التعادل سيّد الموقف في ديربي «الجبل والشمال» والأنصار يدكّ مرمى الإصلاح … ليرتاح
إبراهيم وزنه
شهدت المرحلة السادسة من بطولة لبنان بكرة القدم في نسختها الـ 58 أعلى مستوى إثارة منذ انطلاقها، وربما أجواء «الديربي» والحساسية المفرطة بين أطرافها فرضت على مجرياتها تسجيل الأهداف في الأوقات القاتلة، مع توقيف المباريات لبعض الدقائق وخشونة زائدة على أرض الملعب ومواكبة جماهيرية نشطة في المدرجات.
فعلى ملعب بحمدون، انطلق «الديربي» الجبلي بين الإخاء والصفاء، وشهد الشوط الأول سيطرة صفاوية تُرجمت ميدانياً من خلال تسجيل هدفين وتقدّم صفاوي مريح. سجّل الهدف الأول أرنست، مستغلّاً ركنيّة محمد جعفر التي شتّتها أحمد عطوي ناحيته فتابعها داخل المرمى، وأمّا الهدف الثاني فسجّله محمد جعفر من ضربة جزاء 45 .
وفي الشوط الثاني، نجح المتألّق ألكسي خزّاقة بتقليص الفارق بعد مرور دقيقة واحدة على انطلاقه 46 ، بعد استغلاله للكرة التي مرّرها له محمد حمود، وفي الدقيقة 51 نجح خزّاقة مجدّداً بتسجيل هدف التعادل لفريقه 2 ـ 2 بعدما وصلته الكرة من زميله أحمد حجازي، وتتابعت فورة الإخاء على وقع الهتافات في المدرجات، إلّا أنّ «مرمور» الصفاء سجّل بذكاء، ليمنح التقدّم لفريقه 3 ـ 2 في الدقيقة 76. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع 90+3 ، استغلّ أحمد حجازي نجم فريقه إلى جانب خزّاقة الخطأ الذي ارتكبه قائد الصفاء محمد زين طحان، فسدّد كرة صاروخيّة استقرّت داخل المرمى ليحرم الصفاء من التصدّر. قاد المباراة الحكم الدولي محمد درويش.
وفي اللقاء «الشمالي» العاصف بين السلام زغرتا ومضيفه طرابلس، والذي احتضنه ملعب بلدية طرابلس، نجح الطرابلسيّون بفرض سيطرتهم على مجريات الشوط الأول، فوقف لهم الحارس مصطفى مطر وخط الدفاع بالمرصاد، وحاول حسن كوراني ولم يفلح د18 رغم انفراده بالمرمى، وبينما يتحضّر الحكم لإطلاق صافرة نهاية الشوط، سجّل آمادو نياس 45+1 هدفاً غير متوقّع. وفي شوط المدرّبين بين التونسي ماهر السديري والألماني ثيو بوكير، سريعاً عزّز أمادو موقف مدرّبه التونسي بهدف ثانٍ د59 ، بعدها تراجع السلاميّون إلى الخلف للمحافظة على تقدّمهم، ومع ذلك تمكّن البرازيلي تياغو من هزّ شباكهم د70 عبر رأسيّة ذكية، ليردّ أمادو بفرصة ولا أجمل، حيث حرمه مدافع طرابلس من «تثليث» أهدافه حينما شتّت الكرة من على خط المرمى، بعدها لجأ المدرّبان إلى إجراء تبديلاتهما وفق قناعات متباينة، وكلّ يغنّي على ليلاه، ولمّا كادت لقمة الفوز تدخل في أفواه السلاميّين، خطف البوسني نيناد نوفاكوفيتش هدفاً لطرابلس في الدقيقة 90+3 ، ليحلّ التعادل العادل بين الفريقين. مع الإشارة إلى أنّ المباراة توقّفت أكثر من مرّة، وشهدت جملة من الاعتراضات والإشكالات على أرض الملعب وخارجه. قاد المباراة الحكم الدولي علي رضا.
وفي آخر مباريات المرحلة التي أُقيمت على ملعب المدينة الرياضية، ارتقى الأنصار إلى كرسي الصدارة بعد فوزه المريح على الإصلاح البرج الشمالي. فمنذ بداية اللقاء، تسيّد الأنصاريّون المجريات وحاولوا مراراً هزّ الشباك، لكنّ التمترس الدفاعي للاعبي الفريق الجنوبي أمام المرمى حال دون ذلك طيلة الشوط الأول، إلى أن شهدت الثواني الأخيرة من الشوط هدفاً مباغتاً إثر ركنيّة رفعها عباس عطوي «أونيكا» ناحية التكجي، الذي لمح خروج الحارس رضوان كسّاب، فلعبها داخل المرمى لتهزّ الشباك وتريح الأنصاريّين.
وفي الشوط الثاني، سجّل الحاج مالك هدفاً صاعقاً بعد 50 ثانية على انطلاق الشوط، ومن ثمّ شمّر الأنصاريّون عن سواعدهم وأمعنوا في التمرير وتبادل الكرات والاستعراض، حتى ترجم مهاجمهم علاء الدين البابا الهيمنة بهدف ثالث د54 ، بعدما تقدّم مقتحماً وسدّد كرة اصطدمت بالقائم ثمّ تحوّلت داخل المرمى. بعدها توالت هجمات الأنصاريّين مصحوبة بالاستعراض نظراً لانعكاس واقع النتيجة على المجريات، فسنحت الفرصة لزيادة الغلّة، لكنّ التسرّع عاب التصرّف بالكرة من قِبل البعض، إلى أن تعملق الحريّف خالد تكجي الذي تلقّى الكرة وهو على مشارف المربّع، فتقدّم وموّه واقتحم ليسجّل هدفه الثاني بذكاء داخل المرمى 80 . وفي الدقيقة 89، حصل الإصلاح على ضربة جزاء، فسدّدها بلس لكنّ الحارس حسن مغنية صدّها وأبقى شباكه نظيفة، ومضت الدقائق «الضائعة» ثقيلة على الإصلاح وسط راحة الأنصار الذي فاز وجلس مرتاحاً على كرسي الصدارة بفارق الأهداف عن الصفاء.