باسيل من الشوف: المصالحة لمَن دفع الثمن أيضاً ليس فقط لمن تقاتل
رأى رئيس «التيار الوطني الحر»، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، خلال جولة في منطقة الشوف، أن المصالحة يجب أن تشمل أيضاً مَن دفع الثمن والضحايا والذين تهجّروا»، مردفاً «زيارتنا إلى الشوف اليوم من أجل استكمال المصالحة وتعزيزها وكي نعيش معناها الحقيقي بمفهومها الكامل وليس المنقوص».
واستهلّ باسيل جولته الشوفية من دير مار جرجس في بلدة الناعمة، يرافقه وزيرا الطاقة والمياه سيزار أبي خليل والبيئة طارق الخطيب، الوزير السابق ماريو عون، منسّقو التيار في المنطقة.
وانتقل الوفد بعد ذلك الى دير القمر، وأقيم استقبال شعبي في قاعة العمود للوزير باسيل والوفد المرافق، بحضور الوزير السابق ناجي البستاني، سفيرة لبنان في الأردن ترايسي شمعون، عضو مجلس قيادة الحزب «التقدمي الاشتراكي» المحامي وليد صفير، معتمد الحزب في دير القمر غسان الطحان، رئيس البلدية السفير ملحم مستو. وأكد باسيل أن الشوف تحديداً لم يقم إلا على التوافق، وعندما اختل التوازن فيه اختلّ الشوف، واليوم يعود الشوف الى قوته ووحدته عندما يعود التوازن الطبيعي إليه، وقانون الانتخاب يُعطيكم حقكم في التمثيل، وهذا التوازن لا يصنعه فريق ولا فريقان بل الجميع، وهنا أهمية قانون النسبية مشاركة الجميع ودخولهم بشكل طبيعي في خيارات الناس، بحسب تمثيلهم في دير القمر والشوف عامة. وهذه هي المصالحة الحقيقية بين الناس وبين السياسيين التي تأتي بشكل طبيعي نتيجة خيارات الناس التي ندعوها فيها على التلاقي والمحبة والتفاهم».
وتابع: «لا تدخلوا في التفاصيل التقنية للجنة قانون الانتخاب، وما جرى أننا كسبنا أمرين، صحة التمثيل في الدوائر والنسبية التي جرت وما أعطيناه للمنتشرين، وكسبنا إصلاحات للناخب اللبناني وليس التيار الذي يصنعه الناخب، من خلال 3 اشياء يحاولون أخذها، ونحن كتيار نواجه للمحافظة عليها، وهي: اولاً منع تزوير الانتخابات من خلال البطاقة. وثانياً حرية الناخب، وثالثاً رفع نسبة المشاركة. وأنتم في الشوف تعلمون معنى دعوتنا لكم للتصويت مقيمين ومهجّرين في المكان الذي تستطيعون الوصول اليه للانتخاب».
بعدها، تابع الوزير جولته نحو معاصر بيت الدين، حيث أقيم له استقبال في كنيسة مار الياس، ثم انتقل باسيل الى مجد المعوش، حيث أقيم له استقبال شعبي في كنيسة مار جرجس، بمشاركة رئيس دير مجد المعوش الأب سمير غاوي، الأب كميل مبارك، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من قرى وبلدات مجد المعوش، البيرة، وادي الست، الفوارة وبريح.
وبعد كلمات ترحيبية، ألقى باسيل كلمة شكر فيها المستقبلين، وقال: إن العودة التي نتحدث عنها هي عودة الناس الى أرضهم وممتلكاتهم صحيح، ولكننا نتحدث ايضاً عن العودة السياسية للشوف، وهذا أمر معنيون به، لأن ذلك يعطي العودة الشفافية كاملة».
أضاف: «فرحت بسماع تصريح للنائب جنبلاط لأخذ كل شخص حقه ولا يعود هناك استئثار. هذا الأمر الذي قلناه وقامت القيامة علينا، وهنا جوهر القضية إعطاء الناس حقها في التعبير وبأن تأخذ قرارها، لأنه عندما نعطي الناس الحرية المطلقة ذلك هو هدفنا».
ثم توجّه باسيل والوفد المرافق الى بلدة الفريديس، حيث أقيم له استقبال في صالون الكنيسة. وزار باسيل متحف رشيد نخلة وزرع ارزة حملت اسمه، وزار مقام المرحوم الشيخ أبو حسن عارف حلاوي، حيث كان في استقباله عدد من المشايخ، وجرى تبادل الكلمات المرحّبة والمؤكدة أهمية العلاقة الدرزية المسيحية، والعيش المشترك الذي يتجلّى في المنطقة، خصوصاً في الباروك.
