مملكة الدم: بن سلمان يصفّي جناحَيْ العائلة ورجال الأعمال… ويستقيل الحريري نصرالله: لا خطرَ حرب… والحديث عن اغتيالات أكاذيب… ونتريّث وندعو للهدوء
كتب المحرّر السياسي
كما بقي الوضع السعودي ومستقبل الانقلاب الذي حدّد ولي العهد محمد بن سلمان الساعة صفر لتنفيذه على توقيت استدعائه لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وإلزامه تلاوة بيان الاستقالة، من دون مقدّمات مستجدّة تستدعي السرعة وتفسّر التوقيت، خارج كونها بعضاً من مفردات إجراءات بن سلمان التي طالت عشرات الأمراء ورجال الأعمال، ومئات الموظفين والعسكريين، وقتل فيها بحوادث غامضة عدد من الأمراء، بقيت كذلك استقالة الحريري غامضة، لا يملك أحد القدرة على تقديم أجوبة غير سجالية على الأسئلة التي تطرحها، أجوبة تردّ بالوقائع على تساؤلات لا يمكن تجاهلها.
يستعيد محمد بن سلمان صورة جدّه المؤسّس عبد العزيز آل سعود، ومشاهد التصفيات والاعتقالات وصورة الدم التي بُنيت عليها المملكة، بعدما صار ضحاياه في يوم واحد عشرات من رموز سياسية وأمنية ومالية ارتبطت بأسمائها صورة المملكة لعقود طويلة ومؤسّساتها.
السؤال الجوهري حول الإصرار السعودي على استدعاء الحريري قبل بدء انقلاب بن سلمان بساعات قليلة، وهل يتسع وقت الذين يستعدّون ويتابعون قرارات وإجراءات بحجم اعتقال عشرات الأمراء ورجال الأعمال ومئات المسؤولين السابقين من مدراء وموظفين كبار، وصولاً لتصفية عشرات الأمراء والضباط برحلات مدبّرة بطائرات مروحية، عُرف منهم فيصل بن مقرن ولي العهد السابق، للتفكير بما يفعله الحريري في هذا الوقت العصيب، وإن لم يكن الاستدعاء بعضاً من الحملة التي شملت أمراء كانوا في الخارج استدعي بعضهم بداعي دعوة عشاء من ولي العهد، وبعضهم بعروض مستعجلة لصفقات من الديوان الملكي ستمنح لشركاتهم وتستدعي حضورهم، كما استدعي الحريري بداعي وجود تصوّر لما يجب فعله في لبنان، تجاه العلاقة بحزب الله، التي سبق وطرح الحريري تصوّراً للتهدئة حولها في زيارته للرياض قبل يومين من استدعائه العاجل؟
لا أحد يملك جواباً على السؤال، ولا على السؤال حول سبب ظهور الحريري على شريط مسجّل، كما يظهر المنشقون والأسرى لدى داعش، يقولون ما يطلب منهم، وكان ممكناً للحريري أن يخرج على الهواء مباشرة على عدد من الأقنية اللبنانية ببث مباشر ويترك مجالاً للأسئلة والأجوبة والحوار حول موقفه وخلفياته، ويعلم كلّ المعنيين، أنه كان يكفي أن يطلب الحريري من مكتبه في بيروت الاتصال بالقنوات التلفزيونية اللبنانية وحجز الهواء لبث مباشر لمؤتمر صحافي لرئيس الحكومة، يليه حوار مباشر مع الصحافيين من قاعة نقابة الصحافة، أو استديوات تلفزيون المستقبل لمن يرغب؟
الحديث عن عودة قريبة للحريري وبالوقت نفسه خطر على حياة الحريري، يتناقضان، كما يتناقض كلام الحريري في بيان الاستقالة مع كلامه قبل سفره إلى الرياض.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أطلّ خصيصاً للحديث عن استقالة الحريري، دعا للتريّث والهدوء وطمأن اللبنانيين إلى أن لا حروب أميركية و»إسرائيلية» أو «عواصف حزم» سعودية، واضعاً الأولوية لفهم ما جرى في السعودية وما يجري فيها وعلاقته بالاستقالة، مستعرضاً الفوارق بين مفردات بيان الاستقالة والمفردات التقليدية لخطاب الحريري، وانتماء مفردات البيان لخطاب ينتمي في بنيته اللغوية للخطاب السعودي، وقد ترك كلام السيد نصرالله أثراً كبيراً في خلق مناخ من التهدئة وإزالة الكثير من المخاوف وعناصر القلق.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متريّث بقبول الاستقالة، وعلى تشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكلّ منهما طرف في مشاورات متعدّدة داخلية وخارجية، بينما البارز كان بيان مقتضب لكتلة المستقبل النيابية حذر وباهت يعبّر عن حال ذهول، مقابل مسارعة الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي للإعلان عن مبادرة وضعها بتصرّف مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان.
