غصن: حق المقاومة والتحرير والعودة ليس ملكاً تتنازل عنه سلطة بل إرث وقف لأجيال لم تولد بعد
تزامناً مع الذكرى المئوية لوعد لفور المشئوم زار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن وعضو الأمانة العامة غسان الحسن ومدير الشؤون الإدارية للاتحاد زياد صبري بدر «نادي فتيات فلسطين» في دمشق، مؤكداً أنّ هذه الزيارة تأتي في إطار الدعم المتواصل من «العمال العرب» لصالح القضية الفلسطينية.
وقال: في هذه الذكرى المئوية لهذا «الوعد « نقول أن «وعد من لا يملك لمن لا يستحق»، وهي أشهر كلمات التاريخ في وصف وعد «بلفور» الذي أكد فيه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 1917، دعم بلاده لمنح اليهود «وطناً» في فلسطين، وتعهد بلفور في 2 تشرين الثاني من عام 1917 في رسالة بعثها إلى اللورد البريطاني اليهودي يونيل روتشيلد، بإقامة الوطن اليهودي في فترة لم يكن سكان فلسطين اليهود يزيدون فيها على 5 في المئة، وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين. في 2 تشرين الثاني المقبل يمر 100 عام على الوعد الذي غرس بذرة «وطن قومي» لليهود في الأراضي العربية، وبداية لاحتلال طويل الأجل، وأول معول في هدم دولة فلسطين وتقسيمها.
وجال الأمين العام في أقسام النادي كافة واطلع على جميع نشاطاته.
وأكد للمجموعة الشابة الموجودة في النادي دعم «الاتحاد الدولي» للقضية الفلسطينية ولتطوير هذا النادي والنهوض بالعاملين فيه من خلال توفير فرص عمل للسيدات وتقديم مساعدات للطلبة والعائلات المهجرة الفلسطينية والسورية وتصنيع تراث فلسطين العريق الذي يؤكد على الجذور الراسخة في فلسطين.
أضاف غصن: سنبقى متيقظين ضد المشاريع والمخططات التي تسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية وستبقى خطاباتنا عن حق الشعب الفلسطيني في العودة حتى تحقيق النصر. شرف لنا كل مناسبة تحمل راية فلسطين وذلك إيماناً منا بتحرير الأرض ونتمنى لكم كلّ التوفيق على هذا النشاط الرائع والدور الفعال في الميدان ونحن وأنتم في خندق واحد في هذا العمل المشترك.
وشدّد على ضرورة الحفاظ على نبض العودة في شرايين الفلسطينيين من خلال الحفاظ على التراث الفلسطيني، باعتباره إرثاً للأجيال، فحق المقاومة والتحرير والعودة ليس ملكاً تتنازل عنه سلطة أو نظام أو جيل من الأجيال، بل هو إرث وقف لأجيال لم تولد بعد، موضحاً أنّ فلسطين أرض سليبة اغتصبها الصهاينة، والمئة عام من الوعد المشؤوم لن تلغي حقاً طالما وراءه مقاوم.
واعتبر أنّ المشاريع المشبوهة والاتفاقات الباطلة لا قيمة لها ولا مفعول، لافتاً إلى أنّ الإرهاب هو أحد فصول المؤامرة وبث الفرقة بين الأقطار العربية وإعادتها قبائل تتقاتل ومذاهب تتناحر لقيام كيانات طائفية ومذهبية تقتتل في ما بينها على الأرض وتعطي المبرر للكيان الصهيوني العنصري بالوجود.
وأشاد بمواقف العمال العرب من رفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي، معتبراً أنه فصل من فصول المؤامرة التي تروج لها الرجعية العربية وأنظمة التبعية للإمبريالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية. وأكد إصرار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، الذي يمثل 100 مليون عامل عربي، على مواصلة النضال حتى تتحرّر فلسطين والأراضي العربية المحتلة، والإبقاء على بوصلة الصراع والكفاح وجهتها تحرير فلسطين.
وختم غصن: النصر آت لا محالة، موضحاً أنّ كل الأحلاف الجديدة للتآمر على فلسطين وشعبها سيكون مصيرها، مصير «حلف بغداد» الذي بسببه سقطت عروش وأطيح بممالك لكنّ الشعوب انتصرت.
وتحدثت مديرة النادي هناء الوزير، مؤكدة الاستمرار في العمل حتى النصر والعودة.
وقالت: نرحب ونفتخر بزيارة قائد نقابي عربي أصيل لبيت التراث الفلسطيني.
وتطرقت الوزير، بحضور مساعدتها منيرة الموالي ومسؤول الإعلام أحمد دخيل، إلى مرحلة تأسيس النادي عام 1965 كمركز للتراث الفلسطيني وتجهيز ملابس الفدائيين وإقامة دورات خاصة بالنساء للتطريز وصناعة التراث، وكان من أوائل المؤسسين المناضلة انتصار الوزير أم جهاد زوجة القيادي أبو جهاد الوزير وجميلة صيدم أم صبري ولوسيا حجازي ومريم الأطرش ونعمة قرة شولي والمناضلة هناء الوزير أم ماهر.
ولفتت إلى أنّ النادي أقام العديد من المعارض وعروض الأزياء وأسّس فرقة «نداء الأرض» للحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية التي جالت العديد من الدول العربية والأجنبية، وبعد النزوح الأليم من مخيم اليرموك بسبب الإرهابيين ازداد عمل النادي وشكل اللجنة الاجتماعية وفريق الدعم النفسي للوقوف بجانب أبناء شعبنا الفلسطينيين والسوريين للتخفيف من معاناتهم، وقدم النادي لأكثر من 100 عائلة من ذوي الحالات الصعبة مساعدات عينية شهرية، ويقدم أيضاً للطلبة الجامعيين مساعدات شهرية، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الحملات الخيرية في مناسبات مختلفة. كما يوفر فرص عمل للسيدات داخل بيوتهن ويؤمن المواد الأساسية لهن.
وقد شارك النادي في العديد من المعارض وعروض الأزياء داخل سورية وخارجها للتعريف بالتراث الفلسطيني ليصبح في متناول الجميع في كل أنحاء العالم.
ثم قدمت الوزير هدية رمزية إلى الأمين العام صُنعت بأيدي نساء فلسطينيات وشعار النادي.
بدوره، كرم غصن هناء الوزير وبعض العاملين في النادي بوشاح الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وشعاره، تقديراً لجهودهم وحفاظهم على التراث الوطني الفلسطيني.