ترامب في كوريا الجنوبية وجيه إن يستقبله في قاعدة عسكرية: الهدف لتشديد الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على بيونغ يانغ
وصل الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن قاعدة «كامب همفريز» للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية في زيارة مفاجئة وغير مسبوقة، لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكان قد وصل ترامب، أمس، إلى كوريا الجنوبية، المحطة الثانية والحساسة في جولته الآسيوية التي يهيمن عليها الملف النووي الكوري الشمالي.
وحطت الطائرة الرئاسية «اير فورس وان» في قاعدة أوسان الجوية قرب سيول، وكان في استقباله وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانغ كيونغ هوا، والسفير الكوري لدى واشنطن، جو يون جيه.
وذكرت وسائل الإعلام «أنّ زيارة رئيس كوريا الجنوبية فاجأت الجميع لأنه لم يعلن عنها مسبقاً، إذ كان من المتوقع أن يستقبل جيه إن نظيره الأميركي في سيول».
وتصافح الرئيسان ثم ذهبا إلى مطعم القاعدة لتناول الغداء برفقة العسكريين الأميركيين والكوريين الجنوبيين.
وأكد جيه إن «أثناء مأدبة الغداء أنّ هذه هي المرة الأولى في تاريخ كوريا الجنوبية التي يلتقي فيها الزعيم الكوري الجنوبي بنظيره الأميركي في القاعدة العسكرية الأميركية لدعم الضباط والجنود معنوياً».
كما شكر جيه إن جميع العسكريين، مشيراً إلى أنهم «بمثابة حجر الزاوية للتحالف العسكري بين واشنطن وسيول»، وداعياً إياهم إلى «التعامل معاً من أجل إقامة السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية».
يذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصل، أمس، إلى كوريا الجنوبية، المحطة الثانية في جولته الآسيوية التي ستختتم في 14 تشرين الثاني وستكون أطول جولة قام بها رئيس أميركي منذ 25 عاماً.
وتهدف هذه الزيارة إلى «تشديد الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على بيونغ يانغ بغية كبح طموحاتها النووية، بالإضافة إلى ترويج المصالح الاقتصادية الأميركية في المنطقة».
وفي السياق نفسه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «لا يمكن السماح لكوريا الشمالية بتهديد كل ما بنيناه مع كوريا الجنوبية »، معبراً عن «أمله في ألا يتم اللجوء إلى الحل العسكري».
وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكوري الجنوبي، إنّ «كوريا الشمالية تهدد أرواح الملايين وتشكل خطراً على العالم، ومواجهتها تحتاج إلى رد عالمي».
ودعا الرئيس الأميركي، روسيا والصين إلى «الضغط على بيونغ يانغ، ومطالبتها بإنهاء برنامجها النووي والصاروخي».
كما أشار ترامب إلى أنّ «العقوبات المشددة على بيونغ يانغ سيكون لها أثر فعال خاصة مع انضمام الصين».
وكان ترامب قد وصل، أمس، إلى كوريا الجنوبية، المحطة الثانية في جولته الآسيوية التي بدأها، الأحد، باليابان.
ومن المقرر أن ينتقل بعد كوريا الجنوبية إلى محطته الثالثة، الصين ومنها إلى فيتنام يوم الجمعة، قبل أن ينهي رحلته في الفلبين الأحد.
من جهة أخرى، طلب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الكونغرس 4 مليارات دولار إضافية لبرامج الدفاع الصاروخي، من أجل «مواجهة تهديد كوريا الشمالية»، حسبما أعلن البيت الأبيض، أول أمس.
وقدم ترامب، هذا الطلب في رسالة إلى الكونغرس، قائلاً: «إنّ هناك حاجة ماسة إلى هذه الأموال الإضافية».
وجاء في الرسالة أنّ «هذا الطلب يدعم جهوداً إضافية للكشف عن أيّ استخدام لكوريا الشمالية للصواريخ الباليستية ضدّ الولايات المتحدة أو قواتها المنتشرة أو حلفائها أو شركائها والدفاع عنها».
وقد كثفت بيونغ يانغ منذ بداية العام الحالي تجارب وعمليات إطلاق صواريخ باليستية، ما أدى إلى إدانة دولية وتشديد العقوبات الاقتصادية التي أصدرتها الأمم المتحدة وإلى تصعيد في لهجة الخطاب بين واشنطن وبيونغ يانغ.
كما طلب الرئيس ترامب 1.2 مليار دولار لاستراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة، تجاه أفغانستان وجنوب آسيا، قائلاً: «إنّ هذه الأموال مطلوبة لنشر 3500 جندي إضافي في أفغانستان وقوات خاصة ونفقات أخرى مرتبطة بتلك الاستراتيجية».
من جهة أخرى، قال السكرتير الصحافي للرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، هناك إمكانية لمحادثات بوتين وترامب على هامش قمة إبيك، وذلك لمناقشة أهم القضايا الدولية بما فيها كوريا الشمالية.
ورداً على سؤال صحافي حول احتمال إجراء لقاء بين الرئيسين الروسي والأميركي في فيتنام صرح بيسكوف: «تفاصيل هذا اللقاء قيد الإعداد. الرئيسان سيتواجدان في دانانغ، وستكون لديهما إمكانية اللقاء. ومن الواضح أيضاً أنهما سيتبادلان الآراء في المسائل الأكثر حدة وبينها الوضع في شبه الجزيرة الكورية».
ورداً على سؤال حول موقف موسكو من تصريح ترامب مفاده «أنّ الأعمال الأميركية تساعد في تحسين الوضع حول كوريا الشمالية»، قال: «إنّ تقييم هذه التصريحات قبل لقاء الرئيسين سابق لأوانه».
وكان بيسكوف قال سابقاً «إنه يتم تنسيق اللقاء المحتمل لرئيسي البلدين في قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في فيتنام». وأكد أنّ «اللقاء حال حدوثه سيتركز على الوضع حول كوريا الشمالية».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية إلى أنه «يعتبر المحادثات المحتملة مع الرئيس الروسي مهمة جداً»، لأنّ موسكو، على حد قوله، «قد تساعد في زيادة الضغط على بيونغ يانغ». كما أعلن عن «رغبته في مناقشة التسوية السلمية في أوكرانيا».