شعبان: يبثّ الحياة في اللوحة وقلوب البشر
أعمال جديدة مليئة بالفرح والعفوية وإرادة الحياة قدّمها التشكيلي موفق مخول في معرضه بعنوان «مخوليات» في صالة «ألف نون للفنون» حيث طغت الألوان المضيئة الموزعة بها رموني متوازن على سواد الخلفية على كامل سطح اللوحة.
ولمس المشاهد الزخم اللوني الذي امتلأت به الأعمال والتي لم تختلف عن أجواء الأعمال الجدارية التي نفذها فريق إيقاع الحياة تحت إشراف الفنان مخول حيث طغت أجواء الاحتفال وكانت الألوان ألعابا نارية ترسم نور الفرح من خلال ثلاث وعشرين لوحة بقياسات متنوعة بتقنية الإكريليك على القماش بأسلوبٍ تجريدي.
ورافق المعرض توقيع كتاب للفنان مخول ضمّ منشورات الكترونية ساخرة عن الواقع الفني والاجتماعي نشرها عبر صفحته على موقع «فيس بوك» خلال السنوات الخمس الماضية، التي كانت تلقى تفاعلاً كبيراً ما أظهر موهبة مميزة لدى مخول في كتابة الومضات الساخرة.
وخلال جولتها في المعرض قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في تصريح صحافيّ أنّ معرض اليوم يبث الحياة ليس فقط في اللوحة وإنما في قلوب البشر لأنه يرى في كل ما تعرّضت له سورية جذوراً لإشعاع وظهور جديدين وحياة معافاة مبينة أن ما يميز الفنان مخول هو التركيز على الإنسان باعتباره الأساس في إعادة الحياة في أي مكان وذلك اعتمادا على روحه ونفسيته ومشاعره وقلبه.
وأشارت شعبان إلى أن الفنان مخول يعتمد كثيراً على الدوائر التي تمثّل عنده كلّ شيء جميل ورائع محوّلاً القطع المدمّرة إلى قطع ملونة لأنه يرى أنها تستعد لحياة جديدة لا مكان فيها للدمار، معتبرةً أن الفنان مخول تأثر في رحلته إلى الصين بالألوان وبالرسم هناك إضافة إلى الطقس الكنسي والروحي.
واعتبرت شعبان إلى أننا نلمس الآن مؤشرات كثيرة منها هذا المعرض على بداية تعافي سورية وانطلاقها في مسيرتها الحضارية المتجدّدة لتكون دائماً نموذجاً للعالم وللاستمرارية.
معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض أشار أنّ بعد نحو سبع سنوات من الحرب على سورية ما زال السوريون ومن بينهم الفنانون مصرين على الوجود وعلى ترك بصمة واضحة مفادها أن السوري غير قابلاً للموت، فهو إنسان متجدّد ومتشبث بالحياة ويمدّ جذور التواصل الثقافي والفني مع الآخرين.
بدوره رأى رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور إحسان العر أن الفنان مخول قدّم مجموعة من الأعمال المهمة في المعرض الذي يتميز بالزخم والعطاء واصفاً إياه بصاحب البصمة في الساحة الفنية التشكيلة، وأنّ أعماله ذات قيمة فنية عالية سواء على صعيد الموضوع، والتقنية متضمنة المسرح والعمق في التاريخ.
ولفت العر إلى أن بعض أعمال الفنان مخول تتجّه نحو التجريد وهي تنم عن شخصية متوازنة ومبدعة إضافةً إلى الارتباط الوثيق بين روحه وأعماله.
الفنان مخول قال: معرض اليوم هو حصيلة تجارب خلال سنوات الحرب على سورية ونحن الآن بحاجة إلى الفن الذي يطور ثقافتنا وإلى اللوحة التشكيلية التي يجب أن تكون خارج مراسمنا.
وأوضح أنه ربط الكلمة مع اللوحة لأن الأدب والفن لهما دور أساسي في تطوير الإنسان وبنائه. ولا بدّ أن يكون هناك حوار بين اللوحة والإنسان فهي ليست ألواناً فقط وتجربتي اليوم فيها شيء من روحي وأحاسيسي وغضبي وحزني، معتبراً أن العمل الفني التشكيلي حالة إنسانية ووجدانية وحالة مهمة جداً في تطوير المجتمع وثقافته.
مدير صالة «ألف نون» الفنان التشكيلي بديع جحجاح قال: إننا اليوم في معرض مخوليات أمام تحول مختلف أمام شخصية أثرت بوعي السوريين خلال فترة كبيرة حيث كانت له بصمة في المشهد التشكيلي السوري من خلال أعماله التي أقيمت في المدارس ودخلت موسوعة «غينيس»، فتكريمها اليوم هو تكريم ليس فقط للفنان مخول وإنما لكل الفريق الذي كان معه.
والفنان موفق مخول من مواليد دمشق عام 1958 يحمل إجازة من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1982 وهو موجه اختصاصي لمادة التربية الفنية بمديرية تربية دمشق وأقام عدة معارض فردية وجماعية وهو مشرف على فريق إيقاع الحياة الذي نفذ عدة أعمال جدارية وطرقية في دمشق ودخل أحد أعماله عام 2014 موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأضخم جدارية مصنوعة من مواد مدورة من مخلفات البيئة.