نصر الله حذّر من الشارع: أين الحريري؟
بنبرةٍ هادئة وكلمات موزونة وبحكمة نادرة، تمكّن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من استيعاب وامتصاص الصدمة الداخلية التي أعقبت إقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية من الرياض، كما طمأن اللبنانيين الذين شعروا بالقلق حيال تداعيات التطوّر السياسي المستجدّ على الوضعين الأمني والاقتصادي في البلد، ناصحاً الإعلاميين والسياسيين وبعض المنتفعين بالهدوء وعدم التوتير والابتعاد عن اللعب بورقة الشارع التي «لن تؤدي إلى أي نتيجة سوى التأثير على الوضع الاقتصادي والهدوء العام الذي ساد البلاد»، داعياً الى «البحث عن السبب الحقيقي لاستقالة الحريري لأنها خطوة سعودية».
ودعا السيد نصر الله الى التحلي بالصبر والتريث وانتظار توضيح سبب الاستقالة وعودة الرئيس الحريري إن سمح له ليبنى على الشيء مقتضاه، وقال: «لدينا رئيس للجمهورية ورئيس لمجلس النواب والتواصل قائم بين مختلف المكوّنات، ولنترك الآليات الدستورية تأخذ مجراها». وأكد أن «حزب الله سيتصرّف بكامل المسؤولية والهدوء والحفاظ على أغلى ما عندنا في لبنان هو الأمن»، مؤكداً «حرصنا على الامن والاستقرار والسلم الأهلي في لبنان».
وبدّد السيد نصر الله أوهام عاصفة الحزم التي هدّد السعوديون بهبوب رياحها الى لبنان، في ظل الصراع الداخلي المحموم بين «أمراء المملكة» والمأزق الذي وضعت «المملكة» نفسها أو وُضِعت فيه بعد هزائمها المتتالية على مساحة المنطقة، لا سيما في اليمن على وقع تطورٍ ميداني نوعي خطير يتعلق باستهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية مطار الرياض بصاروخ باليستي، رأى فيه ما يُسمّى بـ «التحالف العربي» أنه «عمل همجي من الجماعة الحوثية»، متهماً إيران بتزويد حزب الله والحوثيين بالصواريخ الباليستية والتقنيات.
وطمأن الأمين العام لحزب الله أن لا أخطار أمنية بحجم الإشاعات التي بثت في لبنان، وأن «الإسرائيلي» لن يقدم على حرب وفق أجندة السعودي، بل ينظر للتطورات الإقليمية والدولية، ولن يخوض حرباً ما لم يكن المؤكد فيها أنها سريعة وحاسمة وذات تكلفة قليلة. وهذا غير متوفر، بحسب إجماع قادته السياسيين والأمنيين..
ودعا السيد نصر الله الى الكشف عن مصير الحريري، متخوّفاً من أن يكون قد زُجّ به في صراعات شخصية سعودية سياسية واقتصادية! وتساءل أين هو؟ ولماذا لم يأت ليعلن استقالته من لبنان، أم أن السعودية تريد استبدال الرئيس الحريري بأحد الصقور الذي يتمادى بمشروعها إلى الأخير؟
وغرّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، على «تويتر»، قائلاً: «أكثر من أي وقت مضى فإن المرحلة تتطلب الهدوء واحترام الدستور والمؤسسات. إن كلام السيد حسن في غاية المسؤولية وإن كنتُ لا أشارك بعضاً من مضمونه».
