البرزاني: خسرنا كركوك بضوء من إيران وواشنطن ولندن
قال رئيس إقليم كردستان «مسعود البرزاني»، إنّ عملية سيطرة القوّات العراقية على كركوك تمّت بقيادة إيرانية وتواطؤ أميركي وبريطاني، معتبراً أنّ القرار العراقي بيد طهران، بحسب تعبيره.
وأضاف البرزاني في مقابلة مع مجلة «نيوزويك» الأميركيّة، أول أمس الأربعاء: «نحن واثقون أنّ عملية الاستيلاء على كركوك كانت بقيادة الإيرانيين، وبعلم المسؤولين الأميركيين والبريطانيين»، مشيراً إلى أنّ «القرارات العراقية في أيدي إيران، والكرد لن يواجهوا الإيرانيين ولا يتنافسون معهم».
وأوضح البرزاني، أنّ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يستطيعان منع حدوث أيّة صدامات، وفي حال نشب القتال فهذا يعني أنّهما أعطيا الضوء الأخضر بذلك.
وبشأن دور البيشمركة في الحرب ضدّ «داعش» والدعم الأميركي لها حينها، علّق البرزاني بالقول: «من دون تضحيات البيشمركة، ما كان «داعش» تراجع وولّى الأدبار، وما تحرّرت الموصل، لكنّنا لم نتوقّع أن نرى القوات العراقية تستخدم الأسلحة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» ضدّ مواطنيها، لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا» .
وجدّد البرزاني دفاعه عن استفتاء الانفصال، قائلاً: «أعتقد أنّ هذا الاستفتاء قد ضمن مستقبل الشعب الكردي، رغم بعض العقبات ما بعد الاستفتاء، ولكن هذا لا يعني أنّ عزم الشعب الكردي انطفأ».
وأضاف أنّ «التوقيت كان جيداً، لأنّ القوات العراقية التي تنفّذ حالياً سياساتها لتغيير الديموغرافيا والوضع في المناطق التي هي فيها في الوقت الراهن، كان لديها هذا البرنامج وهذه الخطة في الاعتبار حتى قبل الاستفتاء، وهم العراقيّون يستخدمون الاستفتاء كذريعة لتغطية خطّتهم ومؤامرتهم ضدّ الشعب الكردي».
وتابع: «ذهبنا إلى الاستفتاء من أجل تجنّب إراقة الدماء، ومن أجل تجنّب المعارك والصراعات، لأنّ من يقاتلوننا الآن يريدون فرض وضع جديد في المنطقة»، لافتاً إلى أنّ «خطأنا هو أنّ الاستفتاء كان ينبغي أن يجري في وقت سابق، وليس في وقت لاحق».
وأعرب البرزاني عن عدم اعتراف الأكراد بأيّ تغيير ديموغرافي قسري في المناطق التي انسحبوا منها، معتبراً أنّ «ما يجري في الأراضي الكرديّة وضع مؤقّت فقط».
وتابع أنّه لا يمكن لأحد أن يغيّر هويّة تلك المناطق، التي لا تزال كرديّة، حسب تعبيره، مشيراً إلى أنّ انسحاب الأكراد منها جاء منعاً لإراقة الدماء.
وقال البرزاني، إنّ الأكراد يعتزمون تجنّب الصراع مع القوات العراقيّة، طالما لا تُقدِم بغداد على تغيير وضع إقليم كردستان العراق الحالي.
وكانت سلطات إقليم كردستان قد أجرت في 25 أيلول الماضي استفتاءً بشأن الانفصال عن العراق، لم تعترف به بغداد وطالبت بإلغائه.
وفي منتصف تشرين الأول الماضي، فرضت القوات العراقية سيطرتها على كركوك، في عملية لاستعادة سلطة الدولة في المناطق المتنازع عليها مع الأكراد.