لندن: لدينا أساس قانوني لضرب «داعش» في سورية
قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إن بلاده تمتلك أساساً قانونياً لضرب تنظيم «داعش» في سورية، مضيفاً إن حكومته ستحض البرلمان على السماح باستخدام سلاح الجو الملكي ضد أهداف «ضرورية من الناحية العسكرية» في سورية، وإن كان أشار في الوقت ذاته إلى صعوبة هذه الخطوة سياسياً.
وكان الوزير البريطاني استبعد في وقت سابق أن تلبي لندن طلباً وشيكاً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتوسيع العمليات العسكرية البريطانية في المنطقة خارج العراق.
وفي شأن متصل، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن على تركيا أن تفتح حدودها مع سورية لتقديم مساعدات إلى المسلحين الأكراد في مدينة كوباني الذين يقاتلون عناصر تنظيم «داعش» المتطرف.
ووجه الرئيس الفرنسي نداء إلى غير المشاركين في التحالف الدولي، «كي توفر جميع الدول المعنية للذين يقاتلون المتطرفين الدعم الذي ينتظرونه منا، أي ببساطة وسائل الدفاع عن النفس في وجه الإرهاب».
جاء ذلك في وقت أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لن تقدم على تدخل في النزاع السوري قبل أن يتخذ المجتمع الدولي قراراً في هذا الشأن، وقال: «ما لم يعمل المجتمع الدولي ما عليه عمله، وما لم تتخذ خطوات لحل النزاع السوري بشكل عام، فإن تركيا لن تقدم على أية مغامرات على رغم الضغوط من قبل بعض الدول… لن نرضخ أمام الضغوط وسنتخذ جميع القرارات في شكل مستقل».
وأضاف داود أوغلو في اجتماع لكتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، إن بلاده يمكن أن تساعد التحالف الدولي من خلال تعهدها بخلق منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة في سورية.
ووصف رئيس الوزراء التركي احتجاجات الأكراد التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي على خلفية المعارك الدائرة في بلدة كوباني السورية، بـ»الاستفزاز» الذي يهدد النظام العام على أبواب عام الانتخابات البرلمانية في البلاد. وقال إن الحكومة لن تسمح بوقوع مثل هذه الاضطرابات.
وفي السياق، قال مسؤول عراقي كردي كبير أمس إن إدارة «إقليم كردستان» العراق قدمت مساعدات عسكرية للمقاتلين السوريين الأكراد الذين يقاتلون تنظيم «داعش» في مدينة كوباني. غير أن السوريين الأكراد في المدينة قالوا إنهم لم يتسلموا شيئاً حتى الآن وقال مسؤول سوري كردي في المنطقة إن شحنة الأسلحة «رمزية» وأنها عالقة في مكان ما في شمال شرقي سورية.
وقال حميد دربندي مسؤول الملف السوري في رئاسة «إقليم كردستان» العراق: «ساعدناهم على جميع الساحات تقريباً. أرسلنا إليهم مساعدات تتضمن مساعدات عسكرية»، من دون ذكر تفاصيل أخرى كما لم يوضح كيف تم نقل الأسلحة للمدينة السورية المتاخمة لحدود تركيا من الشمال والتي يحاصرها مقاتلو «داعش» من الشرق والجنوب والغرب.
من ناحيته، وقال آلان عثمان المتحدث باسم المجلس العسكري لأكراد سورية في كوباني، إن «إقليم كردستان» العراق أرسل شحنة أسلحة «رمزية» لكنها لم تصل «كوباني» لأن تركيا لم تفتح ممر العبور الذي طالب به أكراد سورية ليتمكنوا من دعم المدينة، مشيراً إن المساعدات تشمل ذخيرة للأسلحة الخفيفة وقذائف مورتر.
يأتي ذلك في وقت قال الجيش الأميركي يوم أمس إن قوات التحالف نفذت 21 ضربة جوية قرب كوباني في سورية في اليومين الماضيين لإبطاء تقدم مقاتلي تنظيم «داعش»، لكنه حذر من أن الوضع ما زال غير مستقر على الأرض.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن إحدى الضربات أصابت مصفاة لتكرير النفط قرب دير الزور، في ما دمرت ضربات أخرى تجمع لمقاتلي التنظيم المتشدد أو ألحقت أضراراً بمبان تابعة له.
وقال الجيش الأميركي إن ثمة مؤشرات على أن الضربات الجوية أبطأت تقدم التنظيم في «كوباني»، لكنه حذر من أن الوضع على الأرض ما زال غير مستقر وأن مقاتلي التنظيم يحاولون كسب أراض وأن الميليشيا الكردية «تواصل الصمود».
وتواصلت المعارك بين تنظيم «داعش» الإرهابي و«وحدات حماية الشعب» في مدينة عين العرب، حيث تمكن مقاتلو الوحدات الكردية من استعادة تل الشعير غرب كوباني، فيما تراجعت سيطرة «داعش» على المدينة من 40 في المئة إلى 20، بحسب مصدر كردي.
وأفادت مصادر عسكرية في ريف حماة عن تحقيق الجيش السوري والقوات الرديفة تقدماً في مدينة مورك باتجاه رحبة الدبابات بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين، في حين كثف الطيران الحربي السوري غاراته على مواقع للمسلحين في مناطق وسط وشمال البلاد، ونفذ 40 ضربة جوية في مناطق مختلفة من محافظتي إدلب وحماة.