ثم أقيم غداء في مطعم وشلالات الباروك، بمشاركة ممثل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وكيل داخلية الشوف في الحزب رضوان نصر، رؤساء بلديات المنطقة، القى خلاله الوزير باسيل كلمة شدد فيها على «الإنماء وأهمية تطوير القرى والبلدات من خلال توفير المشاريع والاستثمارات كأحد أوجه تحصين العودة في الشوف والجبل بشكل عام، من خلال المفاهيم الكاملة للعودة وتحقيقها على المستويات النفسية والجسدية والإدارية لتصبح كاملة، ويتحصّن من خلالها الجبل كقوة لتحصين لبنان القوي الذي نريده جميعاً لأبنائنا ومستقبلهم». واعتبر أن «العودة لا تصبح كاملة إلا بالإنماء الحقيقي ولا يكفي فقط كهرباء ومياه، بل أعمال، والآن لا تتركوا مطلباً إلا واطلبوه، وهي فرصة لرؤساء البلديات لنهضة الشوف بالخدمات». وختم «نريد عودة حقيقية بالسلم والأمن والأمان، وكل ذلك يعزز الاقتصاد ليس في الويك اند بل بشكل دائم».
وانتقل باسيل والوفد المرافق الى بلدة معاصر الشوف، حيث المحطة الأبرز من حيث التمثيل السياسي للحزب «التقدمي الاشتراكي»، وأقيم له حفل استقبال قرب كنيسة مار ميخائيل الأثرية، بمشاركة وفد «اللقاء الديموقراطي» وجبهة «النضال الوطني» والحزب «التقدمي الاشتراكي» ممثلاً رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، وضمّ النواب: نعمة طعمة، أكرم شهيب وايلي عون والمستشار ناصر زيدان ووفد أعضاء مجلس القيادة ومعتمدية الشوف الأعلى، الى جانب فاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير وأهالٍ من معاصر الشوف وقرى: بطمة، بعذران، عماطور ومزرعة الشوف.
وألقى باسيل كلمة، فقال: «نحن نريد للمصالحة أن تكون كاملة، وثمّة ملف للحرب لم يقفل بعد، مما يدل على ان هناك مهجّرين لم يعودوا. ولليوم ما زالت وزارة المهجّرين موجودة وتحتاج الى زيادة موازنة والوزير طلال أرسلان يطالب الحكومة بإقفال الملف من خلال مبلغ كبير جداً». وأضاف: «العودة بالنسبة لنا ذات مفاهيم متكاملة لإلغائها من قاموسنا. إننا نريد العودة الجسدية كما العودة النفسية، التي هي الأساس».
وتابع: «إننا نريد التفاهم مع جميع القوى ونسمّي الحزب التقدمي الاشتراكي، ونريد عودة الناس بالسياسة بالتمثيل الكامل. واليوم النائب وليد جنبلاط قال إن هذا القانون يلغي الاستئثار ويعطي الحقوق لكل الناس. وهذا ما نقوله في لبنان لا أحد يلغي أحداً ولا يوجد كبار وصغار او أقليات او طوائف الخ… تفكيرنا عميق نحو الشراكة الحقة، والفرصة اليوم، من خلال قانون الانتخابات لصحة التمثيل». واردف: «الإنماء في الجبل لا يفرّق بين الدرزي والمسيحي، والجبل الذي نتحدث عنه هو قلب لبنان الحقيقي، ولبنان القوي بجبله المعزز بالشراكة والتساوي والكرامة والعزة. نحن لا نحمل معنا سوى المفاهيم التي تعلم الخير لكل الناس، ونقدّم انفسنا للناس كي يعطونا أصواتهم في الاستحقاق ويرون منا العمل لهم، كما في كل المناطق من خلال الوزارات التي نعمل فيها، ونريد لها التوسّع كفريق سياسي ليس لكي نكسر غيرنا، وقوة العضلات ليس على بعضنا، بل من أجل لبنان كي يكون قوياً. كما أن نياتنا السياسية للسلام ليس في الجبل فحسب، بل في كل لبنان، حيث نتكاتف بالقوة والشراكة كي يقوى الجبل ومن خلاله يقوى لبنان».
وزار باسيل الوردانية، مؤكداً خلال الاستقبال الذي أقيم على شرفه أن الانتصارات لكل اللبنانيين والتفاهم طبيعي أن يكون، لكن الأهم أن يتقدم دائماً.