افتتاح المعرض التخصّصي الدولي السادس للطاقة في دمشق برعاية وزارة الكهرباء ومشاركة 45 شركة محلية وعربية وأجنبية
دمشق ـ إنعام خرّوبي
تحضيراً لمرحلة إعادة إعمار سورية، وانطلاقاً من أهمية تشجيع استخدام الطاقات المتجدّدة، افتتح أمس المعرض التخصّصي الدولي السادس للطاقة والتدفئة والتهوية والتبريد والتكييف «إنرجي» الذي نظمته مؤسسة طيارة للمعارض والمؤتمرات الدولية «سيما»، برعاية وزارة الكهرباء وبدعم من اتحاد غرف التجارة السورية ونقابة مهندسي دمشق والمركز الوطني لبحوث الطاقة، بمشاركة نحو 45 شركة محلية وعربية وأجنبية عاملة في مجال الطاقة.
حضر الافتتاح كلّ من وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي، وزير الاقتصاد الدكتور محمد سامر خليل، وزير الصناعة المهندس أحمد الحمو، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، وفاعليات اقتصادية ورجال أعمال وعدد من ممثلي وسائل الإعلام ووكالات الأنباء السورية والعربية.
خربوطلي: الطاقة المتجدّدة داعم أساسي للمنظومة الكهربائية
بعد الافتتاح تحدث الوزير خربوطلي الذي أشار إلى أنّ المعرض يقدّم إنتاج الشركات في مجال الطاقات المتجدّدة والبديلة لأنها صديقة للبيئة وداعم أساسي للمنظومة الكهربائية، كاشفاً أنّ وزارة الكهرباء لديها خطط استراتيجية لتنفيذ مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقات المتجدّدة تصل إلى 97.5 ميغاواط، بينها مشروع تنفيذ محطة توليد كهروضوئية في منطقة الكسوة بمحافظة ريف دمشق باستطاعة 1.5 ميغاواط بكلفة إجمالية تبلغ مليار ليرة ما يوفر نحو 500 طن من مادة الفيول سنوياً بمقدار 90 مليون ليرة سورية.
ولفت خربوطلي إلى أنّ الوزارة أصدرت العديد من التشريعات والقوانين التي تسهم في تشجيع الاستثمار في مجال الطاقات المتجدّدة سواء للقطاعين العام والخاص.
خليل: تحقق وفراً كبيراً
من جهته، أكد الوزير خليل أنه يتمّ العمل على توسيع وتشجيع الاستثمار في مجال الطاقات البديلة لأهمّيتها على المستوى البعيد وتخفيف الاعتماد على الوقود في توليد الطاقة، داعياً الشركات التي تعمل في هذا القطاع إلى الإسهام في العملية التنموية والمجال الإنتاجي في المرحلة المقبلة.
وأشار خليل إلى الجهود الكبيرة والملحوظة التي تبذلها وزارة الكهرباء في هذا المجال، مؤكداً أنّ الحكومة تسعى إلى تأمين البنى الأساسية وتقديم الدعم اللازم لهذا القطاع لزيادة عدد المعامل الإنتاجية في مجال الطاقة خلال الفترة المقبلة.
الحمو: تتصف بالديمومة الاقتصادية
من جانبه، أكد وزير الصناعة أحمد الحمو أهمية مشاريع الطاقة خلال مرحلة إعادة الإعمار وخاصة الطاقات المتجدّدة الصديقة للبيئة، موضحاً أنه رغم ارتفاع التكاليف الإنشائية لمثل هذه المشاريع لكنها تتصف بالديمومة الاقتصادية.
وترافق المعرض الذي يستمرّ حتى يوم غد الأربعاء ندوات ومحاضرات علمية موجهة إلى المواطن والمستهلك والمستثمر وتستعرض واقع قطاع الكهرباء خلال الحرب الإرهابية على سورية والجديد في مجال الطاقة.
القانص: التجربة السورية نموذج يُحتذى
ومن بين زوّار المعرض السفير اليمني في دمشق نايف أحمد القانص الذي أشار في حديث لـ»البناء» إلى أنّ هذا المعرض الذي يأتي بعد معرض دمشق الدولي التاسع والخمسين هو عبارة عن رسالة من سورية إلى العالم أجمع مفادها أنّ آلة الإرهاب التي أراد من خلالها أعداء سورية والمتآمرون عليها أن يدمّروا الإنسان السوري ومقدرات الدولة لم تكن عائقاً أمام السوريين الذين استطاعوا باليد التي حملت السلاح أن يدحروا الإرهاب، كما استطاعوا باليد الأخرى أن يقولوا للعالم نحن هنا والإرهاب لم يقتل فينا إرادة الحياة ولم يوقف عجلة الإنتاج.