.. والحريري يغرّد من مكان إقامته الجبرية!
وفي حين تضاربت الأنباء عن مصير الحريري الذي بقي مجهولاً حتى مساء أمس، حيث أطلّ من مكان اقامته الجبرية في السعودية كما أُشِيع بتغريدة على تويتر للمرة الأولى بعد إعلان استقالته، وقال: «بعد أدائه للقسم أمام خادم الحرمين الشريفين سررتُ بلقاء سعادة السفير السعودي وليد اليعقوب». وأرفق التغريدة بصورة مع السفير. بينما تساءلت مصادر: هل الحريري هو الذي يُشغّل حسابة التويتري أم أن هناك مَن في المملكة يقوم بذلك؟
وتوالى المسؤولون في تيار المستقبل على نفي أخبار وضع رئيس الحكومة في الإقامة الجبرية في السعودية، فأكد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، أنه على تواصل مع الحريري وأن الحديث عن توقيفه هو من الخيال الجموح للذي فبركه، بينما تحدثت مصادر إعلامية عن أن الحريري سيعود الى بيروت خلال 48 ساعة المقبلة. لكن في حال لم يكن الحريري محتجزاً ولديه الحرية التاملة للتجول خارج المملكة، فلماذا لم يأت ويعلن استقالته من لبنان؟ وإذا كان فعلاً خائفاً على حياته من محاولة اغتيال كما ادعى وبرر بذلك استقالته، فلماذا يعود الى لبنان، حيث مكان اغتياله المفترض؟
وقد سارع كل من قوى الأمن الداخلي وقيادة الجيش والأمن العام، الى نفي مزاعم الحريري عن تعرّضه لمحاولة اغتيال، مشيرين الى أنهم لم يلمسوا أي مؤشرات أمنية تدلّ على حصول عمليات اغتيال في البلد.
ما علاقة الحريري بالأمراء المعتقلين؟
وكان الحريري قد قدّم استقالته ظهر السبت الماضي في بيان تلاه كُتِب بالحبر السعودي في خطوة لا يمكن تفسيرها في إطار المنطق السياسي الداخلي، بل تتعلق بأسباب سعودية بحتة، حيث جاءت بالتزامن مع حملة الاعتقالات غير المسبوقة في تاريخ المملكة والتي طاولت مجموعة من الأمراء السعوديين ممن يشغلون مناصب سياسية ومالية وأمنية عليا في النظام السعودي منذ عقود، حيث يستكمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب مصادر سعودية الفصل الأخير الممهّد لتوليه العرش من خلال حملة التطهير لجميع مراكز القوة المنافسة له والتي تزامنت مع إغلاق المطارات السعودية، وأنباء تواترت عن وفاة عدد من كبار المسؤولين السعوديين كانوا برفقة الأمير منصور بن مقرن على متن مروحية.
وتوجّه الحريري إلى اللبنانيين في كلمة مكتوبة من الرياض حمل فيها بشدّة على حزب الله، متحدثاً أيضاً عن محاولات لاغتياله، ختمها بإعلان استقالته.
ونقلت مصادر لـ «البناء» أن «الحريري وبعد اجتماعه الأخير مع الأمير محمد بن سلمان ووزير شؤون الخليج ثامر السبهان بدت علامات الذهول واضحة على وجهه، وقد عاد الى قصره في السعودية وأخرج من جيبه ورقة كتب عليها أفكاراً وطلب من أحد مستشاريه الشخصيين وأحد الوزراء السابقين المقرّبين منه، وهما هاني حمود وباسم السبع بأن يصيغا له من هذه الأفكار بيان استقالته، وقد فوجئ الحاضرون بذلك.
وقد وُوجِه الحريري من قبل القيادة السعودية بتهم الفساد وبعلاقاته المشبوهة مع بعض الأمراء المتورطين بأعمال فساد أيضاً، أبرزهم رئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري والأمير الوليد بن طلال، فتم تخييره بين جنسيته السعودية ورئاسة الحكومة، فقال الحريري للمقرّبين بأن جنسيته السعودية أهم بكثير من موقعه في رئاسة الحكومة، فاختار تقديم الاستقالة.
