رئيس الجمهورية: اللبنانيون ماضون في طريقهم بطمأنينة رغم الأصوات الضعيفة التي تحاول إيجاد فتنة
أجمعت القيادات السياسية أمس، على إدارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحكيمة للأزمة، التي استجدت مع إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته، والخطوات التي يتخذها لتجنيب البلد أية هزة سياسية أو اقتصادية أو أمنية، وللحفاظ على الاستقرارين الأمني والمالي.
وفيما يتريث رئيس الجمهورية بإجراء استشارات لتشكيل حكومة جديدة بمعزل عن طبيعة الحكومة سياسية، أو حكومية بانتظار التواصل مع الرئيس سعد الحريري وعودته إلى البلاد، فإن تصريف الأعمال يحتاج إلى وجود رئيس الحكومة في السراي.
واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، سلسلة لقاءات تشاورية مع قيادات وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية، لبحث نتائج إعلان الرئيس الحريري استقالته من خارج لبنان والسبل الكفيلة للخروج من الأزمة المتأتية عن هذه الاستقالة. فالتقى في الجولة الصباحية التي امتدت من العاشرة حتى الواحدة كلاً من الرئيس الأسبق امين الجميل الذي قال بعد اللقاء: «نحن نمر في مرحلة صعبة جداً ونعلم تماماً أن جذور الأزمة الراهنة تعود إلى زمن طويل، ولم تأت بشكل مفاجئ وإنما هي ترجمة للمسار الحالي انطلاقاً من التسوية التي حصلت».
واستقبل عون الرئيس العماد اميل لحود الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح. ثم التقى رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان الذي أدلى بتصريح أشار فيه «في حال إصرار الرئيس الحريري على عدم العودة، أرى أن الحكومة الحيادية أو التكنوقراط هي أفضل حل لإجراء الانتخابات تتزامن مع تشكيل هيئة الحوار الوطني لإعادة التأكيد على إعلان بعبدا ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية وبحث عودة النازحين السوريين، الذي يعتبر أهم موضوع اليوم يتطلب توافقا وطنياً. ثم التقى الرئيس عون رئيس المجلس النيابي السابق الرئيس حسين الحسيني الذي لم يدل بعد اللقاء بأي تصريح. واستقبل ايضاً رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي قال بعد اللقاء بالتصريح التالي: كان الحديث مع الرئيس عون عن موضوع الازمة الراهنة وكيفية الخروج منها وعن اسباب الاستقالة وكيفية معالجتها في المستقبل، وقد شرح لي اسباب التريث في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء، وقد اقتنعت بهذه الأسباب، وهذا التريث من باب الحكمة عند فخامة الرئيس. اذا كان لا بد من كلمة أقولها لكل لبناني مخلص، فهي أنني خرجت من هذا الاجتماع وانا متفائل وعلى ثقة برؤية الرئيس، خصوصاً عندما شرح لي أن هذا الامر وطني يتعلق بجميع اللبنانيين، ومن مسؤولية فخامته المحافظة على الدستور وعلى التوازنات في البلد اقول بكل صراحة أنني متفائل وان شاء الله نخرج من هذه الازمة لأيام افضل».
والتقى رئيس الجمهورية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي تحدث إلى الصحافيين فقال»: أؤكد أن عودة الرئيس الحريري هي الأولوية على أي أمر آخر، وفي الوقت نفسه تجب العودة إلى التبصر والتنبه إلى الأخطار التي يعيشها لبنان والمشكلات التي علينا معالجتها». وأشار السنيورة رداً على سؤال إلى أن «الرئيس الحريري عائد، ونحن في كتلة المستقبل نريد عودته وموقفنا دائماً هو أننا إلى جانبه ونرشحه إلى رئاسة الحكومة.»
كذلك استقبل رئيس الجمهورية النائب بهية الحريري، ثم تيمور جنبلاط نيابة عن النائب وليد جنبلاط الذي تعرض لوعكة صحية يرافقه النائب غازي العريضي.
أما الجولة الثانية من اللقاءات، افتتحت عند الثالثة بعد الظهر بلقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
بعدها، التقى رئيس الجمهورية، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان، ثم الأمين العام لحزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان، وبعده رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية.
كما استقبل الرئيس عون، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ثم رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، فرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.
واختتم رئيس الجمهورية اليوم الاول من لقاءات التشاور بلقاء وزير الخارجية والمغتربين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.
وأجرى الرئيس عون اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة السابق سليم الحص، وتداول معه في التطورات السياسية، لا سيما بعد استقالة الرئيس الحريري، واطلع على وجهة نظره حيال ما يجري.
وأكد الرئيس الحص «ضرورة العمل على رص الصفوف وتنحية الخلافات والمناكفات بين مجمل المكونات السياسية في لبنان، والحفاظ على حصانة القامات اللبنانية وصون كرامة الوطن وسيادته، ومنع الهيمنة على القرار الوطني اللبناني من اي جهة كانت». كما أكد «ضرورة بذل الجهود في سبيل الحفاظ على أمن الوطن وتسييج السلم الاهلي بالوحدة الوطنية». وختم: «نتكل على تبصركم وحكمتكم وشجاعتكم».
وتلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية الشيخ حسن روحاني، وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الراهنة، كما تم التداول في عدد من مواضيع الساعة. وأكد روحاني في اتصال هاتفي مع الرئيس عون، بحسب ما أفادت قناة الميادين، أنّ «الاتحاد بين مكونات الشعب اللبناني يضمن تجاوز الفتن الخارجية والمشاكل الإقليمية». وشدّد على أنّ «إيران ستكون دائماً إلى جانب الشعب اللبناني، ولن نألو جهداً أو مساعدةً لتقوية استقرار وثبات لبنان»، مركّزاً على أنّ «الشعب اللبناني العظيم لن يسمح أن يكون لبنان ساحة لصراع القوى أو يشكّل فرصة لعودة الإرهابيين مجدّداً». وردّ عون بدوره، قائلاً: «على رغم الأصوات الضعيفة جداً التي تحاول ايجاد فتنة فإن لبنان واللبنانيين ماضون في طريقهم بطمأنينة».
وكان استقبل في التاسعة والنصف صباحاً في قصر بعبدا، السفير ابراهيم عساف لمناسبة تعيينه سفيراً للبنان لدى النمسا، وزوّده بالتوجيهات اللازمة قبيل تسلمه منصبه الجديد، وتمنى له التوفيق في مهامه.