روحاني للسعودية: إقامة صداقة مع «إسرائيل» بدلاً من الصداقة مع إيران خطأ استراتيجي
ردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني على السعودية بالقول «أنتم تعلمون قوة ومكانة إيران، ومَن هم أكبر منكم لم يتمكنوا من فعل شيء ضدّ الشعب الايراني»، مضيفاً أنّ «واشنطن وعملاءها سخّروا كل إمكاناتهم وقوتهم ولم يتمكنوا من فعل شيء ضدّ إيران».
وفي كلمة له أمام مجلس الوزراء الإيراني قال روحاني «إنّ عداء السعودية لشعوب المنطقة يدفع للسؤال عن هدفه وفوائده للرياض»، متسائلاً «هل قصف الشعب اليمني وفرض عقوبات على الغذاء والدواء هو سلوك إسلامي؟».
وطرح روحاني السؤال على المسؤولين السعوديين «لماذا تعادون الشعبين السوري والعراقي وقوّيتم داعش وسلطتموه على أرواح شعوب المنطقة؟».
واعتبر الرئيس الإيراني أن «إقامة صداقة مع إسرائيل بدلاً من الصداقة مع إيران هو خطأ استراتيجي»، مؤكداً أنّ «بلاده تفخر بأنها أفشلت تنظيم داعش في المنطقة».
وبشأن الأزمة الأخيرة بالنسبة لليمن والاتهام السعودي لطهران أعلن روحاني «أنّ طهران تتمنّى التطور والتقدّم لليمن والعراق وسورية وحتى السعودية»، مشيراً إلى أنه «على الجميع أن يعلم أن لا طريق إلا الأخوّة والصداقة ومساعدة بعضنا البعض»، آملاً أن «يتخلّى حكام السعودية الجدد عن عدائهم لشعوب المنطقة وأن يختاروا طريق الصداقة، وأن يعلموا أن مراعاة الأدب واحترام الآخرين لأنهما لا يُضرّان»، وفق ما قال.
كما شدّد الرئيس الإيراني على أنّ «طريق طهران في المنطقة هو تعزيز الاستقرار». وذكّر بأنّ «وحدة شعوب المنطقة كانت دائماً مشكلة القوى الكبرى العالمية والغربية، ولذلك فإنها تعمل لزرع الفرقة»، مشدّداً على أنه من وجهة نظر طهران فإن «الشيعة والسنّة وجميع القوميات أخوة».
فيما أكد أنّ طهران «ستواصل مسيرة التقدم والتطور بقوة»، شاكراً الشعب الايراني «لحفاظه على الحذر واليقظة».
وحول الاتفاق النووي قال روحاني «إنّ القوى العالمية حاولت إيجاد خلل في الاتفاق، لكنهم علقوا في ذلك، حيث إن الرأي العام العالمي لم يدعمها ولذلك توجهوا إلى بثّ الفرقة والخلافات بين شعوب المنطقة».
من جهته، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى «تطبيق الحوار الشامل لحل الأزمة في اليمن على غرار الحوار الذي تم تطبيقه لحل الأزمة السورية»، مشيراً إلى أنه «لا توجد أزمة لا يمكن حلّها بالدبلوماسية».
وفي تغريدة لظريف على تويتر أول أمس، دعا لـ «استخدام الدبلوماسية بدلاً من القصف والتهديد والاستقالة لحل وتسوية النزاعات».
وكتب وزير الخارجية الايراني «الآن حيث نقترب من نهاية كابوس الأزمة السورية عبر الحوار الشامل، يجب أن نطبّق طريقة مماثلة بشأن اليمن، لا أن نعمل على اختلاق أزمات جديدة عبر عمليات القصف والتهديدات أو الاستقالات».
وأضاف «لا توجد أزمة لا يمكن للدبلوماسية حلّها. لقد أثبتنا هذا الأمر مرّة. إيران تسعى لضمان السلام من دون إقصاء أحد».
في السياق نفسه، وجه مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي شديدة اللهجة أشار فيها إلى أنّ «التصريحات السعودية تحريضية وتتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة»، مشدداً على أن «تصريحات المسؤولين السعوديين هدفها تضليل الرأي العام وحرف أنظاره عن العدوان السعودي على اليمن».
ولفت خوشرو في رسالته إلى أنّ «الحكومة السعودية ملزمة برعاية القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، والامتناع عن تهديد الآخرين باللجوء للقوة»، داعياً المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته لمنع جرائم الحرب وانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان».
وقال مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة إنّ «الإجراءات السعودية الأخيرة بإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية ستفاقم من الفاجعة الإنسانية في اليمن»، منوّهاً بأنّ «على المجتمع الدولي تحميل السعودية مسؤولية كافة جرائمها في اليمن».
وأضاف مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة «بعد عامين ونصف من القتل الجماعي الذي مارسته السعودية ضدّ الشعب اليمني يجب أن تدرك الحكومة السعودية أنّ الأزمة اليمنية لا يمكن حلها من خلال القوة العسكرية»، مشيراً إلى أنّ «تسوية هذه الأزمة يكمن فقط بتهيئة الأجواء للحلول السياسية والحوار اليمني – اليمني».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد شدّد في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون على أنّ «مزاعم المسؤولين السعوديين مخالفة للواقع».
يأتي ذلك، بعد أن نقلت وكالة الأنباء السعودية واس عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوله «إن قيام إيران بتقديم صواريخ لفصائل في اليمن عدوان عسكري مباشر قد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضدّ المملكة».