وأضاف: التجربة السورية أصبحت نموذجاً يُحتذى في كلّ المجالات… فعلى الصعيد الشعبي والعسكري صمدت سورية في وجه الإرهاب ومن وراءه من الداعمين والمموّلين، وعلى الصعيد الاقتصادي قاوم الاقتصاد السوري الحصار والحرب بالعمل والإنتاج، وها هي المعارض والفعاليات الاقتصادية الضخمة تعود إلى سورية، وحولنا اليوم في هذا المعرض عشرات الشركات العربية والأجنبية التي تعرض منتجاتها وما يمكن أن تقدّمه من سبيل المشاركة في عملية إعادة إعمار سورية.
وتابع السفير القانص: لقد بارك الرسول محمد اليمن والشام، وفي وقت استسلم فيه الجميع ظلّ السوريون واليمنيون، ومن كان بجانبهم من محور المقاومة، يقاومون ويواجهون مشاريع الهيمنة والتقسيم.
وتوجه السفير اليمني برسالة إلى الدول التي تآمرت على سورية واستجلبت إليها إرهابيين من كلّ أصقاع العالم قائلاً: «سورية انتصرت، وأنتم الخاسرون قد انكشف قبح إرهابكم».
ولفت إلى أنّ ما حدث في الرقة أسقط القناع عن وجوه من يدّعون محاربة الإرهاب، بينما هم في الحقيقة يدعمونه ويموّلونه ويوفرون له كلّ تسهيلات البقاء.
وختم القانص: مع ذلك استطاع الجيش السوري ومعه المقاومة اللبنانية والحلفاء الإيرانيون والروس أن يثبتوا أنهم القوة الحقيقية التي تواجه الإرهاب، واليوم يعيش داعمو هذا الإرهاب مرحلة هزلية بعد كشف حقائقهم ليس أمامنا فقط بل أمام شعوبهم التي زيّفوا لها الوقائع وقلبوا الحقائق في الإعلام، وها هم اليوم يذوقون مرارة هذا الإرهاب في عقر دارهم. فطابخ السمّ ذائقه ومن يلعب بالنار لا بدّ أن يكتوي بها. أما نحن فمنذ البداية مؤمنون بأنّ هذا الإرهاب هو من إنتاجهم، وبصبرنا وصمودنا استطعنا أن نكشف الحقيقة للعالم بأسره.
طيارة: لن يبني سورية إلا السوريون
وأشار مدير عام مؤسسة طيارة للمعارض والمؤتمرات الدولية «سيما» موفق طيارة إلى أنّ المعرض يقدّم دائماً كلّ ما هو جديد في تخصّصات مختلفة، والجديد في المعرض بدورته السادسة هذا العام هو انضمام اختصاص جديد إليه وهو التدفئة والتبريد.
وقال: أكثر الشركات الموجودة في المعرض هي شركات وطنية من ضمن الشركات التي بقيت في سورية، بالإضافة إلى شركات لبنانية شاركت في المعرض بشكل مباشر أو عبر وكلاء سوريين، وشركات من الإمارات، وكبرى الشركات الصينية في مجال الطاقة عبر وكلاء سوريين. ومن أبرز الشركات السورية شركة اتحاد الكهرباء التي تمتلك مصنعاً ضخماً لإنتاج كلّ ما يتعلق بتوليد الكهرباء وتوزيعها وجناح شركة اتحاد الكهرباء هو الأكبر في المعرض. كما أنّ هناك شركة «باك تو باك» وهي شركة سورية إيرانية، وكلا الشركتين تشاركان في المعرض لأول مرة.
وختم طيارة: طموحنا أن نكبر ونحقق المزيد من النجاح وكان شعارنا في هذا المعرض: «لن يبني سورية إلا السوريون» وفخر لكلّ سوري أن يعمل من أجل سورية العزيزة وصاحبة الحضارة العريقة. وجع سورية هو وجع لكلّ المنطقة وقد دمّرها المتآمرون بغبائهم لكن أبناءها سيعيدون بناءها لتعود أفضل مما كانت.
تصوير يوسف مطر