البطاركة الكاثوليك: زيارة الراعي للسعودية للمطالبة بإبعاد لبنان عن الصراعات

ثمّن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الإنجازات الّتي تمّت في السّنة الأولى من عهد رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والحكومة. وأعرب المجلس في بيان بعد اختتام دورته السنوية برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي، عن أسفه لاستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وإعلانها من المملكة العربيّة السّعوديّة وزجّ البلاد في حالة جمود.

وأعلن عن قلقهم من عدم عودته إلى لبنان حتّى الآن، وهي ضروريّة من أجل الكرامة والسّيادة والاستقرار، فالمسألة تتعدّى كونها دستوريّة لتصبح قضيّة سياسيّة ووطنيّة. وأشار مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان إلى أن زيارة البطريرك الراعي إلى السّعوديّة في الأسبوع المقبل، تلبيةً لدعوة خاصّة من جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، ستكون مناسبةً للمطالبة بإبعاد لبنان عن الصّراعات الإقليميّة، وعن إدخاله في محاورها، وجعله ساحة رديفة لتصفية الحسابات الإقليميّة على حسابه ومناسبة لدعم استقلال لبنان وسيادته واستقراره، ولمساعدته على تكوين الدّولة القادرة والقويّة والعادلة ليبقى في هذه المنطقة الشّرقيّة أرض التّعدّديّة الثّقافيّة والدّينيّة، والحوار الحياتي بين المسيحيّة والإسلام.

وقد عبّر الآباء عن هواجسهم بخصوص قانون سلسلة الرتب والرواتب الذي يحمل الرقم 46/2016 والذي يهدّد مستقبل المدارس والتعليم الخاصّ والحضور المسيحيّ في مناطق الأطراف والقرى النائية، وطالبوا الدولة بتحمّل مسؤولياتها تجاه مواطنيها والتقيّد بمبدأ وحدة التشريع بين العام والخاص على قاعدة أن وحدة التشريع تستتبع وحدة التمويل.

وناشد الآباء المجتمع الدولي والدول المعنية إيقاف الحروب وإحلال السلام في المنطقة، والتوصل الى حلول سياسية سلمية، بالاستناد الى القوانين الدولية التي تحفظ حقوق الشعوب والدول وتصون وحدة أراضيها، والعمل الجدّي على عودة النازحين واللاجئين والمخطوفين والمبعَدين الى بلدانهم وبيوتهم وممتلكاتهم، حفاظًا على حقوقهم كمواطنين، وعلى ثقافتهم وحضارتهم. وفيما لبنان وشعبه يعربون عن تضامنهم الإنساني والاجتماعي معهم، فإنّ عددهم الّذي بات يفوق نصف سكّان البلاد، أصبح عبئًا وخطرًا على كيانه واقتصاده وتوازن سكّانه، وعلى استقراره السّياسي والأمني. وناشد الآباء الوزارات اللبنانيّة المعنيّة تأمين المساعدات اللازمة للنازحين العراقيّين أسوة بسواهم من النّازحين السّوريين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى