رئيس الجمهورية يُبدي إصراراً على إيلاء ملف النازحين أهمية قصوى مستعجلاً إنهاءه في أسرع وقت ممكن
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن ما كان مستحيلاً إنجازه في قانون انتخابي جديد، تحقق في فترة قياسية ما شكّل مدخلاً للتجديد في البنية التشريعية، لأنها الركن الأساس للتعبير الحقيقي عن إرادة اللبنانيين على ما نقل عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي زار قصر بعبدا وأجرى مع رئيس الجمهورية جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والأوضاع المحلية.
أضاف الخازن: «في رأيي أن إنجاز الاستحقاق الانتخابي هو السبيل الوحيد للتخلّص من آفة الفساد المستشري. وهو يمهّد لقيام حكومة جديدة تنسجم مع تطلعات العهد التي يسعى اليها الرئيس عون بكل طاقته لإحداث النقلة المنشودة وصولاً الى انتظام عمل المؤسسات الرسمية وإعادة الثقة بالدولة التي طال انتظارها».
ولفت إلى أن الرئيس عون أبدى إصراراً على إيلاء ملف النازحين أهمية قصوى مستعجلاً إنهاءه في أسرع وقت ممكن، وعودتهم الآمنة والمطمئنة الى ديارهم بعدما أطلق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل العنان محذراً من النتائج التي بدأنا نعاني منها.»
إلى ذلك، شدّد عون على أهمية السياحة في تعزيز الصداقات بين الشعوب، معتبراً أن لبنان الذي يجمع الحضارات الحديثة والقديمة، انطلقت من أرضه الحضارات الأولى وانتشرت في العالم. وذلك خلال استقباله وفداً من جامعة الحكمة برئاسة الأب خليل شلفون ورئيس جامعة لوزان للعلوم الفندقية أرنست بروغر وممثلي جامعات عربية وغربية من كل من تايلاند، مكسيكو، السعودية، الصين، الجزائر، الهند وسويسرا المتعاونة مع جامعة لوزان والذين يعقدون مؤتمرهم السنوي في كلية العلوم الفندقية التابعة لجامعة الحكمة بإشراف عميد الكلية الدكتور طانيوس قسيس.
نوّه الرئيس عون بأهمية المؤتمر الذي يُعقد في بيروت، وقال إن السياحة «تعكس تلاقي الإنسان مع أخيه الانسان واكتشاف حضارات وثقافات وعادات الدول وشعوبها ما ينشئ صداقات تشكل السياحة أساساً لها».
وقال: «إننا سعينا لجعل لبنان مركزاً أممياً لحوار الأديان والحضارات والأعراق، لإيماننا بدوره المميّز في محيطه والعالم وهو مهد حضارات كثيرة انطلقت من أرضه وعمّت العالم». ونوّه رئيس الجمهورية بدور جامعة الحكمة في الحياة التربوية الجامعية اللبنانية.
واستقبل عون المعتمد البطريركي للكرسي الأنطاكي في موسكو المطران نيفون صيقلي الذي عرض معه الأوضاع العامة والعلاقات اللبنانية -الروسية على المستويين الرسمي والكنسي، كما شكره على منحه وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب لمناسبة مرور 40 عاماً على خدمته الاسقفية في موسكو.
واستقبل عون المدير العام لمؤسسة الرئيس عصام فارس العميد وليم مجلي ومناف منصور، اللذين قدّما له النسخة الأولى من الكتاب الذي أعدّه منصور بعنوان «عصام فارس وبناء الدولة الحديثة». وهو من جزءين و600 صفحة يتضمن مقدمة ودراسة عن الرئيس عصام فارس وإنجازاته ومواقفه وتصريحاته ومحاضراته في لبنان والخارج، والنهج الذي رسمه لبناء الدولة الحديثة بالفعل لا بالقول لا سيما من خلال ترؤسه اللجان الوزارية في الحكومات التي كان عضواً فيها.
وأشار منصور الى أن الكتاب يعرض لأبرز المهام التي تولاها الرئيس فارس لا سيما منها كونه أول نائب رئيس وزراء يمثل لبنان في الأمم المتحدة، وكذلك تمثيل الحكومة في جلسات الاستجواب النيابية وفي توقيع اتفاقيات دولية باسم لبنان بتفويض من مجلس الوزراء.
وستعقد ندوة في 14 تشرين الثاني المقبل في نقابة الصحافة لإطلاق الكتاب.
ونوّه عون بالدور الذي لعبه الرئيس ولا يزال في خدمة لبنان في المحافل الإقليمية والدولية، وبالمواقف الوطنية التي اتخذها في المناسبات كافة، معتبراً أن هذا الكتاب يؤرخ من خلال مواقف الرئيس فارس، لمرحلة مهمة من تاريخ لبنان.
وأبرق الرئيس عون إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ مهنئاً لمناسبة إعادة انتخابه أميناً عامًا للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لفترة ثانية، في الجلسة الأولى للجنته المركزية التاسعة عشرة، وأكد القيام بكل ما من شأنه دعم جهود العمل المشترك الذي يرتقي بالعلاقات بين لبنان والصين الى أسمى مراتب التعاون المثمر، «خصوصاً في مقاربة التحديات التي تواجه بلدينا، انطلاقاً من قيم السلام والعدالة والحق التي تجمعنا.»