نصرالله للسعودية: حاسبي حزب الله بدل ترهيب اللبنانيين ونحن نعلِّمك
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنّ ما تقوم به السعودية هو حرب على لبنان وليس على حزب الله فقط، مشدّداً على أنّ احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري وإجباره على الاستقالة هو أمر مهين لكلّ لبناني ولا نقبل به، كاشفاً عن أنّ السعودية طلبت من «إسرائيل» شنّ حرب على لبنان.
وقال: «إذا أرادت السعودية محاسبة حزب الله فلا داعي لما تقوم به ضدّه، فهناك أساليب متعدّدة بدل ترهيب أهله وإرعابهم».
كلام السيد نصرالله جاء خلال حفل أقامه حزب الله في «قاعة شاهد» على طريق المطار، في ذكرى «يوم الشهيد» وذكرى أربعين الإمام الحسين، بحضورالنائب ناجي غاريوس ممثّلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير المال علي حسن خليل ممثّلاً رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، السفير الإيراني محمد فتحعلي، السفير السوري علي عبد الكريم علي، وزير الصناعة حسين الحاج حسن وعدد من النوّاب منهم عباس هاشم، الوليد سكرية، إميل رحمة، حكمت ديب ونوّاب سابقون وشخصيات روحيّة وسياسيّة وحزبّية.
واستهلّ السيد نصرالله كلمته بالحديث عن العملية الاستشهاديّة التي نفّذها الشهيد أحمد قصير ضدّ مقرّ الحاكم العسكري «الإسرائيلي» في صور إبّان اجتياح لبنان عام 1982.
وقال: «إنّنا ببركة تضحيات الشهداء وكلّ المضحّين حرّرنا أرضنا وأسرانا وأسقطنا كلّ المشاريع «الإسرائيلية»، وحرّرنا أرضنا وأسرانا في آب 2017»، وأشار إلى «أنّنا أوجدنا قوة ردع لبلدنا بوجه التهديدات «الإسرائيلية»، وحافظنا على أمننا واستقرارنا في الإجهاز على أكبر مؤامرة على شعوب المنطقة التي جسّدتها «داعش» الإرهابية»، مؤكّداً «أنّنا في آخر مراحل القضاء على «داعش»، وأمامنا أسابيع لننتهي منها في سورية والعراق».
وأشارإلى أنّه «منذ يوم السبت الماضي، تمّ إدخال لبنان في أزمة سياسية ووضع لبنان أمام مرحلة مهمّة»، لافتاً إلى «أنّ خطرها يرتبط تقديره بيد اللبنانيين».
وقال، إنّ الأوضاع «كانت جيدة جداً، وتمّ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وكان العمل على القانون الانتخابي والتحضير للانتخابات وإقرار الموازنة والتعيينات»، مؤكّداً «أنّنا كنّا نعيش بأمن واستقرار لا مثيل له، وأنّ الشعب اللبناني كان يعيش براحة نفسيّة».
وتابع: «كان هناك حركة عالية في مطار بيروت والمعابر الحدودية، وهذا يعني دليل راحة وأمن، وكان هناك مشهد إيجابي بفضل تعاون وإرادة كلّ القوى السياسية». وأردف: «في ظلّ هذا الوضع الجيد في لبنان وتواصل القوى السياسية، فجأة وبضربة واحدة تقوم السعودية باستدعاء رئيس الحكومة على عجل وبلا معاونيه ومستشاريه، ويذهب ويُجبَر على تقديم الاستقالة وتلاوة البيان المُعدّ من قبلهم»، وأكّد «أنّ هناك تدخّلاً علنيّاً غير مسبوق لإجبار رئيس الحكومة على الاستقالة، وجميع اللبنانيّين باتوا على علم ويقين بذلك من خلال المعطيات، وأنّه بعد تقديم الاستقالة يُفرض على رئيس الوزراء اللبناني الإقامة الجبريّة ويُمنع من العودة إلى لبنان».
