بوتشيمون: لن تُجرى انتخابات مبكرة في الإقليم لعدم وجود ضمانات
أكد رئيس إقليم كتالونيا الإسباني، كارلوس بوتشيمون، «أنه يتحمّل المسؤولية عن إيجاد كل الخيارات الممكنة للتوصل إلى حوار مع مدريد».
وأوضح بوتشيمون «أن سلطات كتالونيا كانت مستعدة لحل برلمان إقليم الحكم الذاتي وإجراء انتخابات مبكرة، بيد أن حكومة إسبانيا لم تقدّم ضمانات كافية بوقف عمل المادة 155 من الدستور الإسباني التي يمكن أن تقيّد حقوق الحكومة الذاتية الكتالونية».
وقال رئيس الإقليم: «أنه لن تجرى انتخابات مبكرة في الإقليم»، موضحاً أنّ «ذلك بسبب عدم وجود ضمانات».
في حين تظاهر آلاف الناشطين الكتالونيين في برشلونة أمس فيما عُلق خطاب كان من المرتقب أن يلقيه رئيس الإقليم كارلوس بوتشيمون للأمة وسط تكهنات باحتمال تراجعه عن إعلان الاستقلال عشية تصويت مهم في مدريد حول وضع منطقته تحت الوصاية.
وأشارت تقارير إعلامية أنّ «بوتشيمون ربما يحل البرلمان ويدعو لانتخابات جديدة، في مسعى لمنع الحكومة المركزية من السيطرة على الإقليم الغني في شمال شرق البلاد بعد استفتاء حول الاستقلال حظرته مدريد».
وذكرت وسائل إعلام إسبانية «أن الخطاب أمام البرلمان ألغي بشكل كامل بعد تأجيله لمدة ساعة كاملة». وكان مقرّراً أن يلقي بوتشيمون خطاباً عند الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر أمس، لكن تمّ «تعليقه» من دون تقديم أسباب.
ورغم عدم صدور تأكيد رسمي بأنّ بوتشيمون سيدعو لانتخابات، أعلن نائبان من حلفائه «استقالتهما».
وقال خوردي كومينال وهو نائب عن حزب بوتشيمون «لا أوافق على قرار الدعوة للانتخابات. سأستقيل كنائب».
من جهة أخرى، ستبدأ في مدريد لجنة تابعة لمجلس الشيوخ تضم 27 عضواً مناقشة تعليق الحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع في كتالونيا حيث يقيم 16 في المئة من الإسبان، بطلب من حكومة ماريانو راخوي المحافظة.
وسيقرّر مجلس الشيوخ الإسباني في جلسة عامة الجمعة، ما إذا كان يمنح رئيس الحكومة بموجب المادة 155 من الدستور سلطة إقالة الحكومة الانفصالية الكتالونية ووضع شرطتها وبرلمانها ووسائل إعلامها الرسمية تحت وصاية مدريد لمدة ستة أشهر، إلى أن يتم تنظيم انتخابات في الإقليم مطلع 2018.
وهذا التصويت يعتبر محسوماً مبدئياً لأنّ المحافظين يشغلون غالبية مريحة في مجلس الشيوخ. وسيتمكنون من الاعتماد على دعم الحزب الاشتراكي والليبراليين من حزب المواطنة الذي تأسس في كتالونيا ضدّ الاستقلال.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة المركزية في مدريد ستتراجع عن خططها إذا ما تنازل بوتشيمون عن قرار الاستقلال وعن خيار الاستقلال وقرر الدعوة لانتخابات.
شدد بوتشيمون أمس على أنّ «تولي مدريد لسلطات كتالونيا يشكل مساساً بالدستور الإسباني».
ودعا أول أمس إلى جلسة طارئة لحكومته التي اجتمعت حتى وقت متأخر بحسب إذاعة «كادينا سير». وذكرت صحيفة لافانغوارديا أنه «يميل نحو الانفصال في حين أن الحكومة الإقليمية مقسومة. وإذا كانت الحال كذلك، فإن بوتشيمون سيعطي حينئذ الضوء الأخضر لبرلمان كتالونيا الذي يهيمن عليه الانفصاليون للتصويت على الاستقلال».
فيما يأمل ماريانو راخوي في أن «يقاطع الكتالونيون المنقسمون حول الاستقلال، الانفصاليين الذين لا يحظون بدعم دولي وتسبّبوا برحيل العديد من الشركات وتراجع عدد السياح والوظائف».
في هذا الصّدد، أعلنت 1600 شركة عن نقل مقارّها خارج الإقليم المضطرب. فيما تراجعت بالفعل الحجوزات السياحية في الإقليم، بحسب هيئات تنشط في هذه الصناعة الرائحة في الإقليم.
وكل هذه التطوّرات يمكن أن تؤدي إلى انعكاسات سلبية على اقتصاد هذه المنطقة التي تمثل 19 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي الإسباني.