الصحافة الروسيّة: «داعش» يخسر في سورية… وفي الفيلبين أيضاً

موضوعات شتّى تناولتها الصحف الروسية أمس، إذ سلّطت الأضواء على الهزائم التي مُني بها التنظيم الإرهابي «داعش» في سورية، وفي الفيلبين أيضاً.

صحيفة «كومرسانت» نشرت تقريراً لميخائيل كوروستيكوف أشار فيه إلى أن تحرير مدينة مراوي الفيلبينية من «داعش» استغرق خمسة أشهرٍ، وأودى بحياة أكثر من ألف شخص. وقال إنّ رئيس الفيلبين رودريغو دوتيرتي أعلن الأسبوع الماضي عن تحرير مدينة مراوي الفعلي من يد الإرهابيين، الذين سيطروا عليها في أيار الماضي. وبحسب دوتيرتي، فإن وضع المدينة يشبه وضع الرقّة في سورية، وسوف يبدأ جمع الأموال اللازمة لإعادة بنائها في كانون الثاني 2018 عن طريق إصدار سندات قرض خاص.

أما موقع «غيوبوليتيكا» فاستطلع الهدف الفعلي الذي تسعى أميركا إلى تحقيقه في الشرق الأوسط، وما هو مقدار الضرر والتخريب الذي تلحقه هذه التصرفات الأميركية بالنشاط الروسي في سورية.

وفي ما يلي جولة على أهمّ التقارير المنشورة في بعض الصحف والمواقع الإخبارية الروسية أمس.

كومرسانت

يشير ميخائيل كوروستيكوف في صحيفة «كومرسانت» الروسية إلى أن تحرير مدينة مراوي الفيلبينية استغرق خمسة أشهرٍ، وأودى بحياة أكثر من ألف شخص.

كتب كوروستيكوف: أعلن رئيس الفيلبين رودريغو دوتيرتي الأسبوع الماضي عن تحرير مدينة مراوي الفعلي من يد الإرهابيين، الذين سيطروا عليها في أيار الماضي. وبحسب دوتيرتي، فإن وضع المدينة يشبه وضع الرقّة في سورية، وسوف يبدأ جمع الأموال اللازمة لإعادة بنائها في كانون الثاني 2018 عن طريق إصدار سندات قرض خاص.

ويذكر أن الرئيس الفيلبيني اضطر في أيار الماضي إلى قطع زيارته الرسمية إلى روسيا، والعودة إلى بلاده بعد الإعلان عن استيلاء الإرهابيين على مدينة مراوي. وقد قدّمت روسيا إلى الفيلبين بعد ذلك خمسة آلاف بندقية أوتوماتيكية من طراز كلاشينكوف ومليون من الذخائر و20 شاحنة عسكرية، للمساعدة في محاربة الإرهابيين. ومن المنتظر حضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اجتماع وزراء دفاع منظمة «آسيان»، الذي سيعقد في مانيلا يومي 23 و24 الحالي.

هذا، وقد أودى تحرير مراوي بحياة أكثر من 1000 شخص، من بينهم 847 إرهابياً، 163 عسكرياً و47 مدنياً. كما اضطر 360 ألف شخصٍ إلى ترك مساكنهم. وقد بدأ بعضهم يعود إلى مساكنه حالياً، ذلك رغم وقوع صدامات في أماكن مختلفة من المدينة. ويقول دوتيرتي أن الجميع يسأل متى تنتهي.

وأعرب عن شكره لجميع الدول، التي قدّمت للفيلبين المساعدات اللازمة للقضاء على الإرهابيين.

إلى ذلك، أعلن دوتيرتي أن تحرير مراوي لا يعني نهاية محاربة الإرهاب في الفيلبين محذّراً من ضربات انتقامية ضد القوات الفيلبينية… أنا متأكد من هذا، ولكنّني لا أعرف متى.

غيوبوليتيكا

استطلع موقع «غيوبوليتيكا» الروسي الهدف الفعلي الذي تسعى أميركا إلى تحقيقه في الشرق الأوسط، وما هو مقدار الضرر والتخريب الذي تلحقه هذه التصرفات الأميركية بالنشاط الروسي في سورية.

وركّز الموقع على تحركّات القوات الأميركية في ما يتعلّق بمحافظتي الرقّة دير الزور.

وفي هذا الإطار قال البروفسور المختصّ في العلوم السياسية، والخبير البارز في «مركز الدراسات العسكرية السياسية» التابع لـ«معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية» ميخائيل ألكسندروف، أنّ إدعاء أميركا بأنها لم تشارك في المحادثات حول تأمين ممر آمن للإرهابيين من الرقة يتنافى قطعاً مع الواقع. فقد أشرف على هذه المحادثات وكلاء يمثلون الجانب الأميركي مما يسمى بـ«قوات سورية الديمقراطية». ويجب علينا أن نفهم أن هذه القوات و«داعش» من حيث الجوهر هما شيء واحد. ويشكلاّن امتداداً متداخلاً بعضهما مع بعض. بمعنى آخر، إن بنية هذه القوات هي معبر الترانزيت إلى الإرهاب تحت عنوان «داعش» والعودة، لغسل تهمة الإرهاب.

في الواقع الفعلي، فإن التشكيلات الإرهابية الرئيسة كافّة، أنشأتها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة بها في الشرق الأوسط، بما يتضمّن إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. بيد أن مهمة أميركا التكتيكية في الوقت الراهن هي تعقيد سير العملية العسكرية الروسية في سورية.

وفقاً للمنطق الأميركي، فلا فائدة من بقاء الإرهابيين في الرقّة على الرغم من أن لا أحد يرغمهم على الخروج من هناك. لذا من الأفضل الاستفادة منهم في عمل ما بحسب المنطق الأميركي. وللملاحظة، هكذا تطورت الأحداث في مدينة الموصل عندما لم يرغم أحد المسلحين الذين كانوا محاصرين في الموصل على الخروج، وسمحوا لهم بالمغادرة بهدوء وأمان إلى سورية، وبالتالي لمهاجمة الجيش السوري والوحدات الروسية على الفور.

ويؤكّد ألكسندروف أن أميركا تعتزم زجّ جزء من إرهابيي الرقّة في دير الزور لدعم من تبقى من إرهابيي تنظيم «داعش» هناك. أما الجزء الآخر، وبما أن نهاية الحرب في سورية الأكيدة أصبحت وشيكة لتنظيم «داعش»، فسوف يرسل إلى أفغانستان، حيث يجري في الوقت الراهن إنشاء جيش أممي من الإرهابيين، لتوجيه ضربات من هناك ضدّ إيران، الصين وروسيا، هذا بالتوازي مع مواصلة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال ووسط إفريقيا. بل وليس من المستبعد أن تعمل أميركا على شنّ عملية عسكرية ضدّ إيران يشارك فيها مسلحو «داعش» من أفغانستان وباكستان من جهة والكرد من جهة أخرى.

أما ستانيسلاف تاراسوف، مدير «مركز دراسات الشرق الأوسط القوقاز» التابع لـ«المعهد الدولي للدول الحديثة»، فيقول في هذا الصدد: إنّ الولايات المتحدة تعمل على إجلاء فصائل تلك القيادات الإرهابية من الرقّة، الموقنة من موالاتها لها. وهؤلاء، إما أنهم سوف يُستخدمون في دير الزور أو يتحولون الى حرب العصابات.

هذا التكتيك الأميركي يعرقل عملنا في سورية بشدّة بالغة، ولكننا تعودنا على هذه السياسة الأميركية، وبالتالي يجب علينا عدم القيام بخطوات حادّة، ويكفينا في الظرف الراهن، منعهم الدخول إلى مناطق وقف التصعيد، وإنشاء ممرات فيما بينها، وهذا يضمن تدمير الجزء الأعظم من هذا التنظيم الإرهابي.

كمسمولسكايا برافدا

يشير إدوارد تشيسنوكوف في صحيفة «كمسومولسكايا برافدا» الروسية إلى أن الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية تجبر واشنطن على اتخاذ خطوات غير متوقعة.

كتب تشيسنوكوف: تدرس أميركا خيارات مختلفة لتجاوز أزمة كوريا الشمالية، التي تُجري منذ الربيع المنصرم اختبارات لنماذج أسلحة صاروخية نووية جديدة، يمكنها الوصول إلى قاعدة «غوام» العسكرية الأميركية، التي تبعد أكثر من ثلاثة آلاف كيلومترات عن بيونغ يانغ. وعلى هذه الخلفية تسرّبت إلى وسائل الإعلام معلومات تفيد بأن واشنطن تفكر بتصفية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

فقد أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايكل بومبيو في مؤتمر «مؤسسة حماية الديمقراطية» أن الوكالة ستلتزم الصمت في حال اختفاء كيم جونغ أون المفاجئ أو وفاته. ثم تحدث بومبيو عن دور الوكالة في تصفية زعماء الدول غير المرغوب بهم، مثل الرئيس التشيلي سلفادور أليندي، الذي قتل عام 1973 بمساعدة أميركا. غير أن من الضروري الإشارة إلى أن صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، التي تصدر في هونغ كونغ، هي وحدها أوردت هذا الخبر. في حين أن وسائل الإعلام الغربية لم تنقل غير تصريحاته «السلمية» مثل : «نحن الآن أقرب إلى الحرب النووية من أي وقت مضى خلال السنوات الخمس الماضية، والأشهر الخمسة المقبلة ستكون حرجة».

