دبلوماسي روسي: بيونغ يانغ تستطيع استهداف أميركا خلال سنتين ولافروف لا بديل عن الحل السياسي
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، «إنّ موسكو على يقين بأنّ تبادل الاتهامات والشتائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لا جدوى منه»، مؤكداً أنه «لا بديل عن الحل السياسي».
وشدّد لافروف، في تصريح صحافي، أول أمس، بعد وصوله إلى مدينة دانانغ الفيتنامية، على «ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار، والاتفاق»، مشيراً إلى «الاقتراح الذي تقدمت به روسيا والصين بخصوص حل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، الذي يدعو إلى التجميد المزدوج أيّ وقف كوريا الشمالية برنامجها الصاروخي وتخلي الولايات المتحدة عن المناورات العسكرية في المنطقة».
وتعليقاً على الأنباء حول لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب، على هامش قمة «أبيك» في فيتنام، قال لافروف: «سمعنا تصريحات دونالد ترامب بأنه يعتزم لقاء الرئيس بوتين»، مشيراً إلى «استعداد الرئيس الروسي لإجراء هذا اللقاء، وأن الأميركيين على علم بذلك».
وكان ترامب، قد أعلن في وقت سابق، أنه «يعتزم الاجتماع مع بوتين في فيتنام، وينوي مناقشة ملفات كوريا الشمالية وسورية وأوكرانيا».
كما أكد وزير الخارجية الروسي، «أن من المحتمل أن يجتمع مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون على هامش قمة أبيك في فيتنام».
وأشار لافروف إلى أنه «سيتم بحث العلاقات الثنائية التي تتطلب إصلاحات حقيقية، بالإضافة إلى الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، والأزمة السورية، والعراق، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأوكرانيا».
ومن المقرر أن تعقد القمة بمدينة دانانغ الفيتنامية يومي 10 11 تشرين الثاني الحالي.
من جهته، صرح نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، أول أمس، بأنّ «روسيا لم تدعم سابقاً قط مقاطعة بيونغ يانغ»، مشيراً إلى «وجود بديل عن أسلوب المقاطعة».
وفي تعليقه على دعوة ترامب لروسيا والصين إلى تقليص العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع كوريا الشمالية، قال الدبلوماسي الروسي: «لم ندعم سابقاً أفكار المقاطعة الكاملة لكوريا الشمالية وأية دولة أخرى على حد سواء. نرى أن من الضروري حل القضية القائمة حول مخالفة بيونغ يانغ لسلسلة من القرارات الدولية وأعمالها الاستفزازية السابقة، بطرق أخرى تماما».
وقال: «الضغط والعقوبات، لا سيما المقاطعة، ليست أساليب من ترسانتنا».
وتابع: «لا يمكننا أن ندعم مثل هذه الدعوات، ونرى أنه يوجد هناك بديل. ونعتقد أن الاقتراحات الروسية الصينية المشتركة، في حال أخذها بعين الاعتبار بشكل صحيح… أوجه هذه الكلمات إلى زملائنا في واشنطن… ستسمح بتحريك العملية السياسية».
وأشار ريابكوف إلى أن «سعي الولايات المتحدة لاستخدام العقوبات لحل كل القضايا القائمة، يثير قلقاً في موسكو»، مشدداً في الوقت ذاته على أن «روسيا ستواصل الإصرار على ضرورة التسوية السياسية الدبلوماسية للوضع في شبه الجزيرة الكورية».
بدوره، أعلن ميخائيل أوليانوف مدير قسم الخارجية الروسية لشؤون منع انتشار الأسلحة أن «كوريا الشمالية ستتمكن من إطلاق صواريخ بعيدة المدى إلى الولايات المتحدة بعد سنتين أو ثلاث سنوات».
وقال أوليانوف «إن كوريا الشمالية ستحصل حتماً على صواريخ باليستية عابرة للقارات خلال الفترة المذكورة في حال عدم إيجاد حلّ سياسي»، مؤكداً «ضرورة وقف هذه البرامج الصاروخية الآن».
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى «تقارب مواقف موسكو وواشنطن، فيما يتعلّق برفض الاعتراف بالوضع النووي لكوريا الشمالية».
وقال أوليانوف «إن بيونغ يانغ لم تردّ بشكل إيجابي أو سلبي على اقتراح موسكو وبكين بشأن تعليق التدريبات الأميركية الكورية الجنوبية وإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية في آن واحد».
من جهة أخرى انتقد الدبلوماسي الروسي موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من الصفقة النووية مع إيران، قائلا إن انهيار هذه الصفقة سيكون «كارثة حقيقية».
وأضاف أن «موسكو قلقة من صنع أسلحة حديثة بالقرب من حدود روسيا، إلا أن الجانب الروسي يعترف بحق إيران في تطوير برنامجها الصاروخي». وأشار أوليانوف إلى أن هذا البرنامج لن يمثل تهديداً للولايات المتحدة في «المستقبل المنظور».