العبادي يُوقف العمليات العسكرية في شمال العراق لمدة 24 ساعة
أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمراً بإيقاف تحرّك القوات العسكرية في الأراضي المتنازع عليها مع إقليم كردستان لمدة 24 ساعة.
وقال مكتب العبادي في بيان، إنّ الأمر جاء «لفسح المجال أمام فريق فنّي مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها، وكذلك في معبر فيش خابور والحدود الدوليّة فوراً». وأضاف البيان، أنّ قرار العبادي يهدف «لمنع الصِّدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد».
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً أكّدت أنّها لاجتماع مشترك بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة، ناقش انسحاب الأخيرة من المناطق المتنازع عليها والحدود الدولية، والعودة إلى حدود الإقليم لعام 2003.
إلى ذلك، نفى المتحدّث بِاسم التحالف الدولي ريان ديلون، أمس، التوصّل لاتفاق بوقف إطلاق النار بين بغداد وأربيل، بعد ساعات من إعلان ذلك على لسان المكتب الإعلامي للتحالف.
وأكّد ديلون، أنّه لم يتمّ التوصّل لاتفاق بوقف إطلاق النار بين القوّات العراقية وقوّات البشمركة الكردية.
وكان المكتب الإعلامي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أعلن في وقت سابق من يوم أمس، أنّ القوّات العراقية توصّلت إلى اتفاق مع مقاتلي البيشمركة الأكراد لوقف القتال في شمال العراق.
وتهدف عملية الجيش العراقي إلى السيطرة على مناطق محلّ نزاع، تطالب حكومة كردستان والحكومة العراقية المركزية بالسيادة عليها، إلى جانب المعابر الحدودية ومنشآت نفطية مهمّة.
ووقعت معظم الاشتباكات العنيفة في الطرف الشمالي الغربي، حيث تدافع البشمركة عن المعابر الحدودية مع تركيا وسورية ومركز نفطي يتحكّم في صادرات الإقليم من النفط الخام.
وكان مجلس الأمن الدولي أعرب أمس، عن قلقه من المواجهات التي اندلعت بين القوات الحكومية العراقية والقوات التابعة لإقليم كردستان العراق. وشدّد مجلس الأمن في بيان، على دعمه لوحدة أراضي العراق.
يُذكر أنّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، طالب أمس حكومة إقليم كردستان بإلغاء الاستفتاء على الانفصال، رافضاً عرض الإقليم المتمتّع بالحكم الذاتي بوقف فوري لإطلاق النار، وتجميد نتائج الاستفتاء، و»البدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي».
وتسارعت الأسبوع الماضي وتيرة استعادة القوات العراقية للأراضي التي سيطرت عليها البيشمركة خلال فترة هجوم تنظيم «داعش» عام 2014، حينما أمر العبادي الجيش باستعادة جميع الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج منطقة الحكم الذاتي، التي تضمّ ثلاث محافظات.
وبعد التقدّم السريع للقوات الحكومية في شمال العراق في غضون أيام، باتَ حلم الانفصال الذي راود الأكراد منذ عقود في مهبّ الريح وفق مراقبين.
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي بِاسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي، إنّ اقتحام القائم باتَ قريباً بعد أن حقّقت العمليات معظم أهدافها، مشيراً إلى أنّ دور العشائر أساسي في مكافحة الإرهاب، وهي من أهمّ أُسُس المنظومة الأمنيّة المستقبلية.
ولفتَ الأسدي إلى أنّ الحشد الشعبي سيعمل لوضع آليّة مراقبة دائمة لعدم عودة خلايا الإرهاب لمهاجمة سورية والعراق، مضيفاً أنّ تحرير الحدود يؤدّي إلى «ضبط أمني كبير»، لتقوم بعد ذلك بوضع النُّظم الخاصة لمكافحة الإرهاب.
كما لفتَ الأسدي إلى أنّ من أهم مراحل العملية المشتركة «تحرير القائم، وإكمال تحرير الحدود العراقية السورية».
وفي سياقٍ متّصل، قال الناطق الرسمي بِاسم هيئة الحشد الشعبي، إنّ وصف الولايات المتحدة لأبي مهدي المهندس بالإرهابي يحمل تهديداً مباشراً له، محمّلاً أميركا مسؤولية أيّ أذى قد يلحق بالمهندس بعد وصفه بالإرهابي.
كما أشار الأسدي إلى أنّ الردّ على واشنطن يجب أن يأتي من الخارجية العراقيّة، لأنّ للمهندس صفة رسمية كنائب لرئيس هيئة الحشد. كذلك، أمل الأسدي أن يكون دور السعودية «إيجابياً» في المرحلة المقبلة.
وفي السياق، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، إنّ اتهامات الخارجية الأميركية لـ»أبو مهدي المهندس» مرفوضة ولا قيمة لها.
وأكّد الفياض في بيان له، أنّ المهندس هو من المدافعين عن العراق ومقدراته، ومن الذين حاربوا «داعش»، مشيراً إلى أنّ الحشد سيبقى المضحّي والمدافع عن الشعب ومصالحه العليا.
وكانت الناطقة بِاسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، وصفت نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بـ»الإرهابي».
وفي ردّها على سؤال بشأن دور المهندس في معارك كركوك، قالت الناطقة بِاسم الخارجية، هيذر ناورت، في مؤتمر صحافي أمس: «هذا الشخص إرهابي، وهذا كلّ ما يمكنني قوله في الوقت الحالي»، بحسب تعبيها.
ولفتت الناطقة إلى أنّ المهندس «تمّ إدراجه على قوائم الإرهاب من قِبل الولايات المتحدة عام 2009».