ترامب من اليابان: نأمل أن يساعدنا الرئيس بوتين في حل الأزمة الكورية بيونغ يانغ: «ترامب وغد فاقد صوابه ولا يفهم لغة الكلمات»… وتظاهرات مناهضة لزيارته إلى سيول

أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن «أمله في تلقي مساعدة روسية بشأن حلّ أزمة كوريا الشمالية»، وأعلن أنه «ينتظر عقد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جولته الآسيوية».

وقال ترامب، على متن الطائرة التي أقلته إلى طوكيو أول أمس، للصحافيين المرافقين له: «أعتقد أنه من المتوقع أن نجتمع معه ونريد مساعدة بوتين في كوريا الديمقراطية وسنجتمع مع قادة آخرين».

وأكد ترامب أنّ «كوريا الشمالية تمثل مشكلة كبيرة جداً بالنسبة للولايات المتحدة والعالم». وقال الرئيس الأميركي: «نريد حلها»، مضيفاً: «على مدى 25 عاماً، كان هناك ضعف مطلق، ولهذا السبب نطبق الآن نهجاً مختلفاً تماماً».

وكشف رئيس الولايات المتحدة، أول أمس، «أنه سيقرر قريباً جداً إدراج كوريا الشمالية في قائمة الدول الراعية للإرهاب»، فقال: «نعتزم اتخاذ قرار قريباً جداً».

وكان المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، قد ذكر «أنه يمكن الافتراض بدرجة عالية من اليقين، بأنّ «بوتين وترامب سيناقشان الوضع حول كوريا الشمالية خلال الاجتماع إذا ما تمّ الاتفاق عليه».

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية، أكد ترامب في وقت سابق، «أنه يعتبر إجراء مفاوضات محتملة مع الزعيم الروسي أمراً هاماً. أولاً وقبل كل شيء، لأنه يعتقد، أن موسكو يمكن أن تساعد في زيادة الضغط على بيونغ يانغ. وبالإضافة إلى ذلك، يعتزم أن يناقش مع بوتين التسوية السلمية في أوكرانيا».

ومن ناحية أخرى، ذكر الكرملين «أن لدى الرئيسين، الروسي والأميركي، موضوعات كثيرة للمناقشة»، لذا فمن المهم لكلا الجانبين «إيجاد فرصة لإقامة اتصالات طويلة الأجل».

فيما حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند وصوله إلى اليابان من وصفهم بـ «المستبدّين» من التهاون في تقييم حزم واشنطن وحلفائها في «الدفاع عن الحرية».

وتوجّه ترامب، في مستهلّ جولته الآسيوية، إلى الموظفين الأميركيين واليابانيين العاملين في قاعدة «يوكوتا» الجوية الأميركية قرب العاصمة اليابانية طوكيو بالقول: «إنكم تشكّلون تهديداً عظيماً بالنسبة للمستبدّين والدكتاتوريين الحريصين على ملاحقة الأبرياء»، وذلك في إشارة واضحة إلى سلطات كوريا الشمالية.

وتابع بالقول: «لا يجب على أيّ دولة التقليل من شأن حزمنا، وكان المستبدون قد تهاونوا في تقييمنا مرات عدة من قبل، وذلك لم يكن جيداً بالنسبة لهم، ألا؟ لن نتراجع، ولن نترنح ولن نتردّد في الدفاع عن مواطنينا وحريتنا وعلمنا الأميركي العظيم».

وأضاف ترامب، «أن القوات الأميركية تنتصر دائماً»، مشيراً على ما يبدو أيضاً إلى الأزمة الراهنة حول كوريا الشمالية، متابعاً: «هذا هو إرث القوات المسلحة الأميركية، وهي أعظم قوة داعمة للحرية والعدالة في تاريخ العالم».

وذكر سيد البيت الأبيض أنّ «التحالف الأميركي الياباني كان يشكل حجر الأساس في الأمن الإقليمي خلال العقود الستة الماضية»، متعهّداً بـ «تزويد القوات المرابطة في القاعدة بمعدّات عسكرية حديثة قريباً».

وسبق أن أعلن ترامب، في أيلول المنصرم، «أنه سيسمح لليابان وكوريا الجنوبية باقتناء المعدّات العسكرية الأميركية المتطوّرة لمواجهة تهديد كوريا الشمالية».

وتوجّه ترامب، بعد إلقاء هذا الخطاب أمام موظفي القاعدة، إلى ملعب خاص للغولف شمال طوكيو ليواجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، حسب الاتفاق السابق بين الرئيسين.

في غضون ذلك، أصدر 16 مشرعاً أميركياً من قدامى المحاربين بياناً مشتركاً حذّروا فيه من أنّ «اندلاع حرب مع كوريا الشمالية يهدّد بسقوط مئات الآلاف وحتى ملايين الضحايا خلال أيامها القليلة الأولى»، مشيرين إلى أنّ «ترامب الذي لوّح غير مرة بالسيناريو العسكري ضد بيونغ يانغ لم يطرح أي خطة تمنع انتشار الحرب إلى خارج شبه الجزيرة الكورية».

وطالب البيان الرئيس الأميركي بـ «التوقف عن الإدلاء بتصريحات استفزازية تحول دون خطوات دبلوماسية وتضع القوات الأميركية المسلحة أمام مخاطر جديدة».

من جهتها، وصفت كوريا الشمالية رئيس أميركا، دونالد ترامب، بـ «الوغد» و»الفاقد صوابه» وقالت «إنه ليس من الممكن وقفه عند حدّه إلا بالقوة البدنية»، حسبما كتبت صحيفة « نودون سينمون» الرسمية أمس.