وأكّد السيد نصرالله، أنّ «السعودية تقوم بتحريض دول العالم على لبنان وفرض عقوبات عليه، وتحريض دول الخليج على سحب رعاياها، كاشفاً «أنّ السعودية طلبت من «إسرائيل» ضرب لبنان، وهي حاضرة أن تقدّم ملايين الدولارات لذلك، وهنا نتحدّث عن معلومات»، موضحاً أنّها طلبت خلال عام 2006 ضرب لبنان وحرّضت على بقاء الحرب «الإسرائيلية» ضدّه، معتبراً أنّها أعلنت الحرب على لبنان، وليس على حزب الله فقط.
وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول، «إنّ الأمن والاستقرار الاقتصادي والنقدي وما نعيشه غالي الثمن، ونتمسّك به ونحرص عليه، في مقابل أنّ السعودية تدعوكم إلى إسقاطه لكي تخربوا بيوتكم بأيديكم، فهل تفعلون ذلك؟».
وأكّد أنّ اللبنانيين اليوم أمامَ مرحلة مصيريّة، وعليهم أن يختاروا مصيرهم.
وأضاف «نحن في حزب الله نعتبر أنّ إهانة رئيس الحكومة اللبنانية هي إهانة لكلّ لبناني حتى لو كنّا نختلف في السياسة، لأنّ ذلك إهانة لكلّ لبنان»، مديناً التدخّل السعودي السافر في الشأن اللبناني الداخلي، والتصرّف المهين مع الرئيس الحريري.
وأعلن عن ضمّ صوت حزب الله إلى كلّ اللبنانيين وإلى كتلة «المستقبل»، بالدعوة إلى عودة رئيس الحكومة إلى لبنان، قائلاً: «فليأتِ إلى لبنان وليقُل ما يشاء وليفعل ما يشاء»، معتبراً أنّ رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية، وعليها أن تطلق سراحه ويجب أن يعمل اللبنانيّون على إعادته.
وإذ اعتبر «أنّ الاستقالة غير صحيحة وغير قانونية وحصلت بالإكراه ولم تقع ولا نعتبرها موجودة، وبالتالي فالحكومة هي دستوريّة وقانونيّة وليست تصريف أعمال»، قال «إنّ الحكومة لا تستطيع أن تجتمع نعم، لكن هي ليست مستقيلة»، مشيراً إلى أنّه «غير مقبول الحديث عن استشارات نيابيّة جديدة، وهذه رغبة الأدوات والمتآمرين».
وطالب اللبنانيّين بأن يقفوا مع الإدارة الحكيمة لرئيس الجمهورية في هذه الأزمة، مؤكّداً أنّ هذه الإدارة استطاعت أن تفوّت المؤامرة وتحافظ على الاستقرار، داعياً الذين تآمروا على لبنان إلى إعادة حساباتهم لأنّهم وقعوا في الخطأ.
وأشار إلى أنّ وحدة اللبنانيّين أساسية، ويجب التواصل الدائم بينهم، مشدّداً على «أنّ هذه الوحدة تحفظ بلدنا، وأنّه في ظلّ هذه الحرب الشعواء يجب أن نقف مع بعضنا البعض ونتجاوز الخلافات».
وتطرّق إلى أنّ ما قالته «قناة العربية» عن محاولة اغتيال للرئيس الحريري، مؤكّداً أنّ الأجهزة الأمنيّة اللبنانية نفت ذلك، ولكنّ «العربية» استمرّت في هذه الأخبار، وهو ما ورد في البيان الذي تلاه الرئيس الحريري وكُتب في السعودية.
و لفتَ إلى أنّ «هناك من يتحدّث ومُصرّ على الحديث عن وجود اغتيالات سياسيّة، ولذلك يجب التنبّه لهذه الأخبار».
وحول إمكانيّة حصول عدوان «إسرائيلي» على لبنان، قال السيد نصرالله: «ليس هناك فرضيات لوجود حرب «إسرائيلية»، وكلّ المعطيات لا تدلّ على ذلك، مع أنّ هناك ضغوطات سعودية، لكن العدو يعلم أنّ هناك كلفة غالية جداً جداً لهذه الحرب»، مؤكّداً أنّ الصهاينة حذرون جدّاً من شنّ حرب.
