البرلمان الأوكراني يقر تعيين ستيبان بولتوراك وزيراً للدفاع

انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنظمات الحقوقية الدولية لعدم اهتمامها بما يحدث في شرق أوكرانيا. وقال في جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للرئاسة الروسية يوم أمس: «العديد من المنظمات الحقوقية الدولية تغمض عيونها عما يجري، وتشيح بوجهها إلى البعيد نفاقاً».

وانتقد الرئيس الروسي بشكل خاص تغاضي المنظمات الحقوقية عما يحدث في الحملة الانتخابية الحالية في أوكرانيا، متسائلاً: «وماذا يحدث الآن أثناء الحملة الانتخابية؟ هذا أيضاً حق منتخب. هل نحن لا نبصر أم ماذا؟ يُضرب المعارضون، ويُهانون. أي نوع من الديمقراطية تلك التي تغرس في هذه المنطقة؟».

وأشار بوتين إلى أن «هناك انتهاكات كثيرة للمواد الثالثة والرابعة والخامسة والسابعة والحادية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1948، بالإضافة إلى المادة الثالثة من اتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادرة في 9 كانون الأول عام 1948».

كما لفت بوتين إلى اتباع معايير مزدوجة في تقييم الجرائم ضد المدنيين في جنوب شرق أوكرانيا، حيث يتم «انتهاك الحقوق الأساسية للإنسان، ألا وهي حق الحياة والحرمة الشخصية. ويتعرض الناس هناك للتعذيب وأنواع العقوبة التي تهين الكرامة الإنسانية، والتمييز وأحكام قضائية غير عادلة بحقهم».

وقال الرئيس الروسي إن الكارثة الرئيسية في أوكرانيا تتمثل في القطيعة بين الشعبين الروسي والأوكراني، مؤكداً ضرورة إيجاد طريقة لتجاوز هذه الحالة رغم كل المشاكل الموجودة.

وأعرب بوتين عن قناعته بأن المشاكل الإنسانية في أوكرانيا أهم من المسائل القانونية، مضيفاً: «لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونرى أشخاصاً يموتون بسبب الجوع أو عدم وجود أدوية أو مساعدات إنسانية».

وجاء ذلك في وقت أقر البرلمان الأوكراني تعيين ستيبان بولتوراك وزيراً جديداً للدفاع خلفاً للوزير المُقال فاليري غيليتي. وصوت 245 نائباً في البرلمان لصالح هذا القرار.

وقال الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو لدى تقديم المرشح لتولي منصب وزير الدفاع الثلاثاء إنه على أوكرانيا بناء جيشها من جديد وعلى مستوى جديد تماماً، مؤكداً أن الجيش يتحمل مسؤولية رئيسية عن حماية الوطن في هذه الأيام الصعبة.

كما دعا بوروشينكو أعضاء البرلمان إلى الكف عن انتقاد الجيش أثناء حملة الانتخابات البرلمانية الأوكرانية، مؤكداً أن الأولوية في المجال العسكري التقني هي للتعاون مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وغيرها من الدول الحليفة.

وقال يوري لوتسينكو، مستشار الرئيس الأوكراني، إن الوزير السابق فاليري غيليتي نفذ مهماته في هذا المنصب، مشيراً إلى أن الجيش يواجه الآن مهمات جديدة تماماً تتطلب تغيير الوزير.

إلى ذلك، قتل 7 مدنيين وأصيب أكثر من 30 نتيجة قصف الجيش الأوكراني مناطق مختلفة شرقي البلاد الليلة الماضية. وكشف مصدر في مقر «جمهورية دونيتسك الشعبية»، عن رصد 25 حالة على الأقل لانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من الجانب الأوكراني خلال الليلة الماضية وأكثر من 45 حالة خلال اليوم الماضي.

من جهة أخرى، أكد أندريه بورغين، نائب رئيس وزارة «دونيتسك الشعبية» أن قصف المدفعية الأوكرانية طال ممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وموظفين في وزارة الطوارئ المحلية، من دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا.

وفي شأن متصل، تجمع نحو 8 آلاف من القوميين أمام مبنى البرلمان الأوكراني «الرادا» في العاصمة كييف يوم أمس وألقوا الحجارة عليه.

وقذف المتظاهرون الذين كانوا يحملون أعلام الحزب القومي «سفوبودا» المبنى بحجارة اقتلعوها من الساحة المحيطة وحطموا نوافذه، كما ألقوا قنابل الدخان والصوت على أفراد الشرطة ما أسفر عن إصابة عدد منهم.

وبدأت أعمال الشغب بعد امتناع البرلمانيين الأوكرانيين عن إدراج مشروع قانون يعترف بمقاتلي «الجيش الثوري الأوكراني» طرفاً محارباً من أجل استقلال أوكرانيا خلال الحرب العالمية الثانية في جدول الأعمال.

وكان رئيس البرلمان قد حاول سبع مرات تضمين المشروع في الجدول إلا أنه لم يوفق في أي منها بجمع الأصوات المطلوبة وعددها 226.

ونظم حزب «سفوبودا» القومي مسيرة وسط كييف تحت شعار «بانديرا هو بطلنا»، طالب المشاركون فيها الاعتراف به كبطل حرب، وانضم إلى المسيرة مقاتلو الحرس الوطني وقدامى عناصر «الجيش الثوري الأوكراني».

يذكر أنه وجه لهذا الجيش خلال الحرب العالمية الثانية اتهام بالتعاون مع القوات الفاشية، فيما يصر القوميون على أنه حارب ضد الجميع من أجل استقلال أوكرانيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى