين الوضع المعيشي، الاقتصادي والصحي.
أضاف: اليوم موعدنا لنكون بكلمة واحدة، يداً بيد، لنفتح نافذة للضوء في عتمة مأساتنا اليومية التي لا تنتهي مع إنتهاء كل يوم. ألا يستحق شعبنا وأهلنا الأعزاء، وفلذة أكبادنا قيادة آمنة!! أو أن المواطن في لبنان يجب أن يدفع في كل مرة فاتورة متجددة، من حياته وماله وأمان أطفاله؟ إلاّ أن المسؤولية لا تقع على عاتق الدولة والجهات المعنية أو الجمعيات فقط، بل تقع مسؤولية القيادة الواعية والآمنة على المواطن نفسه وعليه أن يكون عيناً حافظة لنفسه وللآخرين.
ها نحن اليوم نلتقي كجمعيات أهلية لأننا وجدنا أن شمعة السلامة بدأت تذوب وهي على وشك أن تنطفئ، في واقع مرير ملّ الجميع منه، فأتينا لنطلق صرخة في وجه هذا الوضع المأسوي الذي نحن فيه، وفي كل منطقة من مناطقنا. فإن وقفنا برهة أمام الأرقام السنوية لعدد الضحايا التي تحصدها حوادث السير في لبنان، نجد أنها في تزايد دائم وتنذر من خطر محدق. فلا بد لنا أن نأخذ نفساً عميقاً أمام ما نراه، ونبحث عن الأسباب المباشرة والأسباب المساعدة، ونحدّد المسؤوليات ونعمل جميعاً لأجل حلول واقعية، فعّالة وجذرية أيضا.
وتابع: إننا كجمعيات أهلية نرى أن أولى خطوات الحلّ للحدّ من نسبة الحوادث وأعداد الضحايا المتزايدة تكمن في جوهر هذه الحملة التوعوية، مناشدين السلطات المعنية للتعاون معنا والمضي معا يداً بيد للحدّ قدر المستطاع من تفاقم هذه الظاهرة يوما بعد يوم.
الحاج
ثم ألقى النقيب الحاج كلمة توجّه في مستهلها بالشكر لكلّ الجمعيات على هذه الالتفاتة للحدّ من حوادث السير التي تعتبر من مسبّبات الوفيات الرئيسية على صعيد العالم، فقد بلغ معدل الوفيات بسببها أكثر من مليون وفية سنوياً، إضافةً إلى خمسين مليون جريح ومعوق، وتعتبر حوادث السير المسبّب الأول للوفاة لدى الفئة العمرية بين 15 و29 سنة.
وقال: أمام هذا الواقع الأليم لا بدّ من تضافر جميع الجهود للحدّ من هذا المخاطر، وقد آلت على نفسها المديرية العامة لقوى الامن الداخلي حمل العبء الاكبر في تأمين السلامة المرورية في لبنان من خلال الجدّية والحزم في تنفيذ أحكام قانون السير الجديد، ومن خلال التوجيهات الدائمة، والاجتماعات الدورية التي يعقدها مدير عام القوى الأمن الداخلي مع آمري ومفارز السير لحثهم باستمرار على قمع جميع هذه المخالفات كافّة.
وأضاف: إننا في لبنان نواجه كارثة حقيقية بارتفاع عدد الوفيات نتيجة حوادث السير، إذ بلغت نسبة الوفيات لكل مئة الف من عدد السكان 22.6 خلال العام 2014 بينما هذه النسبة لا تتعدّى 3 لكلّ مئة ألف من السكان في جول مثل السويد وبريطانيا وسائر دول أوروبا. الجدير بالذكر ان تشدّد قوى الأمن الداخلي وإجراءاتها المتخذة لتأمين السلامة المرورية انخفض معدل نسبة الوفيات لحوادث السير خلال العامين المنصرمين بنسبة 20 في المئة.
وأكّد أن إطلاق هذه الحملة اليوم هو مبادرة كريمة وبناءة من القيمين عليها تصبّ في مصلحة حماية المواطنين أولاً وأخيراً.
المولى
ثم كان للمولى كلمة شدّد قال فيها : أن لبنان لديه جيشاً قدّم كل الأمن والأمان لحماية المواطنين، والمؤسسات أمنية قدّمت للمواطنين كلّ الرعاية اليومية، وأجهزة وقفت بوجه الأعاصير الغابرة وحمتهم، والمقاومة حافظت على العزة والكرامة والشرف بالتعاون مع جيشنا الباسل، لنا مؤسسات اهلية ترعى وتسهر على شؤوننا بالتعاون مع مؤسسات اهلية في كل أرجاء المعمورة ومنها الهلال الأحمر الغيراني، مؤسساتنا الأهلية اجادت ونجحت، وما طرح من إحصاء حول حوادث السير، وما نتج منها يجعلنا نقول أن شهداء الجيش والمقاومة لا نبكيهم، بل نفرح ونبارك لهم بهذه الشهادة، ولكن نحن نبكي الشباب والأرواح التي تزهق يوميا على الطرق، طيشاً وبالخفة والرعونة، ولا بدّ من القول أمام هذا الواقع الأليم ان على المواطن أن يبدأ باحترام القانون، والجمعيات الأهلية والصحية نراها يوميا تنقل القتلى والجرحى من على الطرقات، والقانون وضع لحماية المواطن بغض النظر عن عدالته وصوابيته، فالقانون يأتي لينظّم، وليس هناك قوانين ارضية عادلة، إنما القانون العادل هو السماوي، أي من رب العالمين، والقوانين المرعية هنا هي التي تأتي لتسير أمور الناس والمواطنين.
وسأل: من منا اليوم يؤمن على أولاده أن يعودوا سالمين إلى منازلهم جراء ما نراه يومياً من نزف على الطرق؟ لقد لمسنا ضجّة على قانون السير الجديد وقساوة غرامته، لكن لم يكن هناك حل، ونحن بحاجة إلى طرق آمنة، تلحظ السلامة العامة والحماية صيفاً وشتاءً.
وتابع: نحتاج إلى فاعلية لإطلاق حملة أولى وثانية وثالثة ومتكررة للتوعية، ونحتاج غلى تضافر جهود الجميع في المجتمع الأهلي، بالتعاون مع القوى الامنية.
وشدّد على احترام القانون من المواطن ليس بالسير فقط، إنما في كل أطر الحياة اليومية، ونأسف أن نقول ان كل مواطن لبناني يظن ان لديه دعماً او واسطة، لذا هو ليس لديه مشكلة بكل ما يتصرف به، لكن في دولة المؤسسات والقانون ليس هناك مواطن مدعوم أو غير مدعوم، وأجدد الدعوة اليوم لإطلاق حملات كهذه للتوعية لأنها جزء من حماية المواطن والمجتمع.
ثم قدّم فلاح درعاً تقديرية للمحافظ، كما تسلّم المولى درعا مماثلة من ممثلي الجمعيات والأندية المنظمة للحملة، بعدها توجّه المولى وفلاح والحضور في جولة على حواجز المحبة التي أقيمت عند مداخل مدينة النبطية، وشارك خلالها متطوعو الجمعيات في توزيع ملصقات وكتيبات عن الحملة وتعليمات للحدّ من حوادث السير.