وأوضح أنّ «الإسرائيلي يمكن أن يضغط من خلال بعض الدول، أو يبحث عن الفتنة في لبنان»، مشيراً إلى أنّه في بلدة حضر السورية سهّل الاحتلال «الإسرائيلي» للجماعات المسلّحة الهجوم على البلدة من أجل فتنة على أساس أنّ المهاجمين هم من السنّة.
وحذّر الصهاينة من أيّ خطوة خاطئة أو خطأ في تقدير الوضع، مؤكّداً «أننا نحن اليوم أقوى عوداً وحضوراً ويقيناً وإحساساً بالقوة».
وأشار إلى «أنّ الصهاينة يعرفون جيداً أنّ كلّ ما قلته في الخطابات السابقة عن الحرب هو من وقائع، وليس حرباً نفسيّة».
ولفتَ الأمين العام لحزب الله إلى أنّ «هناك غضباً سعودياً شديداً موجّهاً إلينا، ونحن نتفهّم غضبهم، لكن لا نتفهم ردّ فعلهم وأسلوبهم المهين»، وأوضح أنّ عليهم أن ينظروا إلى سورية، حيث كان لهم آمال عريضة وفشلوا، واليوم في البوكمال «داعش» إلى نهايته، وكذلك في العراق أحبط مشروعهم وفي اليمن ليس هناك انتصار أو انجاز، بل حصار برّي وبحري وجوي وجرائم.
وبيّن أنّ الأمم المتحدة وضعت السعودية على لائحتها السوداء بقتل الأطفال، وليس حزب الله الذي وضعهم.
وقال ساخراً: «لقد وصلت الدِّقّة لدى المخابرات السعودية إلى القول إنّ إيران أدخلت صاروخاً باليستياً إلى اليمن وتسلّمه حزب الله وأطلقه على السعودية».
وأكّد السيد نصرالله، «أنّ اليمنيّين يصنعون هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة، والسيد الحوثي القائد الشريف والشجاع عندما يقول ذلك فإنّه يصدق»، وقال: «إذا كان حزب الله هو سبب الفشل السعودي في اليمن، يعني أنّ حزب الله عظيم جداً».
وأكّد أنّ «لبنان ليس تابعاً لإيران، لكن لها نفوذ في لبنان، إنّما لا تتدخّل في الشأن اللبناني، لكن السعودية لديها نفوذ في لبنان وتتدخّل في شؤونه، وطالب بإعطاء مثل واحد تدخّلت فيه ايران في لبنان مع دليل على ذلك».
ورأى أنّ السعودية تريد أن «تفشّ خلقها» في لبنان، وهي لا تستطيع لإيران فأتت للانتقام من لبنان، وأكّد أنّ كلّ مشاريع السعودي ستكون فاشلة في لبنان، كما فشل في كلّ ملفاته.
وطلب من السعودية أن لا تضع القضاء على حزب الله في لبنان هدفاً، لأنّها إذا عملت كلّ شيء وأتت بكلّ الدنيا وحرّضت «إسرائيل» بشنّ حرب وما تسمّيه الحزم، لن تستطيع القضاء على حزب الله.
وردّ على وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، الذي تحدّث عن إنقاذ الشعب اللبناني، متسائلاً: «هل ما تقوم به السعودية هو إنقاذ الشعب اللبناني، أم هل تريدون أن تنقذوا الشعب اللبناني كما تنقذون الشعب اليمني بآلاف الشهداء والجرحى والكوليرا وتدمير اليمن؟».
وتوجّه السيد نصرالله إلى السعودية بالقول: «هل تنقذون الشعب اللبناني بالقتل والتدمير وإراقة الدماء، وهل تنقذون الشعب اللبناني بضرب أمنه واستقراره وحجز رئيس حكومته؟».
وتابع: «نحن بوحدتنا واتّفاقنا نمرّ عن كلّ هذه الأمور»، مضيفاً: «يريدون محاسبة حزب الله، فليرسلوا لي أحدهم أعلّمه كيف ذلك، لكن لا تتمّ محاسبة الشعب اللبناني وليشغّلوا عقولهم بدل الحقد الذي هم عليه»، ولفتَ إلى أنّهم «يريدون ضرب لبنان، لأنّه سيّد مستقلّ ولا يخضع لأوامر سموّ الأمير».