وقالت الصحيفة: «لا أحد يعرف متى، وفي أي وقت، يمكن لشخص فاقد لصوابه، ولوغد هائج، مثل ترامب، أن يرتكب عملاً متهوراً ينطوي على كثير من الخداع. لذلك، فإنّ الطريقة الوحيدة لوقفه عند حدّه، هو التصدّي له بالقوة البدنية المطلقة»، حسبما كتبت الصحيفة.

واعتبرت الصحيفة أن «الشخص المعرّض للإصابة بالعته لا يمكنه القيام بأعمال عقلانية ولا يفهم لغة الكلمات».

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: «إذا لم تأخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار إرادتنا القوية والصلبة، وتجرأت على مهاجمتنا بتهور، فلن يكون أمامنا من خيار سوى الرد بشكل صارم وحازم لعقابها، باستخدام القوة المركزة التي لا تملك الولايات المتحدة القوة والقدرة الكافية لمقاومتها، وعندما تصل الأمور إلى هذا الحد، فلن يساعد الولايات المتحدة أي ندم، ولن ينقذها أي أسف».

من جهة أخرى، دعت كوريا الجنوبية، أمس، شعبها إلى «الترحيب الحار» بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال زيارته المرتقبة وسط توقعات بخروج مظاهرات احتجاجاً على زيارته.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن المكتب الرئاسي بالبلاد، أن «الحكومة سترحب بترامب كضيف دولة لكي تتيح زيارته فرصة لتطوير العلاقات بين البلدين إلى التحالف العظيم».

ودعا المتحدث باسم المكتب الرئاسي بارك سو – هيون، في مؤتمر صحافي عقد أمس، الشعب الكوري الجنوبي إلى «الترحيب بزيارة ترامب للوطن».

وأضاف: «زيارته ستسهم في إحلال السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية».

وقال سو- هيون «إنه وسط تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، أصبح التعاون الشامل بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية أكثر أهمية من أي وقت مضى».

وتخطط الشرطة الكورية لرفع الأمن إلى أعلى مستوياته هذا الأسبوع، بعد أن أظهر الشعب مشاعر متباينة تجاه الرئيس الأميركي المثير للجدل، ومن المتوقع حدوث احتجاجات.

فإلى جانب الحساسية بشأن إعادة التفاوض على صفقة ثنائية للتجارة الحرة المعلقة بين الولايات المتحدة والجنوبية، دفعت خطابات ترامب العدوانية المتكررة تجاه نظام بيونغ يانغ، إلى خروج مظاهرات في سيول.

وفي تموز الماضي، قال ترامب إن بلاده تعيد التفاوض مع سيول بشأن اتفاقية التجارة الحرة التي دخلت حيز التنفيذ عام 2012، كونها «اتفاقية قاسية على واشنطن، وليست بالاتفاق العظيم»، على حد قوله.

فيما شارك أمس، آلاف الأشخاص في احتجاج واسع النطاق في كوريا الجنوبية عشية زيارة الرئيس الأميركي لسيول، حسبما ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

ووفقاً للبيانات الأولية، تجمع حوالى 5 آلاف متظاهر في وسط سيول وهم يرفعون لافتات وملصقات كتب عليها «السلام وليس الحرب» و»وقف العمليات العسكرية وبدء المفاوضات حول السلام»، و»نريد السلام».

وأكد ممثلو عدد من المنظمات الشعبية على أنّ «المراد من هذا التجمع هو توجيه الانتباه إلى مشكلة الأمن في شبه الجزيرة الكورية».

وبدأ ترامب جولته الآسيوية صباح أمس، حيث وصل في مستهلها لليابان، والتقى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ولعب الغولف معه. وسيتلقى ترامب اليوم مع العائلة الامبراطورية في اليابان، وبعد ذلك ستعقد قمة أميركية يابانية، ثم يلتقي ترامب وآبي مع عائلات يابانية اختطفها عملاء كوريا الشمالية في الماضي.

وبعد اليابان، سيزور ترامب كوريا الجنوبية، اليوم وغداً، حيث سيعقد اجتماعاً مع الرئيس مون جاي. وسيتوجه الرئيس الأميركي، يوم الأربعاء، إلى الصين، وفي 10 تشرين الثاني الحالي، يصل إلى فيتنام، حيث يشارك في «منتدى أبيك» قبل أن يختتم جولته في الفلبين يوم 14 تشرين الثاني.

في سياق متصل، أوردت صحيفة واشنطن بوست فحوى رسالة وجّهها مسؤولون بالبنتاغون إلى مشرعين أميركيين، ذكروا فيها أن تحديد أماكن المواقع النووية الكورية الشمالية وضمان سلامتها يتطلب تدخلاً برياً.

وقالت الصحيفة الأميركية «إن الرسالة التي كتبها نائب مدير هيئة أركان القوات الأميركية في البنتاغون، أوضحت أنّ نزاعاً من هذا النوع يمكن أن يدفع نظام بيونغ يانغ إلى استخدام أسلحة بيولوجية وكيميائية».

ويأتي هذا التقرير الذي يتضمن تفاصيل عن احتمالات قيام حرب في شبه الجزيرة الكورية، في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة طويلة في آسيا يهيمن عليها التوتر المتصاعد بين واشنطن وبيونغ يانغ.

وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست» أن وزارة الدفاع الأميركية وجهت هذه الرسالة رداً على اثنين من أعضاء الكونغرس طلبا تفاصيل تتعلق بتقييم العدد المحتمل للضحايا في صفوف القوات الأميركية واليابان وكوريا الجنوبية وجزيرة غوام الأميركية وكذلك بين المدنيين، في حال نشوب نزاع مع كوريا الشمالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش يدعم المقاربة الأميركية التي يديرها وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتقضي بفرض عقوبات اقتصادية وممارسة ضغوط دبلوماسية على كوريا الشمالية للحد من طموحاتها النووية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى