لكلّ فعل قدر!
لكلّ فعل قدر!
برفيف جناحيها استطاعت فراشة أن تثير عاصفة على طفلة من قافلة نمل، ولكنّها لم تستطع أن تمنعها من مواصلة طريقها، تحمل إلى بيت المؤونة في سرداب القافلة ذرّة من فتات شعيره.
نظر طائر لاحم يتأمّلها ويتأمل الفراشة، ثم قال: «ما لي وما لهذه الصغائر التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ثم إني سأحتسب تركهما وشأنهما عند مالك السماوات والأرض».
هنا وهنالك في مكان آخر وقف صياد يحمل بندقية يتلظّى غير بعيد عن ذلك الطائر وقد سدّد عليه ولكنه تردّد أيقتله أم؟!
ثم لماذا يقتله؟ وهو ليس من الطير التي تستساغ لحومها، ثم استدار يبحث عن رزق آخر. فإذا بإرهابيّ ملثّم يفاجئه من ورائه، يهوي بساطوره على رقبته ولم يكد يفعل حتى جاءته طلقة ذهبت بجزء من نخاعه لترسمه شكلاً على جذع شجرة زعرور، قد كان الصياد يأوي إليها عساها تخفض من ضغط دم أصابه، كما أصاب مخطوفاً ينادي من بعيد: إنّني معكم ولكنّني عليكم»!
د. سحر أحمد علي الحارة