ودعت كتلة المستقبل التي عقدت اجتماعاً استثنائياً أمس في بيت الوسط، «جميع الفرقاء اللبنانيين للتنبّه والتبصّر في المخاطر التي يتعرّض لها لبنان نتيجة الاختلال في التوازن الداخلي والمخاطر الخارجية الناتجة عن استمرار وتصاعد التورّط الإيراني وحزب الله في الصراعات الدائرة في المنطقة».
وقد زار وزير الخارجية جبران باسيل بيت الوسط حيث التقى نادر الحريري والنائب بهية الحريري معرباً عن وقوفه إلى جانبهم، ومؤكداً أنهم حال واحد، وكان باسيل قد أكد أن لا أزمة سياسية في البلد بعد استقالة الحريري.
تريّث في بعبدا واتصالات داخلية وخارجية
وقد أحدث القرار السعودي، إرباكاً سياسياً استدعى اتصالات تشاورية وتنسيقية واحتوائية على مستوى الرئاستين الأولى والثانية، وفتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قنوات الاتصال الخارجي لمواكبة ما يجري في السعودية ارتباطاً بما يحصل مع الرئيس الحريري، ما يبقي الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها لتعامل بعبدا مع التطوّر السياسي الطارئ، وقد أفادت قناة «أو تي في» بأن «رئيس الجمهورية يحاول التريث في التعامل مع استقالة الحريري، رغم انه من الناحية الدستورية لا شيء اسمه قبول أو رفض الاستقالة إلا أن الرئيس يتريث في اتخاذ الإجراءات التنفيذية المنبثقة من إعلان الاستقالة وعليه لن يصدر أي بيان عن رئاسة الجمهورية يعتبر الحكومة مستقيلة ويطلب منها تصريف الأعمال». وأشارت المعلومات الى أن «الرئيس عون سيشدّد على الوحدة الوطنية في هذا الظرف العصيب والدقيق. وهو لهذه الغاية أجرى اتصالاً بالنائب بهية الحريري»، ولفتت الى حرص الرئيس عون على الاستقرار بكل أبعاده، وأجرى ويجري اتصالات بجميع المسؤولين الأمنيين والعسكريين وستكون له لقاءات أمنية وغير أمنية في الأيام المقبلة.
كما أجرى الرئيس عون اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتداول معه في المستجدات الراهنة، حيث أكد الرئيس المصري وقوف جمهورية مصر العربية الى جانب لبنان رئيساً وشعباً ودعمها سيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدة شعبه.
كذلك، أجرى عون اتصالاً بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين وتداول معه في الأوضاع الراهنة، حيث أكد العاهل الأردني دعم بلاده وحدة اللبنانيين ووفاقهم الوطني وكل ما يحفظ استقرار لبنان.
هل يتجه عون لتسمية رئيس من 8 آذار؟
وأشارت مصادر نيابية مطلعة لـ «البناء» الى أن «الرئيسين عون وبري اتفقا خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما أمس على التريث بضعة أيام لتبيان الخيط الأبيض من الأسود وبانتظار عودة الحريري الى بيروت، ولم تتبلور رؤية مشتركة حول طريقة التعامل ولا صورة واضحة عن المشهد المقبل، بل ستشهد الساحة خلال الأيام المقبلة اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف لاتخاذ القرار المناسب»، غير أنه في حال لم يحصل ذلك، سيبادر عون «وفقاً للآليات الدستورية المعتمدة الى قبول استقالة الحريري واعتبار الحكومة مستقيلة والطلب منها تصريف الأعمال ريثما يتمّ تشكيل حكومة جديدة، ثم يعقد اجتماعاً مع رئيس المجلس النيابي في قصر بعبدا للتشاور معه حول تحديد موعد لاستشارات نيابية جديدة». واستبعدت أوساط 8 آذار لـ «البناء» أن «يعود فريق 8 آذار الى تسمية رئيس حكومة من تيار المستقبل أو موالٍ للسعودية إذا أصرّ التيار على التصرّف بروحية النص المكتوب الذي تلاه الحريري»، مرجّحاً الذهاب الى تسمية رئيس من 8 آذار والوزير السابق عبد الرحيم مراد الأوفر حظاً».