هذا، وفي الوقت، الذي يهدّد فيه بعض كيم جونغ أون بالعصا، هناك في النخبة الأميركية من يقدّم له الجزرة. فقد أعرب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن استعداده للسفر إلى بيونغ يانغ، وقال «أنا مستعد للذهاب إلى بيونغ يانغ من أجل خفض التوتر».

ويذكر أن كارتر قام بهذه المهمة قبل ربع قرن بتكليف من بيل كلينتون، الذي كان حينها رئيساً للولايات المتحدة، وتوصّل خلالها إلى اتفاق مع كيم تشين إير، والد كيم جونغ أون، على تجميد البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

من جانبه، يقول المحلّل السياسي الخبير بالشؤون الأميركية، البروفيسور في مدرسة الاقتصاد العليا ألكسندر دومرين عندما تريد الأجهزة الأميركية الخاصة أن «يختفي» شخص ما، فإن ذلك يتمّ عادة من دون أي تحذير. لذلك، فإما أن بومبيو شخص غير حرفي، أو أنه يستخدم عناصر الضغوط النفسية ضدّ النظام في كوريا الشمالية، وهذا هو الأرجح.

أرغومينتي إي فاكتي

تشير ماريا فولويسكايا في صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية إلى أن الحكومة الإسبانية قرّرت في جلستها الطارئة العمل بموجب المادة 155 من الدستور الإسباني في كتالونيا.

كتبت فولويسكايا: أعلن رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي أن مدريد قررت تنحية حكومة إقليم كتالونيا عن السلطة، وإدارتها مباشرة من مدريد، وإجراء انتخابات برلمانية فيها خلال فترة ستة أشهر.

فماذا يعني هذا؟

بحسب توضيح راخوي، هذا لا يعني إلغاء الحكم الذاتي للإقليم، بل فقط تنحية الحكومة التي خرجت عن إطار القانون بإجرائها الاستفتاء في الإقليم على الرغم من منع المحكمة الدستورية ذلك.

وأضاف: لدينا أربع مهمّات: العودة إلى الأرضية القانونية. وهذا يعني العودة إلى الدستور الإسباني وإعلان الحكم الذاتي لكتالونيا. استعادة العلاقات الاقتصادية وإجراء الانتخابات، بحسب راخوي.

وتشير وكالة «ريغنوم» إلى أن الحكومة الإسبانية قررت تنحية رئيس حكومة الإقليم ونائبه ومستشاريهما. ولكن، لتنفيذ هذا القرار يجب الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

كما أعلن رئيس الحكومة الإسبانية عن وجود أسباب اقتصادية لتنحية هؤلاء من مناصبهم، إذ إن عدداً من الشركات غادر الإقليم، ما تسبب في انخفاض الاستثمارات. وقال: إذا استقلّت كاتالونيا، فإنها ستخرج من الاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية وتصبح دولة من دول العالم الثالث، وستكون مضطرة إلى دفع رسوم مختلفة، وستخضع لنظام الرقابة التجارية، والتجارة مهمة جداً لكتالونيا.

كيف كان ردّ فعل حكومة كتالونيا؟

كان ممثل كاتالونيا في مدريد فيران ماسكاريل قد ذكر في وقت سابق أن الإقليم سوف يرى في استخدام المادة 155 من الدستور الإسباني شكلاً من أشكال الانقلاب على سلطاته من جانب الحكومة المركزية. وبحسب ماسكاريل، فإن قرار مدريد في جميع الأحوال لن يكون إيجابياً في تسوية النزاع، بحسب صحيفة «إلموندو» الإسبانية.

أما رئيس حكومة الإقليم كارليس بوتشديمون، فقد سبق أن هدّد بأن الإقليم سيعلن عن استقلاله فورا في حال إلغاء حكمه الذاتي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى