الأمم المتحدة: مجاعة سيكون ضحاياها بالملايين إذا استمرّ حصار التحالف السعودي على اليمن
حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، aمارك لوكوك، مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة من «أكبر مجاعة سيشهدها العالم منذ عقود عدة، إذا لم يسمح التحالف السعودي بوصول المساعدات إلى اليمن، وهي مجاعة سيكون ضحاياها بالملايين».
وقال لوكوك «أبلغت المجلس أنه ما لم ترفع تلك الإجراءات ستحدث مجاعة في اليمن، وستكون أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود».
وأشار لوكوك إلى أنّ «وصول المساعدات الإنسانية عبر الموانئ لم يكن كافياً حتى قبل الإجراءات التي أعلنت في 6 تشرين الثاني الحالي»، لافتاً إلى أنه «لم يُسمح أيضاً برحلات جوية تابعة للأمم المتحدة إلى اليمن».
وأوضح أنّ «برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يقدّم مساعدات غذائية لسبعة ملايين شخص شهرياً في اليمن»، مشدداً «ما نريده هو إنهاء الحصار حتى يمكننا إنقاذ أرواح هؤلاء الناس».
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة «إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحدث مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأربعاء الماضي ودعا إلى الاستئناف الفوري لدخول المساعدات الإنسانية».
ودعا لوكوك إلى «الاستئناف الفوري لرحلات الأمم المتحدة، وغيرها من رحلات المساعدات إلى صنعاء وعدن، مع ضمانات من التحالف بعدم تعطيل الرحلات مجدداً».
كما دعا إلى «السماح الفوري بالوصول إلى الموانئ لأغراض إنسانية وتجارية، والسماح لسفينة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالتمركز قبالة عدن، إضافة إلى ضمانات بعدم تعطيل عملها مرة أخرى»، مطالباً «بالسماح لكل السفن التي تجتاز تفتيش الأمم المتحدة بتفريغ حمولاتها».
من جهته، عبّر سفير إيطاليا لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن سيباستيانو كاردي عن «أن مجلس الأمن قلق بشأن الوضع الإنساني».
وقال كاردي «لقد أكد أعضاء مجلس الأمن أهمية استمرار عمل جميع موانئ ومطارات اليمن، بما فيها ميناء الحديدة، باعتبارها شريان حياة مهماً للدعم الإنساني وغيره من الإمدادات الضرورية».
وأثار القرار السعودي ردود فعل واسعة، ووصفته منظمات صحية وإنسانية أممية بـ «الحصار الشامل الذي سيفاقم من الوضع الإنساني الصعب في اليمن، وسيؤدي إلى وقف القطاع الصحي كلياً».
ووقعت 23 منظمة إنسانية دولية بمن فيها الأمم المتحدة بياناً تحدّث عن خطورة الأوضاع في اليمن بعد إغلاق التحالف السعودي جميع المطارات والموانئ والمعابر البرية اليمنية التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية الضرورية والإمدادات التجارية إلى البلد وتعيق حركة المساعدات والعمال داخل اليمن وخارجه.
وقال البيان «إنّ أيّ خلل في إيصال الإمدادات الضرورية مثل الغذاء والوقود والأدوية ينطوي على إمكانية دفع الملايين من الناس إلى المجاعة والموت».
وذكر البيان بأنّ «أكثر من 20 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، سبعة ملايين منهم، يواجهون ظروفاً تشبه المجاعة ويعتمدون تماماً على المعونة الغذائية للبقاء على قيد الحياة».
وحذّر البيان من أنه «في غضون ستة أسابيع، سيتم استنفاد الإمدادات الغذائية لإطعامهم. ويعاني أكثر من 2.2 مليون طفل من سوء التغذية، من بينهم 385 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويتطلبون علاجاً علاجياً للبقاء على قيد الحياة».
من جهتها، قالت منظمة أطباء بلا حدود أول أمس، «إنّ التحالف لم يسمح بوصول المساعدات منذ ثلاثة أيام وطالبته بالسماح الفوري للوصول إلى اليمن، ومن دون أي عوائق لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها».
بدورها، أنذرت الأمم المتحدة جميع السفن الراسية هناك بـ «ضرورة مغادرة سريعاً للميناء»، بحسب مسؤولين يمنيين.
كما بحث مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في ما إذا كان قرار التحالف حول إغلاق الموانئ البحرية والجوية منعاً لوصول المساعدات إلى اليمن يمثّل عقاباً جماعياً غير قانوني.
بدوره طالب الصليب الأحمر الدولي بـ «إبقاء المنافذ مفتوحة أمام الإمدادات الحيوية».
وعزز التحالف السعودي حصاره لليمن بـ «إغلاقه جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية لهذا البلد الواقع تحت حرب شرسة». قرار مبرره، وقف تهريب الأسلحة، وهدفه الواضح إغلاق ميناء الحديدة الشريان الوحيد لأكثر من عشرين مليون يمني.
آثار القرار انعكست على نحو سريع في الحياة اليومية لليمنيين بدءاً من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها من الأسواق بما فيها الغاز المنزلي، وقد تصل في حال استمراره إلى اختفاء السلع الضرورية للمواطنين.