برّي: للتنبّه لما يُحاك للبنان
وأبدى الرئيس نبيه بري الموجود في مصر استغرابه وتفاجؤه الشديد إزاء الخطوة الحريرية، بحسب ما نقلت عنه مصادر لـ «البناء» ودعوته الى التريث والانتظار والتنبّه لما يُحاك للبنان والتسمك بالوحدة الوطنية.
وعقد الرئيس بري أمس، لقاءً مطولاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استغرق قرابة الساعة، وجرى عرض وشرح لوضع المنطقة ولبنان وما استجدّ فيه من أخطار محدقة. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس بري بالقول: «لقائي مع سيادة الرئيس السيسي رغم كل الصعوبات يفتح باباً كبيراً للانفراج، وآمل من أهلنا في لبنان تهدئة النفوس كما آمل من الإعلام التحلي بالمسؤولية الوطنية والمهنية». كما أجرى بري اتصالاً برئيس الجمهورية أطلعه فيه على أجواء لقائه مع الرئيس السيسي.
من جهته، أعرب السيسي عن اهتمام مصر بالحفاظ على أمن واستقرار لبنان، ووقوفها إلى جانبه ودعمه في مواجهة التحديات الراهنة، مؤكداً أهمية تجنب جميع أشكال التوتر والتطرف المذهبي والديني، ورفض مساعي التدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
سلامة: الليرة مستقرة
وبعد أن طمأن وزير المال علي حسن خليل الى الوضع المالي والاقتصادي والنقدي في لبنان وأنه لن يتأثر بخطوة استقالة الحريري، أشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس، الى أن «الليرة اللبنانية ستبقى مستقرة والأمر مرتكز على الامكانيات الموجودة للبنك المركزي». وتابع: «إن مصرف لبنان بنى نموذجاً نقدياً يأخذ بعين الاعتبار المعطيات المالية والاقتصادية للبلد والمفاجآت السلبية التي تحصل احترازياً، وقمنا بهندسات مالية حمت الوضع النقدي والمالي».
ومواكبة وتماهياً مع التصعيد السعودي على لبنان، طلبت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان عاجل صدر عنها أمس، من جميع رعايا المملكة الموجودين حالياً في لبنان مغادرة هذه البلاد فوراً. غير أن السفارة الأميركية في لبنان نفت الإشاعات عن دعوة الأميركيين الى مغادرة لبنان.
إيران ترفض قيادة أميركا
التطورات الداخلية استدعت جملة من المواقف الإقليمية والدولية، أشّرت الى المظلة الامنية والسياسية الخارجية فوق لبنان لا زالت موجودة، والى جانب الموقفين المصري والأردني، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من استقالة الحريري، لكنه تمنّى من الجميع التركيز على دعم استقرار لبنان وأمنه.
بدوره اعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن «الرئيس سعد الحريري فعل ما يفعله محمد بن سلمان تماماً»، لافتاً الى أن «ما يقوله الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ بن سلمان ينقله بن سلمان إلى الحريري وعلى الحريري تنفيذ الأوامر حرفياً». وأشار شمخاني، في تصريح الى أن «الحريري وبن سلمان وترامب ونتنياهو لهم مطلب واحد هو قيادة أميركا لشعوب المنطقة وإيران ترفض ذلك».
وقد لوحظ الدخول «الإسرائيلي» المشبوه واللافت على خط الأزمة الحكومية، من خلال تصريحات متتالية لعدد من المسؤولين في كيان العدو، فوصف وزير شؤون الاستخبارات «الإسرائيلي»، يسرائيل كاتس، استقالة رئيس الوزراء اللبناني، بنقطة تحوّل، معتبراً أن الوقت حان لعزل حزب الله وإضعافه وتجريده من السلاح.